سياسة عربية

خلافات علنية بين أجهزة الأمن الإسرائيلية

رئيس أركان الجيش غانتز ورئيس الشين بيت كوهين - أرشيفية
رئيس أركان الجيش غانتز ورئيس الشين بيت كوهين - أرشيفية
طغت الخلافات الإسرائيلية الأمنية على السطح مؤخرا، بالرغم من حساسية الأوضاع الأمنية، حيث الاحتجاجات الفلسطينية ضد قرارات الحكومة الإسرائيلية فيما يخص المسجد الأقصى، في الوقت الذي من المفترض أن تتوحد فيه جهود الأجهزة ضد هذه الاحتجاجات والتصدي لها.

الخلافات التي اندلعت بين رئيس أركان الجيش بيني غانتس ورئيس جهاز الأمن الداخلي الشين بيت يورام كوهين، دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى ترتيب لقاء بين الطرفين، بحضور وزير الدفاع موشيه يعالون لوقف الخلافات وحلها.

وظهرت الخلافات القائمة بين الجيش والشين بيت للعيان والعلن، بعد أن عرضت القناة الثانية الإسرائيلية، برنامجا استقصائيا شعبيا حول دور الأجهزة الأمنية فيما بينها، شارك فيه عناصر من جهاز الشين بيت، انتقدوا فيه أداء الجيش الإسرائيلي وتعامله مع المعلومات الثمينة بشأن حماس في غزة، حيث اعتبروا أن الجيش لم يأخذ بعين الاعتبار والأهمية معلومات حول استعداد حماس لمعركة ضد الجيش، الأمر الذي أغضب رئيس أركان الجيش، فعمل على إرسال رسالة إلى نتنياهو للاحتجاج على ذلك بشدة، حيث أدان الأخطاء الأخلاقية للشين بيت، قائلا: "مشاركة الشين بيت في هذا البرنامج التلفزيوني يعد خللا أخلاقيا".

بدورها، الحكومة الإسرائيلية أعلنت من ناحيتها عن اللقاء الذي تم بين الأجهزة الأمنية بحضور يعالون وبرعاية نتنياهو، حيث بينت أن نتنياهو شدد في اللقاء على المسؤولية الوطنية لدى الطرفين، علاوة على ضرورة ضمان أمن الإسرائيليين، داعيا إياهما إلى التعاون لهذه الغاية.

ويدور تساؤل بين المراقبين للشأن الأمني الإسرائيلي، حول موافقة الشين بيت على كشف هذه المعلومات على التلفزيون لتسوية حسابات قديمة مع الجيش.

فالخلاف بين غانتس وكوهين ليس جديدا، إلا أنه هذه المرة ظهر على السطح وخرج إلى العلن، بسبب الحرب على غزة في الصيف الماضي، مع أنه يمنع وقوع خلافات وتوسعها بين جهازين تقع على عاتقهما مهمة حساسة هي ضمان أمن إسرائيل.

لم يكن نتنياهو المسؤول الوحيد الذي تدخل لإنهاء الخلاف، فقد اضطر ووزير الأمن الداخلي اسحق أهارونوفيتش للتدخل من أجل تنسيق العمل وتبادل المعلومات الأمنية بين الطرفين، وذلك وفق لما نشرته صحيفة هآرتس.

وكتبت الصحيفة ذاتها أن الجيش ليس الجهة الوحيدة التي عبرت عن استيائها من الشين بت، فالشرطة سجلت انتقادها للجهاز بسبب عدم تبليغها بمعلومات عن استعدادات لهجمات واضطرابات في القدس والمسجد الأقصى.

إلى ذلك، وبعد تطور الخلاف وتفاقمه، جنح الشين بيت إلى التهدئة، إذ أصدر بيانا قال فيه إن من تحدث من مسؤوليه للإعلام لم يؤكدوا أنهم أبلغوا الجيش بحرب على حماس في تموز/ يوليو، بل باستعدادات حماس لمواجهة محتملة مع إسرائيل".

من جهتهم، أبدى عاملون بالصحف الإسرائيلية استيائهم من هذا الخلاف القائم، حيث قال عاموس هارئيل المراسل العسكري لهآرتس إن هذا الخلاف يمثل مسألة اعتراف للرأي العام"، فيما رأى يوآف ليمور الصحفي في صحيفة إسرائيل اليوم إنه على الجيش والشين بيت أن يضعا اعتباراتهما الذاتية جانبا، والعمل معا لاستتباب الأمن.
التعليقات (0)