ملفات وتقارير

ما هي خيارات "النهضة" في الدور الثاني لسباق الرئاسة؟

النهضة ربما تحدّد موقفاً مغايراً للدور الأوّل على ضوء النتائج والتوازنات السياسية
النهضة ربما تحدّد موقفاً مغايراً للدور الأوّل على ضوء النتائج والتوازنات السياسية
يرى مراقبون أن موقف حركة النهضة التونسية في الدور الثاني من السباق الرئاسي؛ لن يختلف كثيراً عن قرار مجلس شوراها الأخير، الذي امتنع عن دعم مرشّح معيّن وترك لأبناء الحزب وأنصاره حرّية الاختيار.

إلا أن القيادي في الحركة الصحبي عتيق، قال إن الحديث عن دعم "النهضة" أحد مرشّحي الدور الثاني سابق لأوانه "رغم أن كل الخيارات مطروحة أمام هياكل الحركة". 

وقال الصحبي عتيق، رئيس الكتلة النيابية لحركة النهضة بالمجلس الوطني التأسيسي، لـ"عربي21" إنّ "المشهد الانتخابي في الدور الثاني ليس واضحاً الآن، لذلك ربّما نبقى على قرارنا المتعلق بالدور الأوّل ونترك حرية الاختيار لأبنائنا وأنصارنا، كما يمكن أن ندعم شخصاً معيّناً تبعاً للمرشّحين اللذين سيمرّان إلى الدور الثاني".

ثبات الموقف

وتوقّع الكاتب والمحلّل السياسي نبيل المنّاعي بقاء النهضة على موقفها الذي خرجت به عقب اجتماع مجلس الشورى الأخير "رغم أنّ الدور الثاني من السباق الرئاسي له نواميسه الخاصة" بحسب تعبيره.

ورجّح المناعي في حديثه لـ"عربي 21" مرور المرشّحين محمد منصف المرزوقي، الرئيس الحالي، والباجي قايد السبسي، رئيس حزب نداء تونس، إلى الدور الثاني، ما سيدفع حركة النهضة إلى المحافظة على موقفها، "خاصة إذا تحقّقت لها مكاسب سياسية في الدور الأوّل".

من جانبه؛ لفت أستاذ القانون الدستوري والمحلّل السياسي غازي الغرايري، إلى أنّ النهضة "ربما تحدّد موقفاً مغايراً للدور الأوّل على ضوء النتائج والتوازنات السياسية"، ولم يستبعد في الوقت ذاته أن تقرر "النهضة" الثبات على موقفها في كامل مراحل الانتخابات الرئاسية.

وفسّر الغرايري لـ"عربي 21" الموقف السياسي العام لحركة النهضة خلال المرحلة الحالية بـ"رغبتها في النأي بنفسها عن النزال السياسي، وخاصة في ما يتعلّق بالانتخابات الرئاسية، وعدم التموقع السياسي حتّى لا تؤثّر النتائج النهائية على تحالفات تشكيل الحكومة".

رئيس توافقي

من ناحية ثانية؛ قال القيادي بالنهضة حسين الجزيري في تصريح إعلامي، إن "جماهير النهضة قد تذهب إلى مرشّح دون غيره، وهذا لا يحتاج الى كثير من البحث، لكن هياكل النهضة وقيادتها ومسؤوليها لن تروهم في حملة لهذا المرشح أو ذاك".

وأضاف: "لا نريد فرض مرشّح او موقف على الآخرين، وكان بودّنا التوافق حول الرئيس من أجل تحييد منصب الرئاسة حتى نبتعد عن الاستقطاب... لا نريد ان نصنع ملكاً في قصر قرطاج في المرحلة القادمة، بل نبحث عن رئيس توافقي ليس له برنامج حزبي، أو ينتصر لطرف دون آخر".

انتقاد

من جانبه؛ انتقد مصطفى بن جعفر، مُرشح التكتّل أحد أحزاب الترويكا الائتلافية، قيادات حركة النهضة قائلاً: "كان حرياً بكم ان تتخذوا موقفاً واضحاً من الرئاسية".

وقال بن جعفر، الأحد، في اجتماع جماهيري بمحافظة الكاف (170 كلم غرب العاصمة تونس) إنّ الفرصة متاحة أمام التونسيين لتدارك الموقف، والتصويت لفائدته؛ لأنّه يرى في نفسه القدرة على تجميع التونسيين وخدمتهم".

وأضاف أنّ حظوظه في الفوز بمنصب رئيس الجمهورية كبيرة "في حال مروره إلى الدور الثاني".

واعتبر مراقبون أنّ النهضة سعت بقرارها الأخير إلى إعطاء نفسها فرصة للمناورة في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 28 ديسمبر/ كانون الاول 2014، خصوصا بعد فشل الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية في التوافق حول مرشح واحد.

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية 25 مرشّحاً. ويُعدّ محمد المنصف المرزوقي، الرئيس الحالي، والباجي قائد السبسي، رئيس حركة نداء تونس، أبرز المرشحين للفوز بمنصب الرئاسة.
التعليقات (0)