صحافة إسرائيلية

هآرتس: مئات المصريين يفرون قسرا من منازلهم الحدودية

الجيش المصري يباشر عمليات الإخلاء والهدم في رفح المصرية - أ ف ب
الجيش المصري يباشر عمليات الإخلاء والهدم في رفح المصرية - أ ف ب
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عددها الصادر الخميس، إن مئات المصريين القاطنين في المناطق الحدودية بين مصر وغزة، بدأوا بالفرار قسرًا من منازلهم مع بدء الجيش بإجراءات إنشاء منطقة حدودية عازلة. 

وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوة لإنشاء منطقة عازلة بطول 13 كيلومترا (8 أميال)، تأتي في أعقاب هجوم على نقطة تفتيش للجيش المصري أسفرت عن مقتل 31 جنديا الأسبوع الماضي.

ونقلت عن مسؤولين مصريين، أن إجلاء مئات المصريين الذين يعيشون على طول الحدود مع قطاع غزة من منازلهم يوم الأربعاء، جاء بعدما أمر الجيش بذلك لإفساح المجال بإقامة منطقة أمنية ضمن مخطط يهدف إلى وقف تحركات وأنشطة المتشددين والمهربين. 

وأضاف المسؤولون للصحيفة أن سكان بلدة رفح الحدودية قاموا بالفعل بتسليم أكثر من 62 منزلا إلى قوات الجيش، في خطوة أولى ضمن مخطط يشمل إخلاء 880 منزلا، حيث يعيش حوالي 10 آلاف شخص. 

وأفادت بأن الدبابات والعربات المدرعة طوقت رفح من كل الجهات، في حين كانت الجرافات على أهبة الاستعداد للمباشرة بهدم البيوت، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين وشهود عيان رفضوا إعطاء أسمائهم خوفا من الانتقام منهم. 

ولفتت إلى أن نظام الحكم السابق حاول القيام بتدابير مماثلة، لكنه فشل في إنهاء الأنفاق التي تستخدم لعمليات التهريب المتواصلة مع الأراضي الفلسطينية، غير أنه في الوقت نفسه لم يلجأ إلى التهجير القسري. 

وقالت الصحيفة إن سكان المنطقة الحدودية، في المناطق الشمالية الشرقية من شبه جزيرة سيناء، أكدوا أنهم تلقوا إنذارًا قصيرًا بحزم الأمتعة والمغادرة، في حين حذر ناشطون بمنظمات حقوق الإنسان في مصر من انعكاسات الترحيل والإضرار بالسكان.

في المقابل، أفادت وكالة الأنباء الرسمية في مصر، أن هذه العملية حيوية وفي سياق الحفاظ على الأمن القومي المصري، والحرب على الإرهاب، ومنع تهريب السلاح، وفقًا لتقرير الصحيفة.

وقال الناشط أحمد عطا، الذي يعيش في بلدة الشيخ زويد القريبة من الحدث، إن "الناس يعيشون حالة من الصدمة، ولكنهم في الوقت نفسه بلا حول ولا قوة".

وكانت السلطات المصرية أعلنت حالة الطوارئ وحظر التجوال من الفجر إلى غروب الشمس هناك، لمدة ثلاثة أشهر، مع إغلاق كامل لمعبر رفح، المنفذ الوحيد غير الإسرائيلي للقطاع المزدحم مع العالم، وذلك إلى أجل غير مسمى. 

ونقلت عن مسؤولين مصريين، أنه في نهاية المطاف ستتم تغطية المنطقة العازلة بواسطة كاميرات مراقبة، إلى جانب تحصينها بخندق مائي مملوء بعرض 40 مترا وعمق 20 مترا، يمتد على طول الحدود وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط.
 
وأشارت إلى أن إسرائيل كانت تخطط لإقامة منطقة عازلة على طول حدود قطاع غزة، بعدما بدأت حركة حماس الفلسطينية سيطرتها على القطاع عام 2007. 

وأضافت نقلا عن مسؤولين، أن إسرائيل اقترحت حاجز المياه في الماضي تحت حكم الطاغية المخلوع حسني مبارك، ولكنه تم تأجيل النظر في الفكرة. بل إن مبارك نفسه كان يخطط لإنشاء منطقة الفصل على طول الحدود، لكن الإجراءات توقفت بعد احتجاجات كبيرة. 

ونقلت عن عطا قوله أيضا، إن "الناس ضد هذا القرار لكنهم سلموا بالأمر الواقع". وأضاف عطا أنه "إذا كان هناك منزل مع نفق تحته، فإنه كان من السهل على الجيش اكتشاف الموضوع وتفجير المنزل، كما فعل من قبل، ولكن ما يحدث الآن هو عقاب جماعي".
 
ولفتت الصحيفة إلى أن المنطقة الحدودية مكتظة، ومعظم السكان يعيشون في رفح، وهي مدينة قسمت نصفين، هما رفح الفلسطينية ورفح المصرية، وذلك بعد توقيع مصر على اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل في 1978. 

وقال العديد من الذين يعيشون على الجانب المصري، إن لهم عائلات ممتدة على الجانب الآخر في غزة. 

يذكر أنه منذ أطاح الجيش المصري بالرئيس الإسلامي محمد مرسي، والسلطات المصرية تقوم بتكثيف الهجوم في شمال سيناء على المتشددين والمسلحين الإسلاميين، بحسب الصحيفة. وتضيف أن مهندسي الجيش هدموا العديد من أنفاق التهريب السرية أو فجروها، مع الاعتقاد بأن العديد من الأنفاق ما زالت موجودة وتشكل تهديدا للأمن القومي المصري. 

ولفتت "هآرتس" إلى أن عددا من المسؤولين الذين نقلت تصريحاتهم  اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم، لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
التعليقات (0)