صحافة عربية

السيسي يهجو الإخوان ويؤمن إسرائيل ويقر بسايكس بيكو

السيسي يهاجم الإخوان ويتمسك باتفاقية سايكس بيكو مع الإسرائيليين - أرشيفية
السيسي يهاجم الإخوان ويتمسك باتفاقية سايكس بيكو مع الإسرائيليين - أرشيفية
ألمح الجنرال عبد الفتاح السيسي إلى خلو البرلمان المقبل من وجود نواب عن جماعة الإخوان المسلمين. ولجأ إلى "شيطنتهم"، بالقول إن "الشعب لن يسمح لمن قتل أبناءه، وحرمه قوته أن يتحدث بصوته"، وفق اتهامه.
 
وأضاف السيسي -الذي وصل إلى الحكم من خلال انقلاب عسكري على أول رئيس مصري بعد "ثورة يناير" (محمد مرسي)- في حوار مع صحيفة "عكاظ" السعودية، نشرته على ثلاثة أجزاء، وتنشر الجزء الرابع منه غدا الخميس أن "السلام يتحقق بإقامة دولة فلسطينية، وبالأمن لإسرائيل".
 
وعندما سُئل "هل نحن بانتظار اتفاقية سايكس بيكو جديدة" قال السيسي: "هل نتوقع؟ ثم أجاب: لا.. سايكس بيكو موجودة.. وجار تنفيذ بنودها على الأرض".
 
وتابع -في الجزء الثالث من الحوار الذي نشرته "عكاظ" الأربعاء-: "أثق في الشعب المصري، وقدرته على اختيار من يمثلون، ويخافون على بلده.. صحيح أن هناك فئة لا تفكر في مصلحة مصر.. بقدر ما تعمل لخدمة توجهات رفضها الشعب المصري، وحسمها بثورتيه التاريخيتين في 25 يناير 2011م، وفي 30 يونيو 2013".
 
وأضاف: "أقول لهؤلاء، وهم قلة قليلة.. إن مصر الشعب.. ومصر الدولة.. ومصر المستقبل لن تفرط في مكتسباتها، ولا في طموحها للسير نحو مزيد من العمل المؤسساتي تحقيقا للديمقراطية، وترسيخا لمبادئ العدالة، وبث روح الأمل والتفاؤل في قلوب الناس، وبناء مصر على أسس جديدة قوية ومتينة"، على حد قوله.
 
جماعات ليبيا.. والمصلحة الإسرائيلية
 

وبخصوص ليبيا، أكد السيسي أن مصر تقف ضد الجماعات "الإسلامية" في جارتها الليبية، واعتبرها "جماعات إرهابية"، قائلا: "هناك تناحر بين فصائل مسلحة بعضها يرتدي ثوب الإسلام، وتدعمه بكل قوة بعض الأطراف الطامعة في زعزعة الاستقرار، وتأجيج الصراع الداخلي، وتشكيل أداة ضغط إرهابية على مصر."
 
وعن القضية الفلسطينية، قال إن "استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليست مسألة تفاؤل أو تشاؤم، وإنما مسألة ضرورة واحتياج".
 
وتابع بأن "هناك ضرورة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهناك احتياج إسرائيلي للشعور بالأمن وتحقيقه، ومن ثم فإن التسوية السلمية للصراع الممتد لأكثر من ستة عقود تعد حقا أصيلا للشعب الفلسطيني، وتصب في مصلحة الشعب الإسرائيلي"، على حد تعبيره.
 
المهم في اليمن.. الملاحة
 

وحول الوضع في اليمن، قال السيسي في حواره مع "عكاظ" إن "ما حدث في اليمن نتاج سلسلة من الأخطاء.. سواء في الحسابات أو التقدير لطبيعة الأحداث والتطورات التي تقع في المنطقة، ومنها ما حدث في سوريا على وجه التحديد.. وكنا نتمنى أن يتم التنبه لذلك منذ وقت مبكر، تفاديا لما وصلت إليه الأمور أخيرا".
 
وتابع بأن معظم أبناء الشعب اليمني لم ولن يقبل بتغيير هويته الثقافية مهما كان الضغط شديدا والتدخلات الخارجية قوية لدعم الجماعة التي تتحرك الآن لتفرض واقعا جديدا على اليمن لا يناسبه، على حد قوله.
 
وقال: "لا مصر ولا المملكة ولا غيرهما من دول العالم المحبة للسلام والحريصة على عدم تعريض الملاحة الدولية للخطر، مستعدون للقبول بأي تهديد لمصالح الجميع من أي نوع كان، ومن أي طرف يجيء"، على حد وصفه.
 
ووصف ما يحدث في العراق بأنه "نتيجة طبيعية لانهيار الدولة بعد أن كانت قوية. ليس فقط في الداخل العراقي، وإنما على مستوى المنطقة، حيث اتجهت الأمور إلى تدمير بنية النظام العراقي إلى أن وصلت إلى درجة الهشاشة، وبدأ معها تفريخ هذه البؤر الإرهابية التي تستهدف تدمير المنطقة بأسرها"، على حد قوله.
 
منخرطون في حرب داعش
 

وعما إن كانت مصر ليست متحمسة للمشاركة في التحالف ضد "تنظيم الدولة"، قال السيسي، إن مصر كانت من أوائل الدول التى حذرت من مخاطر انتشار الإرهاب، ومحاولات بعض الأطراف الدولية لإيجاد جماعات متطرفة تساندها في مواجهة أطراف دولية أخرى في المنطقة إلى أن آلت الأوضاع إلى ما نحن فيه الآن".
 
وتابع: "على الرغم من ذلك، ولكون مصر قد اكتوت بنار الإرهاب، فإننا منخرطون بالفعل في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وليس أدل على ذلك من مشاركة مصر في الاجتماع الذي عقد مؤخرا في واشنطن في هذا الصدد، والذي ضم رؤساء أركان حرب القوات المسلحة في عدد من الدول، وذلك في الوقت الذي رفضت فيه أطراف إقليمية أخرى المشاركة".
 
وأضاف: "مصر تؤكد أهمية أن تتم مكافحة الإرهاب من منظور شامل، لا يقتصر فقط على الشق العسكري، وإنما يمتد ليشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي.. الرؤية يجب أن تكون واضحة بما يضمن عدم تكرار ظهور وانتشار هذه الجماعات المتطرفة التي تستهدف مقدرات الدول" وتسيء إلى الإسلام"، وفق وصفه.
 
وتابع السيسي بأن "مصر لها فلسفتها الخاصة إزاء التعاطي مع القضايا المهمة والحيوية في المنطقة، وهي فلسفة قائمة على حماية الدول ذاتها، وصون حقوق شعوبها دون محاباة لنظام أو معاداة لأتباع مذهب أو عرق أو طائفة بعينها فى أى من الشعوب العربية".
 
وشدد على أن "مصر أبعد نظرا وأكبر قدرا من أن تقع في شرك كهذا، لا طائل من ورائه سوى تأجيج الصراعات، وتكون الشعوب هي الخاسر الأكبر، ويمنح هذا الموقف لمصر مصداقية أكبر وقبولا أعلى من أي أطراف أخرى ترتبط بمصالح ضيقة من نظام حاكم أو أتباع مذهب أو عرق بعينه في أي شعب عربي"، وفق قوله.
 
الحوار للنهضة والمشترك للسودان
 

وحول الخلاف مع إثيوبيا بشأن سد "النهضة"، قال السيسي إن الأمور تُحل بالتفاهم وإيجاد الحلول على أرضية من الثقة المتبادلة، وهذا ما نفعله نحن والسودان وإثيوبيا في هذه المرحلة، بعيدا عن أخطاء سابقة أدت إلى زعزعة الثقة بين الجانبين، ونتدارك تلك التوجهات حاليا، وأثق أن هناك حلا يمكن بلورته على أرض الواقع، ولدينا كفاءات تبحث الأمر، وتجتهد في إيجاد الحلول، وفق قوله.
 
وبالنسبة للعلاقات بين القاهرة والخرطوم، خاصة فيما يتعلق بمنطقة حلايب، قال: "الرئيس البشير كان منذ أيام بالقاهرة، واتفقنا سويا على البدء بالعمل المشترك في الموضوعات التي تحظى بالتوافق بين الجانبين، وأن نطرح الموضوعات الخلافية جانبا، كما أكدنا سويا تجاهل محاولات الإثارة الإعلامية التي تستهدف الوقيعة بين البلدين والشعبين الشقيقين".

 
وبالنسبة للأوضاع الداخلية في مصر، قال: "ولى زمن المعجزات، ولا يمكن تسوية إرث عقود من المشكلات في أشهر قليلة".
 
وأضاف: "لقد تجاوزنا أصعب تحد، وتمكن الشعب من تصحيح مساره خلال عام واحد فقط، بإرادته الحرة وبسرعة أذهلت الجميع إقليميا ودوليا.. ها هي قناة سويس جديدة تحفر بهمة ونشاط، وها هم المصريون يتسابقون في ثمانية أيام ليقدموا تمويلا سريعا لتدشين هذه القناة".
 
ورأى أن الرصيد المصري كفيل بإنجاح المساعي المصرية للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن.
 
إشادة بالسعودية
 

وحرص السيسي خلال الحوار على الثناء على السعودية. وشدد على أن "تفعيل العلاقات مع المملكة يقوي البلدين، ويخدم شعوب المنطقة، ويحقق أحلامها"، وفق ما قال.
 
وذهب إلى أن "الوقفة الشجاعة والحاسمة والقوية لخادم الحرمين الشريفين، وحكومة المملكة، والعديد من قادة وشعوب المنطقة، إلى جانب الشعب المصري، في توقيت حساس للغاية أراد فيه الشعب أن يستعيد هويته، وهوية مصرنا العزيزة.. إنما كانت دعما ومناصرة قوية يقدرها المصريون جميعا"، على حد تعبيره.
 
وكانت الصحف المصرية، ومواقع إلكترونية عدة، أبرزت الحوار، ونقلت مقتطفات منه، كما أبرزته -في المقدمة- نشرات الأخبار والبرامج السياسية المصرية، بالفضائيات المختلفة.
التعليقات (0)