سياسة عربية

لماذا انسحبت المعارضة من مناطق استراتيجبة بالغوطة

 الانسحاب يؤثر على حياة المدنيين بسبب اقتراب جيش النظام - أرشيفية
الانسحاب يؤثر على حياة المدنيين بسبب اقتراب جيش النظام - أرشيفية
انسحبت كتائب المعارضة المسلحة من حي الدخانية وكشكول وحي الكباس في الشمال الغربي من مدينة جرمانا الخاضعة لسيطرة جيش النظام في الغوطة الشرقية.

وقال مصدر ميداني فضل عدم الكشف عن اسمه في حديث خاص لـ"عربي 21"، إن منطقة الدخانية وكشكول والكباس المتصلين فيما بينهم تم بيعهم وتسليمهم من قبل فصليين عسكريين تابعيين لمسلحي المعارضة، وسيتم محاسبتهم من قبل القضاء الموحد لدى مسلحي المعارضة في الريف الشرقي للعاصمة دمشق.

وحول تفاصيل عميلة تسليم الدخانية قال المصدر نفسه، إن القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية تفاجأت بانسحاب مباغت من قبل ألوية للحبيب المصطفى من نقاطهم ومراكز رباطهم على جبهات الدخانية دون إعلام القيادة العامة أو الفصائل المشاركة في معارك الدخانية،
وتلا ذلك انسحاب فيلق عمر من نقاط تمركزهم وحوصروا جميعهم مباشرة من قبل جيش النظام.

وتابع أن من بقي من عناصر مسلحي المعارضة في المنطقة عمل على تأمين خروجهم لإنقاذ حياتهم، دون معرفة السبب وراء انسحابهم وتقدم جيش نظام الأسد.

وأضاف المصدر أن أجناد الشام وجيش الإسلام وفيلق الرحمن وغيرهم من الفصائل العاملة تحت القيادة الموحدة لم يكن لديهم متسع من الوقت والمقاتلين لتغطية النقاط والجبهات التي باتت فارغة على حين غرة.

وقالت مصادر متطابقة في حديث خاص، أن ما جرى من انسحاب مضى منذ أيام  للكتائب المعارضة في كل من مدينة عدرا البلد وعدرا العمالية غرب مدينة دوما في الغوطة الشرقية هو انسحاب مدروسة أسبابه ونتائجه بالنسبة للقيادة الموحدة، على عكس ما جرى في منطقة الدخانية و كشكول الكباس التي تم بيعها وتسليمها عمدا للنظام السوري.

وطلب القضاء الموحد في الغوطة الشرقية بحسب المصادر الميدانية، الفصائل المدانة في عملية تسليم وبيع منطقة الدخانية وحيي كشكول والكباس، وأمر بفتح تحقيق فوري وشفاف للتحقق مما جرى وتوثيقه، وتحديد المسؤول عن هذه الحادثة و شركاؤهم، وتوقيف كل من يتم اتهامه لحين انتهاء التحقيق.

وقالت المصادر إن هذا الانسحاب يؤثر على حياة المدنيين في دوما والغوطة الشرقية بسبب اقتراب جيش النظام من تخوم هذه المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلين المعارضة االمسلحة، فيما لم تخرج القيادة العامة أو أحد الفصائل المنطوية تحت رايتهم بأي بيان أو تصريح رسمي يؤكد أو يوضح كيف تم بيع الدخانية وانسحاب المقاتلين.

وكانت كتائب الجبهة الإسلامية المقاتلة في غوطة دمشق الشرقية "جيش الإسلام" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" وفيلق "الرحمن" انسحبت من مدينة عدرا العمالية غرب مدينة دوما في ريف العاصمة الشرقي، بحسب ما أعلنت القيادة العامة للغوطة الشرقية.

وأعلن حينها المتحدث العسكري باسم القيادة العامة لمسلحي المعارضة السورية في الغوطة الشرقية عبد الرحمن الشامي أن "معركة عدرا العمالية انتهت بعد الحصول على النتائج المرجوة منها، متابعا أنه لم يعد وجودنا داخل المدينة ذو أهمية إستراتيجية للجيش هذا من جهة، أما من جهة أخرى فالقوة المرابطة في مدينة عدرا العمالية نستطيع استخدامها في جبهات أخرى، ونحن لن نقول إنه انسحاب بل عملية نقل قوة عسكرية لتوظيفها بشكل أفضل في أماكن أخرى".
التعليقات (0)

خبر عاجل