صحافة دولية

لوس أنجليس تايمز: أميركا دون حلفاء موثوقين بسوريا

لوس أنجليس تايمز: ليس للولايات المتحدة حلفاء يمكن الوثوق بهم- عربي21
لوس أنجليس تايمز: ليس للولايات المتحدة حلفاء يمكن الوثوق بهم- عربي21
مع بدء ضرباتها لتشمل مواقع تنظيم الدولة المعروف بـ "داعش"، تكون إدارة الرئيس باراك أوباما قد وسعت حملتها في حرب ذات مخاطر كبيرة. فقيادة الولايات المتحدة الغارات على مساحات واسعة من شمال وشرق سوريا تعتبر تحركا جرئيا يؤشر لعملية تصعيد في الحرب ضد "داعش".

وبحسب التقارير الإعلامية، التي أصدرتها وزارة الدفاع، فقد ضربت الغارات عددا من الأهداف، بما في ذلك "مقاتلون ومجمعات تدريب ومراكز قيادة ومخازن أسلحة ومراكز تمويل وشاحنات إمدادات وسيارات عسكرية".

بالرغم من كل هذا، إلا أن ستة أسابيع من الهجمات ضد "داعش" في العراق لم تؤد إلا لإنجازات قليلة على مستوى استعادة المناطق، كما تقول صحيفة "لوس أنجليس تايمز". ففي الوقت الذي تم فيه وقف زخم تقدم قوات "داعش" في العراق إلا أن التنظيم ما يزال يسيطر على مناطق شاسعة في العراق، ويسيطر على معظم المناطق السنية فيه.

وتقول الصحيفة "هناك نوع من الاتفاق أن شكلا من أشكال التدخل البري ضروري لإخراج  (داعش) من معاقله القوية مثل الموصل وتكريت".

مشيرة إلى أن "أميركا تحظى في العراق بدعم حلفاء على الأرض، بمن فيهم مقاتلو الميليشيات الشيعية والقوات الكردية المستعدة للقتال، لكنها مجهزة بسلاح فقير".

ومقارنة مع الواقع العراقي تمثل سوريا تحديا كبيرا للحملة الأميركية، فليس للولايات المتحدة "حلفاء يمكن الوثوق بهم، فقط جماعات متفرقة من المعارضة (المعتدلة) ممن فقدت وبشكل مستمر مناطق للمتشددين الإسلاميين"، وفق ما أوردته الصحيفة.

وتفيد الصحيفة بأنه بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية أصبحت سورية فوضى، وأمة بمئات من الفصائل المسلحة، كل واحد منها يحمل ملمحا من ملامح التشدد الإسلامي ويسيطر على مناطق. ورغم ما يمثله العراق من تعقيدات للسياسة الأميركية، إلا انه لم ينحدر للدرجة التي وصلت إليها سوريا.

وتضيف أن "حقيقة استعداد إدارة أوباما لمراجعة مدخلها، والتحقق من وتدريب وتسليح من يطلق عليهم بالمعتدلين، يشير إلى عدم ثقتها بالمعارضة التي دعمتها، الجيش السوري الحر، والذي تحول إلى امتياز متغير أكثر من كونه قوة موحدة ومتماسكة".

وتؤكد الصحيفة أن الكثير من المحللين يشكون في تعهد البيت الأبيض والميزانية التي رصدها (500 مليون دولار) وجدوى كفايتها لتدريب وتسليح جيش جديد يستطيع هزيمة الإسلاميين، ممن لديهم أسلحة جديدة ومتقدمة وأموال. وفوق كل هذا يقول المقاتلون السوريون إن هدفهم الأول هو الإطاحة بنظام الأسد وليس مواجهة "داعش".

وفي الحقيقة فهذه القوة التي تعيد الولايات المتحدة تشكيلها، وفي أي وقت ستكون جاهزة تحتاج لسنوات كي تترك أثرها على الساحة القتالية، وستجد نفسها تقاتل عدوين على جبهتين- تنظيم الدولة والنظام السوري، بحسب الصحيفة. 

وينقل التقرير عن جوشوا لانديز، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما قوله "انفقنا مليارات الدولارات، وسنوات ونحن نحاول بناء قوات في أفغانستان والعراق، وانظر على ما حصلنا" مضيفا "لا يوجد لنا شريك في سوريا، هذه هي الحقيقة".

ويذكر التقرير أنه "ليس من الواضح إن كان حلفاء واشنطن المزعومون في سوريا يدعمون بشكل كامل الحملة الأميركية ضد قوات تنظيم الدولة، وبحسب مسؤول في الإدارة فواحدة من الجماعات المدعومة من الولايات المتحدة وتلقى دعما عسكريا وماليا حركة حزم،  أصدرت يوم الثلاثاء بيانا شجبت فيه "التدخل الخارجي"، واعتبرته أي القصف الجوي الأميركي في سوريا (هجوما على الثورة)".

وقالت الحركة إن هدفها الأول هو الإطاحة بنظام الأسد ودعت "لتسليح غير مشروط" للجيش السوري الحر، واعترف أفرادها أنهم قاتلوا جنبا إلى جنب مع جبهة النصرة، القوة الموالية للقاعدة في سوريا، بحسب الصحيفة.

ويظل من يوصفون بالمعتدلين هم الأمل الوحيد للولايات المتحدة حيث ليست لديها خيارات كثيرة.

ويشير التقرير إلى أن هناك من بين المحللين من يدعو الحكومة الأميركية لعقد تحالف مع الحكومة السورية في دمشق ضد الإسلاميين، باعتباره أهون الشرين. وتقوم الطائرات السورية بدك مواقع تنظيم الدولة منذ أسابيع.

لكن إدارة أوباما دعت ومنذ عام 2011 لتنحي الأسد وفي خطابه يوم 10 أيلول/سبتمبر، قال الرئيس "لا يمكننا الاعتماد على نظام الأسد الذي يقوم بترويع شعبه، النظام الذي لن ينال أبدا شرعية فقدها".

وفي نفس الوقت استثمر حلفاء أميركا، قطر والسعودية وتركيا، الكثير من الجهد والمال للإطاحة بالأسد، وفق الصحيفة.

وتلفت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية تواجه نقدا من حلفائها السنة؛ لدعمها الحكومة العراقية، التي يسيطر عليها الشيعة، والتي تلقى دعما من إيران وحزب الله اللبناني.

وترى الصحيفة أنه بناء على ما تقدم فهناك قلة من المرشحين كي يكونوا حلفاء لأميركا في سوريا،  فمن المرشحين أكراد سوريا الذين قاتلوا "داعش"، لكن الميليشيا التي تعرف باسم قوات الحماية الشعبية ينظر إليها نظرة شك، باعتبارها جزءا من حزب العمال الكردستاني – بي كي كي- المصنف كمنظمة إرهابية.

ونقلت الصحيفة عن يزيد صايغ، الباحث البارز في معهد كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت، قوله إن الولايات المتحدة تواجه في كل من العراق وسوريا معضلة "العثور على شركاء ليسوا قادرين ومستعدين فقط للقتال على الأرض، ولكن لا يثيرون جدلا سياسيا يقود إلى استقطاب كبير".
التعليقات (0)