ملفات وتقارير

اتفاق بين الرئاسة اليمنية والحوثيين بعد سقوط صنعاء

الحوثيون يسيطرون على مفاصل الحكم في صنعاء - عربي21
الحوثيون يسيطرون على مفاصل الحكم في صنعاء - عربي21
وقعت الرئاسة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، مساء الأحد، اتفاقا لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، بحضور المبعوث الأممي والقوى السياسية، بحسب مصادر في الرئاسة اليمنية والحكومة.

وقالت المصادر، إن بنود الاتفاق الذي وقع في دار الرئاسة جنوب العاصمة صنعاء، كان بحضور المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر، وكافة القوى السياسية.

وبحسب المصادر يتضمن الاتفاق تشكيل حكومة جديدة، وتشكيل لجنة اقتصادية لإعادة النظر في قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، كما أنه يتضمن إعادة النظر في قرار تقسيم الأقاليم الذي أقره مؤتمر الحوار الوطني، وقضى بتقسيم اليمن إلى 6 اقاليم، 4 منها في الشمال، واثنين في الجنوب.

صنعاء.. في قبضة الحوثيين

قدم رئيس الحكومة اليمنية "محمد سالم باسندوة" الأحد، استقالته من منصبه، في رسالة وجهها للشعب اليمني، اتهم فيها الرئيس عبد ربه منصور هادي بـ"التفرد بالسلطة"، وذلك وسط تقارير عن سيطرة الحوثيين على أغلب المؤسسات الحيوية في العاصمة صنعاء وبينها مبنى وزارة الدفاع والبنك المركزي.

وقال بيان صادر عن "باسندوة"، وجهه إلى أبناء الشعب اليمني، إنه قدم استقالته لـ"إتاحة الفرصة لإنجاح الاتفاق بين جماعة الحوثي والرئيس اليمني"، لافتا إلى أنه "بذل جهده خلال فترته التي استمرت عامين وتسعة أشهر في خدمة الوطن وانتشاله من براثن الأزمات".

واتهم "باسندوة" الرئيس اليمني بالتفرد بالسلطة، وقال إن "المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية نصت على الشراكة بين رئيس الحكومة، وبين الرئيس اليمني.. إلا أن ذلك لم يحدث إلا لفترة قصيرة ريثما جرى التفرد بالسلطة".

ولفت رئيس الوزراء المستقيل إلى أنه "وأعضاء الحكومة أصبحوا بعدها لا يعلمون بشيء، عن الأوضاع العسكرية والأمنية وعن علاقات اليمن بالدول".

وفي المقابل، نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" استغراب مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية "ما تناولته بعض وسائل الإعلام من أنباء عن استقالة الأخ محمد سالم باسندوة من رئاسة حكومة الوفاق الوطني".

وقال المصدر للوكالة، إن "الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لم يتسلم أي طلب استقالة ولم يصل مثل هذا الطلب إلى رئاسة الجمهورية حتى اللحظة، ليتم البت فيه وفقا للإجراءات القانونية المعروفة والمتبعة، ولذلك فإنها مازالت الحكومة قائمة برئاسة الأخ محمد سالم باسندوة".
 
ويأتي إعلان "باسندوة" عن استقالته بعد تصعيد لجماعة أنصار الله (الحوثيين) تحركاتها المسلحة، وسط تقارير عن سيطرتها على أغلب المؤسسات الحيوية بالعاصمة صنعاء الأمر الذي يلقي بظلاله على اتفاق تم الإعلان عن التوصل إليه مساء السبت، ويترقب توقيعه في وقت لاحق مساء الأحد، لمحاولة إنهاء تمرد الحوثيين الذي فاقم من تردي الاضطرابات التي يشهدها اليمن منذ الإطاحة بنظام علي عبدالله صالح عام 2011، حيث تواجه الحكومة حركة انفصالية في الجنوب واتساعا في نطاق نشاط تنظيم القاعدة.

وسيطر مسلحون حوثيون على مبنى وزارة الدفاع وسط صنعاء بعد مواجهات مع حراسته، وذلك بعد وقت قصير من سيطرتهم دون اشتباكات على  مقر القيادة العليا للقوات المسلحة وهيئة الأركان العامة وسط صنعاء، بحسب شهود عيان أشاروا إلى أنهم شاهدوا عربات تنقل بعض الأسلحة التي تم نهبها من مقر القيادة تخرج من البوابة بحراسة مسلحي الحوثي.

وأعلن مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية أن وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب، وجه كافة منتسبي الوزارة في أمانة العاصمة بعدم الاحتكاك مع "أنصار الله" أو الدخول معهم في أي نوع من أنواع الخلافات والتعاون معهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار، والحفاظ على الممتلكات العامة وحراسة المنشآت الحكومية، التي تعد ملكا لكل أبناء الشعب، واعتبار (أنصار الله) أصدقاء للشرطة، وبما يخدم المصلحة العامة للوطن".

وبخلاف المقرات العسكرية، سيطر الحوثيون بحسب شهود عيان، على مبنى البنك المركزي في منطقة "ميدان التحرير" وسط صنعاء، دون الإشارة لاشتباكات مع حراسة المبنى.

وقالت مصادر طبية في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا (أكبر مستشفى خاص) بصنعاء، إن مسلحي الحوثي اقتحموا المستشفى وقاموا بنهب محتوياته.

وأضافت المصادر أن "إدارة المستشفى أخلت المستشفى من المرضى والجرحى والممرضين"، ووجهت نداء استغاثة "لإنقاذ بقية المرضى والموظفين الذين لم يتمكنوا من المغادرة".

وكان الحوثيون قد سيطروا السبت على مقر التلفزيون الرئيسي في صنعاء، بحسب شهود عيان. وبذلك تكتمل سيطرتهم على أغلب المؤسسات الحيوية في صنعاء رغم إعلان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بنعمر، مساء أمس السبت، أن "الأطراف اليمنية توصلت إلى صيغة اتفاق ينهي الأزمة القائمة بين الحكومة وجماعة الحوثي".

وأكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام عبر صفحته على "فيسبوك" إن "الجهات العسكرية والأمنية التي أيدت الثورة الشعبية وانحازت إلى خيار الشعب هي: القيادة العامة للقوات المسلحة، معسكر الإذاعة، المؤسسات الرسمية المتواجدة بمنطقة التحرير ورئاسة الوزراء".

وأشارت مصادر متطابقة إلى أن الحوثيين سيطروا على مقر الفرقة السادسة ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة بعد حصول مواجهات بالأسلحة .

وفي وقت لاحق، أعلن عبد السلام السيطرة على مقر الفرقة الأولى مدرع (سابقا)، أي مقر اللواء علي محسن الأحمر الذي يبدو أنه تمكن من الفرار، مع العلم أنه من ألد أعداء الحوثيين.

وقال إن "اللجان الشعبية أعلنت التطهير الكامل والكلي لمقر الفرقة الأولى مدرع المنحلة وتعلن أن علي محسن الأحمر مطلوبا للعدالة".

وما زال الحوثيون يحاصرون مبدئيا جامعة الإيمان معقل رجل الدين السلفي المتشدد عبد المجيد الزنداني، وهو أيضا من أبرز أعداء الحوثيين.

وأكد شهود عيان ومصادر سياسية أن عددا كبيرا من المقار العسكرية والسياسية التي سيطر عليها الحوثيون لم تشهد أي مقاومة من جانب الجيش.

سقوط يذكر بسقوط بغداد.. والإمارات تقدم المكافأة للحوثيين

هذا ولم يجد اليمنيون وصفا لسقوط العاصمة صنعاء بيد الحوثيين، إلا إنه يذكر بسقوط العاصمة العراقية  بغداد إبان الغزو الأمريكي في 2004.

وفي سياق آخر، قال مصدر إعلامي في السفارة الإماراتية بصنعاء لمراسل "عربي21"، إن "مسلحين مدنيين يستقلون آليات عسكرية، دخلوا مقر السفارة في العاصمة اليمنية صنعاء".

ورجح المصدر مفضلا عدم ذكر اسمه، أن يكون دخول الحوثيين لمقر السفارة الإماراتية، جاء بموجب دعوة لهم من قبل الدبلوماسيين الإماراتين  العاملين في صنعاء لاستلام مكأفاة إماراتية مقدمة للحوثيين، بعد سيطرتهم  على أغلب المقار الحكومية في العاصمة وتقويضهم لنفوذ حزب الإصلاح  الإخواني في البلاد.

وتأتي هذه التطورات بالرغم من وصول اثنين من ممثلي التمرد الحوثي إلى القصر الجمهوري بصنعاء في وقت سابق، بعد إعلان المبعوث الأممي التوصل إلى اتفاق سياسي سيتم توقيعه.
التعليقات (0)