ملفات وتقارير

الناخبون "المترددون".. يحسمون مصير أسكتلندا

تظاهرات في لندن لمؤيدي بقاء أسكتلندا تحت عباءة المملكة المتحدة - أ ف ب
تظاهرات في لندن لمؤيدي بقاء أسكتلندا تحت عباءة المملكة المتحدة - أ ف ب
يكتنف الغموض أعداد الناخبين "المترددين" في أسكتلندا الذين لم يتخذوا بعد قرارهم النهائي بنعم أم لا في الاستفتاء على استقلال بلادهم عن بريطانيا المقرر غدا الخميس، حيث تقدر بعض استطلاعات الرأي التي أجرتها شركات بريطانية خاصة أعدادهم بنحو 23%، والأخرى تحصرهم عند 8%.

ولكن الأكيد هو أن قرارهم يحسم مصير مستقبل أسكتلندا، حيث يملكون في أيديهم، بحسب الاستطلاعات، نتيجة الاستفتاء الذي سيجري غدا.

من المرجح تماما، يقول بيتر كيلنر، رئيس شركة أبحاث السوق على شبكة الإنترنت "يوجوف" (خاصة)، إن العديد منهم يدركون جيدا كيف سيصوتون، ولكنهم لا يريدون أن يفصحوا عن ذلك في استطلاعات الرأي.

تحذير "كيلنر"، ينبع مما يسميه المنظرون السياسيون "إرضاء اجتماعيا"، وهي ظاهرة حيث يتردد الناخبون في التعبير عن آرائهم السياسية للغرباء.

يمكن لأحد هؤلاء الناخبين، على سبيل المثال، أن يكون مؤيدا للاتحاد يعيش بمفرده في ضاحية يقطنها أنصار الاستقلال ولا يرغب في التعبير عن رأيه علانية، وربما يكون شخصا يتحدث انطلاقا من مبدأ رومانسي، أن أسكتلندا يجب أن تكون مستقلة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأزمة، تكون الكلمة الأخيرة لحافظة نقوده قبل رأسه.

شركة "كيلنر" أشعلت حملة الاستفتاء في بداية شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، عندما نشرت نتائج استطلاعها الذي أعطى الصدارة للمرة الأولى لمن يقولون "نعم" لانفصال أسكتلندا عن المملكة المتحدة بنسبة 51%، مقابل 49% للمعارضين الذين يقولون "لا".

ووفق استطلاعات الرأي، لم يتخذ الكثير من الأسكتلنديين قرارهم بعد، ولكن أعدادهم متفاوتة على نحو كبير.

وقالت شركة واحدة، هي "تي إن إس"، لاستطلاعات الرأي (خاصة) نهاية الأسبوع الماضي إن ما يقرب من ربع الناخبين (23%)، كانوا مترددين، في حين قدر استطلاع شركة "أوبينيوم" (خاصة) الذي أجري في نفس الوقت تقريبا، بنحو 8%.

ولكن في انتخابات حاسمة مثل هذ الاستفتاء، فإن عددا قليلا من الناخبين غير المعلنين مثل هؤلاء يمكنه ترجيح كفة النتيجة.

وقال سام بومان، وهو خبير اقتصادي من معهد "آدم سميث" في لندن إنه عندما يتلخص ذلك، فكل شيء يتعلق بالمال.

وأضاف الثلاثاء: "إذا لم يكن لديك حقا سبب لاستقلال أسكتلندا، فأنا أفترض أن السيناريو الأكثر تجنبا للمخاطر سيكون على الأرجح أن تقول (لا)، حتى لا تجازف بفقدان أموالك أو عملك".

وقال إن "الاعتبارات الاقتصادية تميل الكفة ضد الاستقلال".

والاثنين الماضي، دعا رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الاسكتلنديين إلى التصويت بـ"لا"، في استفتاء تحديد المصير الذي سيجري الخميس القادم، 18 أيلول/ سبتمبر.

وفي خطاب له بمدينة أبردين الأسكتلندية، تحت عنوان، "نحن عائلة، لا تفككوا هذه العائلة"، أضاف كاميرون، أن نتائج الاستفتاء ربما تتسبب في تغيير كبير في المملكة المتحدة، وربما تؤدي إلى نهاية المملكة، وربما يستيقظ الجميع يوم الجمعة ليجد عالما آخرا في البلاد.

وقال كاميرون: "الناخبون الذين سيدلون بأصواتهم يوم الخميس، لا يقررون مصائرهم فقط، بل يرسمون ملامح أبنائهم وأحفادهم، وحتى مصير الأجيال القادمة".

ومن المقرر أن يجرى الاستفتاء في 18 أيلول/ سبتمبر الجاري، فيما تُظهر معظم استطلاعات الرأي تفوق عدد الرافضين للاستقلال على المؤيدين له، بفارق ضئيل، وذلك قبل يوم من الاستفتاء، حيث تشير استطلاعات شركة "سورفاشن"، أن نسبة المؤيدين للاستقلال 47% والرافضين له 53%، وتظهر استطلاعات شركة "بانيل بايس" موافقة 49% على الاستقلال ورفض 51%، في حين  يشير استطلاع للرأي، أجرته شركة (آي سي إم) لصالح صحيفة "دايلي تلغراف"، أنَّ نسبة المؤيدين للاستقلال بلغت 54% أما المعارضين فبلغت 46%.
التعليقات (0)