سياسة عربية

النظام يحاول عقد مصالحة وطنية عبر الهاتف النقال بحلب

النظام يسعى لعقد مصالحات بعد تدمير ريف حلب - أرشيفية
النظام يسعى لعقد مصالحات بعد تدمير ريف حلب - أرشيفية
كان عمار الحلبي مشغولا بكتابة الأخبار للشبكات الإخبارية ونشرها على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" عندما بدأ رنين جهازه الجوال يرتفع وسط أصوات الاشتباك والقصف الذي يشهده ريف حلب، وعندما أجاب تفاجأ بشخص ألقى عليه التحية وقال له "أنا أحمد من هيئة المصالحة في مدينة حلب، أخوك بالوطن، ونحن نعلم أنك مطلوب لقوات النظام ولدينا اسمك واستطعنا أن نجلب رقمك ونريد أن نتكلم معك قليلاً".

ويوضح الحلبي "حينما قال ذلك الشخص أنه من لجنة المصالحة علمت على الفور أن النظام السوري وراءه ويحاول أن يستدرج الناشطين والناشطات وبالتحديد الإعلاميين لتأثيرهم على الرأي العام ولكسبهم إلى صفه".

وأضاف "طلب مني المسمى أحمد وهو مندوب النظام للمصالحة أن أترك المعارضة وحجته كانت أن النظام هو الأقوى والأمور تسير لصالح الدولة والحكومة، كما قال أن المعارضة تستخدم الشباب من خلال المال والسلاح وهي تسرق المليارات ونحن نريد الاعتماد على الشباب أمثالكم".

كما بين أردف المسؤول عن الاتصال بالناشطين في حديثه مع عمار، "لقد علمتم اللعبة التي تحاك لنا الآن وأن كل من أدخل السلاح للبلاد هم متطرفون وإرهابيون ويريدون بناء إمارات وطمس هوية الأرض السورية، ويجب أن تعودوا إلى رشدكم والنظام سيسامح الجميع وسيعمل على بناء سورية جديدة كما يحلم بها كل السوريون".

وأشار الحلبي إلى أن "الشخص الذي تكلم معه كان لديه مهارة إقناع كبيرة وكان لديه مهارة في تنميق الكلام ولديه على ما يبدو خبرة بهذه الطرق من الإقناع وكان يدقق على بعض نقاط الضعف في صوف الثوار ليستغلها".

وينهي الحلبي حديثه مع أحمد بقوله "هذا النظام لا يستطيع إلا أن يقتل ويدمر ويحرق،وهو لا يستطيع أن يقنع احد بالمصالحة والعودة لأيام ما قبل الثورة وهذا محال عند الجميع".

ويعد الحلبي واحدا من مئات الأشخاص الذين تصلهم رسائل على أجهزتهم النقالة لتحثهم على المصالحة مع النظام السوري وإلقاء السلاح "والرجوع لحضن الوطن" كما يقول النظام.

وتتضمن هذه الرسائل جملا للإقناع وعبارات وطنية طالما استخدمها النظام وتمتزج هذه الرسائل بالتهديد كـ"الجيش العربي السوري قادم"، و"القي سلاحك"، و"بادر بتسليم نفسك وساعد الجهات المختصة بنشر الأمان في منطقتك".

يذكر أن النظام السوري قام بإحداث "وزارة المصالحة" وقام بتسليمها لأحد المسؤولين ويدعى علي حيدر، ونجح النظام بعقد مصالحات وهدن مع عدة مناطق في ريف دمشق، ويقول نشطاء إن الحالة الإنسانية في هذه المناطق من حصار وجوع والذي فرضه النظام عليهم دفع الفصائل المقاتلة هناك بالتوقيع على ورقة المصالحة.

وأشاروا إلى أن ريف حلب بعيدة كل البعد عن ذلك فلا يستطيع النظام حصاره، وما تزال لديه القوة الكافية لرفض فكرة المصالحة كليا، لكن النظام السوري يحاول أن يشد الخناق على حلب بهدف عقد مصالحة يسميها الناشطون "مصالحة إطعام الأطفال وحماية النساء".

وقام النظام بنشر أخبار عن عقده مصالحة في حي صلاح الدين وبلدات من ريف حلب لكن سرعان ما نفى الناشطون ذلك، واكدوا إن هذه المصالحات الوهمية لم تحصل إلا على الهاتف النقال وفي رسائل "SMS" وذلك لعدم قدرة النظام الضغط على المعارضة لتسليم مناطقها.
التعليقات (1)
hassan
الإثنين، 22-09-2014 02:07 م
عن اي مصالحة يتحدث هذا النظام بعدما قتل وشرد وهدم نصالح اذا صالح الزير سالم جساس نريد الشهداء احياء