حقوق وحريات

"عربي 21" ترصد رحلة الموت السوري لبلاد اللجوء

اللاجئون السوريون يهربون من لظى الحرب لتلتهمهم أمواج البحر ـ أرشيفية
اللاجئون السوريون يهربون من لظى الحرب لتلتهمهم أمواج البحر ـ أرشيفية
"أشعر بالندم على تلك الرحلة التي خسرت فيها كل عائلتي"، هكذا تحدث عماد الحموي لـ "عربي 21"، تملؤه مشاعر الحسرة والندم على رحلة وصفها "برحلة الموت"؛ مؤكدا أنّ "لا شيء يستحق تلك المغامرة السوداوية".

وفي التفاصيل قال الحموي إنّ "سبب غرق مركبنا الذي كان يقل أكثر من 233 راكباً أغلبهم سوريون وفلسطينيون هو تشاجر السماسرة مع بعضهم". وعماد واحد من عشرات اللاجئين السوريين الذين فقدوا عائلاتهم في عرض البحر، في طريقهم إلى الغرب بحثا عن حياة كريمة، وهربا من لظى الحرب.

قصة عماد تكشف الوجه القاتم لمعاناة اللاجئين السوريين؛ فالذين لم يفقدوا عائلاتهم في ظل الأوضاع التي تشهدها البلاد فقدوها في البحر أثناء هروبهم إلى أوروبا، وذلك أثناء بحثهم عن حياة أفضل قد تقدمها لهم بلاد اللجوء، فالقليل منهم قد يصل براً عبر بوابة بلغاريا أو بحراً من تركيا إلى اليونان، أو من مصر وليبيا إلى إيطاليا، وبعضهم وهم الأكثر لم يصلوا أبدا.

وأكد الحموي في حديثه، والمرارة تعتمل قلبه، أنه فقد أحد عشر فرداً من عائلته، من بينهم طفله وزوجته، ونجى بنفسه من الغرق بعدما ظل يسبح لساعات، قبل أن تتغمده عناية الله، وتنقذه بارجة نقل نفط إيطالية أوصلته إلى جزيرة مالطا، بعدها غادر لوحده ووصل إلى السويد عبر إيطاليا، حيث تخطت تكلفة رحلته أكثر من 4500 دولار. 

واليوم يشكو الحموي من قلّة الرّاتب الشهري الذي خصصته له دائرة الهجرة السويدية؛ كونه بقي وحيداً بمفرده ولا يستطيع استئجار منزل مستقل، كما تعاملت الحكومة معه مثلما تتعامل مع الشباب غير المتزوجين.

ولمحمود عبدالله، الذي وصل مؤخراً إلى السويد مع عائلته وعددهم أكثر من 21 شخصاً، قصة أخرى تروى، حيث غادر مصر بعد أن ضاقت بهم سبل العيش، ناهيك عن التمييز العنصري من قبل المصريين للسوريين هناك، فقد كلفته الرحلة من إيطاليا إلى السويد أكثر من 5000 دولار للشخص الواحد.

وأضاف في حديث خاص لـ "عربي 21" أنه تعرض لابتزاز في عرض البحر من بعض العاملين في المركب المصري ثم في إيطاليا، فـ"الجميع يريد سلب نقوده ولو كان ذلك على حساب حياته وحياة عائلته"، إلى أن وصل إلى السويد وقدم اللجوء ولاقى معاملة جيدة جداً من قبل إدارة الهجرة السويدية على حد تعبيره، حيث قامت بمنحه بيتاً مستقلاً له ولأسرته، وراتباً شهرياً لا بأس به على حد وصفه.

وحول الفرق بين السويد والدول العربية بالنسبة لمعاملة اللاجئ السوري، أكد محمود أن "الشعب السويدي لو نطق الشهادة لأصبح أكثر إسلاماً من كل المسلمين في البلدان العربية".

يشار إلى أن السلطات السويدية أعلنت في إحصائيتها الأخيرة عن أعداد السوريين الذين لجؤوا إليها، ونسبة الأطفال وغير البالغين منهم، وحالات لجوئهم، ومصير طلبات اللجوء الخاصة بهم، حيث بلغ عدد السوريين اللاجئين إلى السويد منذ بداية عام 2014 وحتى تاريخ نهاية حزيران 2014 "11775 شخصا"، منهم 3020 طفلا تحت سن 18 عاما ومنهم أيضاً 340 طفلا قدموا بدون أهاليهم.
التعليقات (0)