سياسة عربية

التعليم العراقية: لن نعترف بامتحانات تجريها داعش

جامعة الموصل من أعرق الجامعات الحكومية العراقية - أرشيفية
جامعة الموصل من أعرق الجامعات الحكومية العراقية - أرشيفية
قرر "تنظيم الدولة" إجراء الامتحانات النهائية في جامعة الموصل شمالي العراق، بعد أن اجتمع بعدد من أساتذة الجامعة ووضع جدولا يحدد فيه بداية تلك الامتحانات في أوائل شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم، فيما رفضت وزارة التعليم العالي في بغداد إجراء الامتحانات في المدينة في ظل وجود التنظيم.

وقال مصدر في جامعة الموصل رفض الكشف عن اسمه في تصريح لـ"عربي 21"، إن لجنة من عناصر "تنظيم الدولة" التقت بهم وأبلغتهم بقرارها بإجراء الامتحانات للتخصصات الطبية حصرا، مضيفا "اجتمعت بنا لجنة تابعة لداعش، وأعطونا جدولا لمواعيد الامتحانات، وقالوا لنا يجب إجراؤها في الشهر القادم، وأن الامتحانات ستجرى للتخصصات الطبية وإذا نجحت التجربة ستعمم على باقي الكليات والاختصاصات". 

وتابع المصدر: "عناصر التنظيم قالوا لنا إنهم لن يتدخلوا في أي من تفاصيل الامتحانات، ولكنهم شددوا على ضرورة الفصل بين الجنسين دون تبيان آلية ذلك"، مشيرا إلى أن عناصر داعش وعدوهم بتوفير الحماية للجامعة أثناء أداء الامتحانات.

وكان "تنظيم الدولة" علق أوراقا على بوابات جامعة الموصل دعا فيها طلبة الجامعة إلى الالتحاق لأداء الامتحانات، وقد ذيلت تلك الأوراق بالجهة المسؤولة عن العملية التعليمية في التنظيم وهي "ديوان التعليم"، لافتين إلى أنهم يدعون للطلبة بـ"النجاح في الدنيا والآخرة".

وأكد المصدر في جامعة الموصل والذي اجتمع مع اللجنة التعليمية لتنظيم داعش، أن التنظيم أمر بأن يعود الموظفون في الجامعة للدوام في منتصف هذا الشهر من أجل تهيئة قاعات الامتحان. 

وحول  دور رئاسة جامعة الموصل في هذا الموضوع، قال المصدر إن تنظيم داعش لا يعترف برئاسة الجامعة ولا برئيسها، وأن الطاقم الرئاسي للجامعة خرجوا جميعا من المدينة بعد دخول التنظيم إلى الموصل. 

من جانب آخر، رفضت وزارة التعليم العالي العراقية الاعتراف بأي امتحانات تجرى داخل الموصل في ظل سيطرة تنظيم "داعش"، وقال قاسم محمد المتحدث باسم الوزارة في تصريح خاص، إن "أي امتحانات تجرى خارج سلطة وزارة التعليم العالي وإشرافه غير معترف بها وغير معترف بأي نتائج تترتب عليها".

وأضاف أن "جميع مؤسسات الدولة في الموصل هي معطلة، والجامعات هي جزء من تلك المؤسسات، وكقرار مبدئي أعطينا سنة عدم رسوب للطلاب في الموصل"، مشيرا إلى أن "الوزارة وضعت في حسبانها عدة سيناريوهات أخرى، لم يفصح عنها، في حال استعادت الحكومة المركزية السيطرة على المدينة في وقت قريب".

وتنوعت آراء طلاب جامعة الموصل حول المشاركة في تلك الامتحانات من عدمها، حيث قال محمد جاسم وهو طالب في كلية التمريض: "لن أذهب إلى تلك الامتحانات بسبب عدم اعتراف أي جهة بنتائجها في المستقبل" مضيفا: "من غير المنطقي أن اذهب ولا أحد يعترف بداعش وحكمها في الموصل، هذه الامتحانات هي مضيعة للوقت لا أكثر".

من جانبه، قال سلوان حسن أحد طلاب كلية الصيدلة: "سأذهب إلى الامتحانات، فهي من باب التجربة، وعلى وزارة التعليم في بغداد الاعتراف بنتائجها في المستقبل، فالحياة في الموصل لا يمكن أن تتوقف عند أحد"، داعيا الحكومة العراقية إلى عدم التعنت في هذه القضية لأن الامتحانات في مصلحة طلبة الموصل وليس في مصلحة داعش حسب تعبيره. 

وذكر عدد من طلبة الموصل، أن الكثير من المدن السورية التي أصبحت تحت حكم داعش عاد طلابها إلى الدوام، مشيرين إلى اعتراف النظام السوري بنتائج الامتحانات هناك، متسائلين: "لمَ لا تنتهج الحكومة العراقية في التعامل مع هذه القضية كنظيرتها السورية".

طالبات في الموصل أكدن أنهن لم يتخذن قرارا في المشاركة في الامتحانات من عدمها، وأضفن: "لا زلنا لا نعرف كيف ستكون آلية امتحاناتنا خصوصا أن داعش سيقومون بفصلنا عن الطلبة، سنواجه صعوبة في أداء الامتحانات إذا تم فرض الخمار علينا داخل قاعات الامتحانات". 

وقالت إحدى الطالبات: "حتى ومع تلك الصعوبات سنؤدي الامتحانات، ولكن بشرط أن تكون نتائجها معترفا بها لدى الوزارة وفي البلدان الأخرى".

يشار إلى أن وزارة التعليم العراقية سمحت لطلاب المدن الأخرى والذين كانوا يدرسون في جامعة الموصل، بأداء الامتحانات في مدنهم.
التعليقات (4)
عادل
الإثنين، 15-12-2014 08:36 م
ارجو الاعتراف بالامتحانات امتحنا في ضروف صعبة جدا وعلى الوزارة الاعتراف مراعا للضروف
تغريد الطائي
السبت، 08-11-2014 05:10 ص
شنو السبب مايعترفون بالامتحانات احنا طلاب مالنا ذنب بالشي الي صار بالموصل يعني الى متى احنا نضل ننتضر الحرب تفض حتى نرجع نداوم
نور زياد
الأحد، 02-11-2014 02:18 م
انا طالبه في الصف الثالث هل ان الامتحانات التي سنجريها في نينوى معترف بيها
الجبوري
الثلاثاء، 28-10-2014 09:16 ص
انا لله وانا اليه راجعون حسبنا الله ونعم الوكيل