ملفات وتقارير

مصر تغلي بغضب معتصمين وفناني ميدان وشباب ضنك

أحدثت حركة "ضنك" المستقلة ثغرة كبيرة بجدار الإعلام المؤيد للانقلاب ـ الأناضول
أحدثت حركة "ضنك" المستقلة ثغرة كبيرة بجدار الإعلام المؤيد للانقلاب ـ الأناضول
تصاعد الغليان في مصر من جراء تزايد وتيرة قمع حريات الرأي، والتعبير والتظاهر، إذ استمر سبعة من المحكومين بقضية "التظاهر بدون تصريح" أمام مجلس الشورى في اعتصامهم بمقر المجلس القومي لحقوق الإنسان (هيئة حكومية) الإثنين، مطالبين بإسقاط الأحكام الصادرة بحقهم، وإطلاح سراح جميع معتقلي الرأي في مصر دون استثناء.
 
وجاء هذا في وقت عبر فيه عدد من فناني ثورة 25 يناير الشباب -في مؤتمر صحفي عقدوه مساء الأحد- عن غضبهم الشديد من إلغاء حفل "الفن ميدان" مساء السبت بميدان عابدين، بعدما رفضت الأجهزة الأمنية بشكل قاطع السماح بالحفل، مؤكدين أنهم سينظمون حفلهم الجديد، في المكان نفسه، السبت المقبل، أيا كان موقف وزارة الداخلية.
 
ومن جهتها، أحدثت حركة "ضنك" الشبابية المستقلة ثغرة كبيرة في جدار الإعلام المؤيد للانقلاب، بعد أن خرج منسقها إسلام المسلماني رابحا في معركة الحوار بينه وبين الإعلامي الشهير وائل الإبراشي أمام الرأي العام، بحسب مراقبين، خاصة أنه من المقرر أن تخرج مظاهرات الحركة غدا الثلاثاء بمحافظات مصر، تحت عنوان: "انتفاضة الغلابة"، فيما تتحسب الأجهزة الأمنية، وأذرعها الإعلامية، لتلك المظاهرات، بقلق بالغ.
 
استمرار اعتصام مفاجئ للناشطين
 
نجح سبعة من "متظاهري الشورى" في الحفاظ على اعتصامهم بمقر المجلس القومي لحقوق الإنسان، الذي بدؤوه خلسة الأحد، حتى اليوم الإثنين، مطالبين بإلغاء قانون "تنظيم التظاهر"، وإطلاق سراح جميع سجناء الرأي، ومعلنين دخولهم في إضراب شامل عن الطعام.
 
ومساء الأحد، زار المستشار مازن يحيى، رئيس نيابة الاستئناف، الاعتصامَ برفقة إثنين من معاونيه، لإثبات إضراب المعتصمين عن الطعام في محضر رسمي، بناء على استدعاء من المجلس.
 
وسبق ذلك، اجتماع عقده ناصر أمين عضو المجلس مع النشطاء المعتصمين لبحث مطالبهم بعد اعتصامهم المفاجئ داخل المجلس، وإعلان إضرابهم عن الطعام.
 
وأكد ممدوح جمال، أحد المعتصمين، أنهم حلوا مع "أمين" أزمة المضايقات التي تعرضوا لها من قِبل أمن المجلس، وأنه تم السماح بدخول لوازم الاعتصام والإضراب عن الطعام.
 
وأشار -في تصريحات صحفية- إلى أن إضرابهم مستمر حتى إسقاط قانون التظاهر، وكل الأحكام المترتبة عليه، والإفراج الفوري عن جميع معتقلي الرأي دون تصنيف سياسي.
 
ومن جهتها، أعلنت حركة 6 أبريل "الجبهة الديمقراطية"، تضامنها الكامل مع المعتصمين. واستنكرت ما سمته "التصريحات الشاذة" التي خرجت من بعض أعضاء المجلس التي تنكر على المعتصمين المطالبة بحقوقهم المشروعة في حرية التعبير السلمي عن الرأي.
 
غضب شباب "الفن ميدان"
 
بعد إعلان الأجهزة الأمنية إلغاء حفلهم الذي كان مقررا مساء السبت بميدان عابدين، أعرب عدد من فناني ثورة 25 يناير، في مؤتمر صحفي الأحد، عن غضبهم الشديد من إلغاء الحفل، مؤكدين أنهم سينظمون حفلهم الجديد السبت المقبل، أيا كان موقف الداخلية.
 
وقالت مروة حلمي في المؤتمر إن الفاعلية تواجه تعنتا في إصدار التصاريح الروتينية المعتادة لإقامتها، وإن تلك المشكلات لم تواجههم في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، فكان يتم استخراج التصاريح وإقامة الحفل في موعده.
 
وقالت سمية عمر: نطالب بفتح ملف الحريات في ظل النظام الجديد، وأخشى أن أقول إن ما يحدث من تدخل أمني هو رجوع لما قبل الثورة.
 
ومن جهته، أعلن الشاعر زين العابدين فؤاد أن لـ"الفن ميدان" مطالب محددة من الأمن هي: تصريح سنوي أو نصف سنوي من المحافظة توفيرا لجهود إصدار التصاريح، وأن تعود سلطة إصدار التصاريح للمحافظة، وليست لوزارة الداخلية، وألا تتدخل أي جهة في اختيار برنامج الحفل، وأن تقام الفاعلية في موعدها، السبت الأول من كل شهر، وفي ميدان عابدين حيث وُلدت.
 
ووجه زين العابدين دعوة للحضور بالاحتشاد لحضور "الفن ميدان" السبت المقبل في ميدان عابدين، حتى لو لم تصدر المحافظة تصريحا بذلك.
 
ومن جهتها، أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، رفض السلطات الأمنية منح تصريح لإقامة فاعلية "الفن ميدان"، دون إبداء أي أسباب، وذلك بحسب بيان أصدرته الشبكة الأحد.
 
وقال البيان: "إن مثل تلك الملاحقة الأمنية لفاعلية "الفن ميدان" نوع من أنواع الرقابة البوليسية على الفن والإبداع، وضد كل من قدم عملا فنيا ينتقد فيه سياسة القمع التي تمارسها السلطات المصرية خلال الفترة السابقة والحالية".
 
وطالبت الشبكة السلطات المصرية بالسماح بإقامة فاعلية "الفن ميدان"، باعتبار أنها تُقام شهريا منذ ثورة 25 يناير، ولم يثبت تهديدها للأمن في أي حادثة سابقة، وكذلك التوقف عن ممارسة الرقابة البوليسية على حرية الفن والإبداع، ووقف حالة التردي في الحريات عموما، التي تنبئ بمحاولة إلغاء التعددية في مصر، وتحويلها إلى دولة الصوت الواحد، مع تقويض كل الأصوات المعارضة أو التي قد تبدو معارضة، وفق البيان.
 
"ضنك" تربح معركة الإعلام
 
برغم الاستهداف الإعلامي لحركة "ضنك" منذ الإعلان عن تأسيسيها، إلا أنها نجحت في تسجيل انتصار على الإعلاميين المؤيدين للانقلاب، بتوفيق منسقها العام "إسلام المسلماني" في حواره مساء الأحد مع الإعلامي الشهير وائل الإبراشي، الذي وجه اتهاما له بأنه ينتمي للإخوان المسلمين، فما كان من "إسلام" إلا أن قال له: أنت إعلامي فاشل، ولا تمتلك قدرة على إدارة حوار، كما أنك لا تعلم شيئا عن هموم المواطنين، وهو ما نشرته وسائل الإعلام، ما أدى إلى نشر أفكار الحركة، من حيث لم يحتسب إعلام الانقلاب، بحسب مراقبين!
 
فقد نفى المسلماني انضمامه لأي فصيل سياسي، مؤكدا أنه يمثل حركة سلمية غاضبة من الأزمات التي تشهدها الدولة، مثل الكهرباء وارتفاع الأسعار، وفقا لقوله.
 
وشن خلال مداخلته الهاتفية لبرنامج "العاشرة مساء" عبر شاشة "دريم2"، مساء الأحد، هجوما على الإعلامي وائل الإبراشي، قائلا: "أنت فاشل إعلاميا، ولا تستطيع إدارة الحوار، وتعيش في كوكب تاني، ولا تشعر بالضنك الذي يعيش فيه المواطن المصري"، وفق ما قال.
 
وبدوره زعم الإبراشي أن الحكم في مدى نجاحه إعلاميا سيكون للمشاهدين فقط، مضيفا: "أنتم تدعمون جماعة سرقت البلد، وإذا كنتم تدافعون عن الفقراء فعليكم الكشف عن وجوهكم"، وفقا لقوله.
 
وفي سياق متصل، دعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية" عمال مصر وفلاحيها إلى إحياء ذكرى عيد الفلاح، الثلاثاء، في يوم أطلق عليه اسم "انتفاضة الغلابة".
 
ومن جهته، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء هاني عبداللطيف، إن الأجهزة الأمنية جاهزة للتعامل مع أي خروج على القانون تمارسه جماعة الإخوان المسلمين وغيرها، في ظل الدعوات التي أطلقها ما يسمى "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، وحركة شبابية تدعى "ضنك" "، لمظاهرات حاشدة تحت شعار "انتفاضة الغلابة"، الثلاثاء المقبل، بحسب بيان الداخلية.
 
وأضاف المتحدث: نحن جاهزون على مدار الساعة للتعامل مع أي خروج على القانون سواء كان ذلك في وسائل المواصلات أو في الشوارع أو الميادين، على حد قوله.
 
وكان عدد من الشباب بالسويس دشنوا حركة "ضنك السويس" التي وصفوها في مقطع فيديو بأنها حركة اجتماعية ثورية، ضد الجوع، والفقر، والأمراض.
 
ودعا الشباب -في الفيديو- المواطنين للانضمام إليهم، والتظاهر يوم الثلاثاء 9 أيلول/ سبتمبر الجاري ضد الفقر والجوع والوساطة والمحسوبية واستمرار الأزمات كالكهرباء، متوعدين بثورة أخرى، للتصدي لـ"الانقلاب على ثورة 25 يناير"،  حسبما جاء بالفيديو.
التعليقات (2)
صريح
الإثنين، 08-09-2014 01:55 م
ما يقهرني إلأا مليارات الخايج التي ضيعوها في إسقاط الحكومة الشرعية ودعم الأنقلابين ومع ذلك السيسي يترنح سريعا . وانا لازلت في بيت مستأجر والديون تطاردني .
انور هاشم
الإثنين، 08-09-2014 12:15 م
موتوا بغيظكم... الك?ب تعوى والقافلة تسير