صحافة دولية

تلغراف: بدون قيادة أمريكية لا معنى لرسالة كاميرون

بدون قيادة أمريكية من الصعب رؤية كيف سيتحقق الرد الأمني ضد داعش - أرشيفية
بدون قيادة أمريكية من الصعب رؤية كيف سيتحقق الرد الأمني ضد داعش - أرشيفية

علقت صحيفة "ديلي تلغراف" في افتتاحيتها على مقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في عدد الأحد الذي تحدث فيه عن "الأيديولوجية المسمومة" وانتشار التطرف الإسلامي، قائلة إن حديث كاميرون هو مثال عن المأزق الدبلوماسي الذي يواجه القادة الغربيين.

وقالت الصحيفة "إن خطاب رئيس الوزراء وبشكل واضح هو دفاع عن النفس، أكد فيه على أن العالم لا يمكنه حرف النظر عن التهديد الجهادي، وتعهد باستخدام "قوة بريطانيا العسكرية" لهزيمة هذا الخطر. وأكد أن هذه الجماعة الخطيرة وبشكل استثنائي ستقوى "إن لم نتحرك لوقف هجومها".

وتساءلت "ولكن كيف ومتى؟ فرغم كل شيء تحدث به وفعله الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الوقت الذي عاث فيه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، يبدو واضحا من كلامه أن واشنطن لا تريد القيام بدورها كشرطي للعالم. فالإرث المؤذي من الدم والمال بسبب غزو جورج بوش للعراق عام 2003 ثمن باهظ لا يسمح بتدخل عسكري آخر. ومع ذلك فبدون قيادة أمريكية فمن الصعب رؤية كيف سيتحقق الرد الأمني القاسي ضد الدولة الإسلامية. وأكثر من هذا فبغياب النقاش السياسي حول الموضوع -ليس لأن البرلمان في إجازة- فمن الصعب الكشف عن موقف الرأي العام في هذا البلد، وإن كانت هناك شهية للتدخل العسكري".

وترى "ديلي تلغراف" أن "كاميرون محق في أن تنظيم الدولة الإسلامية يشكل خطرا مباشرا على بلدنا: فقد ذهب الجهاديون البريطانيون للقتال في العراق وسوريا وقد يجلبون معهم الفوضي والدم لشوارعنا عندما يعودون. والسؤال فيما إن كان من الصواب مواجهتهم في المكان الذي يوجودون فيه عسكريا أو الإنتظار حتى يعودوا والاعتماد على العمل الاستخباراتي الجاد للتعرف عليهم وكشف خططهم قبل  تنفيذها. ولكن بدون تدخل أمريكي مباشر فيجب أن نجعل القوات الكردية تقود الهجمات ضد الدولة الإسلامية".

وعليه ترى الصحيفة أن "سياسة "لا قوات على الأرض" لا تتوافق مع رسالة كاميرون المحذرة، ولهذا السبب فستكون الحكومة عرضة للنقد بسبب عدم تماسك سياستها، وجاء هذا النقد من مكان لا يتوقع، وهو الكنيسة الإنكليزية".

"فقد وصف المبجل نيكولاس بارنز، أسقف ليدز، السياسة الخارجية البريطانية بالتشوش، وأنها تتسم برد الفعل تجاه المنطقة بدرجة يصعب فيها فهم "النوايا الاستراتيجية". واتُهم كاميرون بالتحديد بإدارة ظهره للأقليات المسيحية في العراق، في الوقت الذي أشعلت مأساة أقليات أخرى مثل اليزيديين ردا لإغاثتهم". تقول الصحيفة.

 وتساءلت في النهاية "هل نحدس من مقال كاميرون والتعليقات التي صرح بها مايكل فالون، وزيرالدفاع أن بريطانيا تقوم بالتخطيط لرد عسكري قوي ضد الدولة الإسلامية، وتريد من الدول الأخرى في حلف الناتو تبنيه، وإن كان هذا صحيحا فنحن بحاجة لنعرف ما هو".
التعليقات (0)

خبر عاجل