ملفات وتقارير

البخيت: إسرائيل نجحت في تدمير البنى التحتية للمقاومة

معروف البخيت - أرشيفية
معروف البخيت - أرشيفية
أقامت جمعية الشؤون الدولية مساء الثلاثاء ندوة حوارية استضافت فيها رئيس الوزراء الأردني الأسبق معروف البخيت، للحديث حول الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية وتداعياتها على المنطقة والأردن.

واستنادًا إلى تغطية موقع "JO24" الأردني للفعالية، فقد تطرّق البخيت خلال الندوة في الجمعية التي يرأسها الدكتور عبد السلام المجالي، إلى عدة ملفات كان أبرزها الأوضاع التي تعيشها سوريا والعراق والعدوان على غزة، إضافة إلى التحالفات الدولية الجديدة، وجماعة الإخوان المسلمين في الأردن.

العراق وسيناريو التقسيم

واعتبر البخيت أن السيناريو الأسوأ للأمن القومي الأردني والعربي أن يتم تقسيم العراق، مؤكدا على أن ذلك الأمر سيجرّ خلفه تقسيم سوريا ومن بعدها دول عربية أخرى.

وربط البخيت خلال حديثه أكثر من مرة بين مصير العراق ومصير سوريا، مشيرا إلى أن حلّ أيّ من الأزمتين سيكون مفتاحا لحلّ الأخرى. 

وفي السيّاق، قال البخيت إن مؤشرات عديدة على اقتراب حل الأزمة السورية، حيث ان الولايات المتحدة الأمريكية وايران قد اقتربتا من الوصول إلى تفاهمات بشأن تسوية كل من الأزمتين السورية والعراقية.

وحول السياسة الأردنية تجاه الأزمة العراقية، قال البخيت، إن "الأردن مطالب على المستوى الأمني والعسكري، بالتعامل مع ما يجري في العراق كما تعامل مع الأزمة السورية، وأن يكون النأي بالنفس عسكريا هو الخيار".

وأما على المستوى السياسي، فقال البخيت إن على الأردن "الاشتباك السياسي الإيجابي" مع كافة الأطراف العراقية المتداخلة (سنة وشيعة وأكراد).

الأردن وتهديد داعش

وجاء في تغطية الندوة أنه رغم تأكيدات البخيت المتكررة خلال المحاضرة على أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أخذ أكبر من حجمه، ويُصوّر بأكثر مما هو عليه من قوة وقدرة على الأرض، إلا أن البخيت لم يتجاهل وجود تهديدات يمثلها التنظيم على الأردن والمنطقة.

وحول التهديدات التي يشكلها التنظيم على الأردن، أكد البخيت أن داعش لا يمكنها تهديد أمن الأردن باختراق الحدود، محذرا في ذات السياق من تسلل عناصر تتبع للتنظيم بهدف تنفيذ عمليات إرهابية على غرار تلك التي شهدتها المملكة عام 2005.

وأما بالنظر إلى التهديد الاقتصادي، فقد قال البخيت إن إقامة داعش في المناطق الشمالية والشرقية سيكون من شأنه وقف الصادرات الأردنية إلى العراق والواردات العراقية إلى الأردن، فيما يتمثل الخطر الأكبر بتجميد أو إلغاء الاتفاقيات الاستراتيجية الاقتصادية الكبرى، وعلى رأسها أنبوب النفط العراقي الأردني.

وقلل البخيت من خطر الهجرات السكانية من العراق إلى الأردن، مشيرا إلى أن التواجد الكمّي العربي السني يتركز في المناطق الشمالية والوسط "ما يعني أن اشتداد القتال في تلك المناطق سيدفع بالسكان للهجرة إلى المناطق الكردية الأقرب لهم"، وأضاف أن "حملة المالكي بدأت على الأنبار وهي الأقرب للأردن، ومع ذلك لم نشهد حدوث عمليات نزوح أو لجوء نحو الأردن".

ويرى البخيت أن أكبر تهديد يمثله تنظيم داعش على الأردن هو اجتماعي، مشيرا إلى أن السلفية الجهادية بشكل عام تمكنت من تحقيق حضور سياسي وفكري ملحوظ في المحافظات ولدى بعض التجمعات العشائرية، حيث تشير التقديرات إلى وجود 2-4 آلاف أردني ينتسبون إلى داعش، نصفهم يقاتلون في سوريا أو العراق.

وأرجع البخيت ذلك النجاح للسلفية الجهادية إلى فشل الدولة في تنمية المحافظات وشعور أبنائها بالتهميش المستمر.

تحصين العشائر لمواجهة إسرائيل

وتحدث البخيت عن الخطر الإسرائيلي على الأردن، فشدد على ضرورة تحصين الدولة الأردنية للعشائر الطرفية الحدودية مع الكيان، ابتداء من عشائر معان والحويطات والأجزاء الشرقية من عشائر بني صخر وصولا إلى منطقة رويشد، وهي المناطق الأشد فقرا.

ولفت البخيت إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تعتبر الأردن بعيدا عن مخططها الرامي لإعادة تأهيل أطراف تسوية القضية الفلسطينية، مع اختلاف أسلوب الضغط على الأردن وتحوله من سياسي إلى اقتصادي".

العدوان على غزة بمنظار البخيت

وزعم البخيت بحسب ما نقل عنه "JO24" أن العدوان الصهيوني على قطاع غزة كان "مطلبا" لعدة جهات، منها إسرائيل وحماس اللتان بحثتا عن مخرج من عزلتهما، إضافة إلى أنها كانت "مطلبا" لمحوري "السعودية- مصر- الإمارات" ومحور "قطر- تركيا- إيران".

وأضاف أن إسرائيل من خلال العدوان على غزة سعت لإنشاء علاقة جديدة مع مصر من خلال انتزاع ورقة غزة من يد إيران وإنهاء سيطرة حماس والجهاد الإسلامي على القطاع، وزعم كذلك أن إسرائيل نجحت في ذلك المسعى إلى حد ما، حيث تمكنت من تدمير البنية التحتية لحركتي الجهاد وحماس بهدف بسط سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة.

وعبر البخيت عن ارتياحه بأن مصر نجحت بدعم أمريكي وخليجي في استغلال الفرصة للعودة كلاعب رئيسي في الملف الفلسطيني عبر اعتماد المبادرة المصرية للتهدئة. 

وادّعى أن مصر السيسي استطاعت تحجيم التدخل التركي والإيراني في القطاع، فاكتفت تركيا بكيل "الشتائم" للاحتلال ومصر والسعودية دون أي إجراء آخر، على حد وصفه. وغضّ البخيت الطرف عن افتراءات السلطات المصرية مدعومة ببذاءة إعلامها سيئ السمعة، بحق الأطراف النزيهة والداعمة للمقاومة والقضايا العادلة في الإقليم.

تحريض على إخوان الأردن

وحول جماعة الاخوان المسلمين في الأردن، قال البخيت في لهجته التحريضية "إن الجماعة فيها قدر كبير من الانتهازية، وإن الدولة الأردنية تسامت كثيرا عن تقليم أظافرهم".

وأضاف أن الدولة كان بمقدورها أن تشترط على الإخوان عندما "أزيل مرسي وسقطوا في مصر وتراجعوا في سوريا" عدة شروط ومطالب تُلزمهم بها، لكنها تسامت، بينما هم استغلوا ما حدث في غزة "وراحوا استعرضوا في طبربور وعملوا ميليشيا مسلحة (مشلّحة).. يقال"، على حد تعبيراته.

الجامعة العربية فكرة

وعن إمكانية تحقيق وحدة عربية، قال البخيت إن ذلك الأمر لن يُسمح به، مشيرا إلى أن إقامة الجامعة العربية كان لمنع إقامة تلك الوحدة.

وأضاف أن الجامعة العربية كرست الفكر القُطري وصارت رمزا للوحدة العربية فقط، مشيرا إلى أن فكرة الجامعة العربية كانت أردنية في الأصل، إلا أن الأردن لم يكن يريدها بشكلها الحالي وإنما سعى لأن تكون مقيدة لدولها الأعضاء، وهو ما اتفقت عليه مع "سوريا والعراق".

 واستدرك بأن محور "مصر- السعودية- اليمن" كان له رأي مغاير؛ فقد تمكن من إقناع لبنان بأن الجامعة العربية التي تضم دولا أغلب شعوبها مسلمة قد تضر بالمسيحيين في لبنان، وكان التصويت لصالحهم وليس لصالح المقترح الأردني، بحسب ما ذهب إليه من توصيف.
التعليقات (0)