صحافة إسرائيلية

محلل إسرائيلي: "حماس" فجرت لنا الفقاعة

عرض عسكري لكتائب "القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس" - أرشيفية
عرض عسكري لكتائب "القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس" - أرشيفية
قال محلل سياسي إسرائيلي إن إسرائيل كانت في العقد الماضي تحيا فيما يشبه فقاعة هناء وغفلة عن الواقع المحيط بها، إلى أن فجرت حركة "حماس" هذه الفقاعة.

وأوضح آري شبيط في مقاله بصحيفة "هآرتس" تحت عنوان "حماس فجرت لنا الفقاعة" أن إسرائيل كانت في بداية حزيران/ يونيو الماضي تختلف جدا عن إسرائيل في نهاية تموز/ يوليو الجاري.

وأضاف: "جاءت حماس في 2014، وفجرت الفقاعة التي مكّننا سلاح الجو والقبة الحديدية والهاي تيك من العيش فيها".

وقال شبيط: "لقد ظهر مقاتلون ذوو خبرة من حماس من داخل أنفاق يطلقون النار ويختفون. وكان مقاتلو الجيش الإسرائيلي في الشجاعية يدمرون ويصابون. وكان إطلاق الصواريخ الدائم وصنع الأنفاق".

وأوضح المحلل الإسرائيلي كيف قامت "حماس" بتفجير الفقاعة، بالقول إن "المعنى الاستراتيجي لما يحدث هو أن السيادة الإسرائيلية انتُهكت. فالدولة التي سماؤها مثقوبة، ومجالها الجوي مخترق، ومواطنوها ينزلون إلى الملاجئ على الدوام هي دولة عندها مشكلة. والدولة التي لا تعرف أن تُسكت النار التي تطلق على مجمعاتها السكنية مدة ثلاثة أسابيع هي دولة في ضائقة"، مشيرا إلى "اختراق أنفاق الهجوم للسور الواقي الإسرائيلي، وعدم القدرة على إحراز حسم واضح في معارك التماس. ولا تنجح قوة إسرائيل الإقليمية في التغلب بشكل حاسم على كيان صغير وفقير وجريء على مرأى من عيون أعدائنا وأصدقائنا المذهولة".

واعتبر شبيط أن "المجتمع الإسرائيلي صلب، والمقاتلون مدهشون، لكن جرفنا الصامد تعرض فجأة للأمواج الطاغية في شرق أوسط متطرف أصبح عنفه مُحكما".

وتابع: "عرفنا من خلال صواريخ المقاومة أن إسرائيل ليس عندها رد مقنع على التحدي الجديد لميدان القتال غير المتكافئ (...) منذ سبع سنوات نقنع أنفسنا بأننا انتصرنا. وقلنا لأنفسنا إن كل شيء على ما يرام. ولم نصنع سلاما ولم نستعد بجد للحرب".

وأشار إلى أنه: "لم نتعرض مدة أربعة عقود لتهديد حقيقي. ولم نجرب حربا برية كاملة مدة ثلاثة عقود. وكانت السنوات الأخيرة سنوات هناء. ولهذا لم نحتج إلى القوى النفسية التي احتاج إليها جيل اسحق رابين وجيل روعي روتبرغ وجيل افيغدور كهلاني. ولم نحافظ على التركيز والوعي لعصر دافيد بن غوريون وليفي اشكول. ولم نُبق على المنظومات القيمية والجهازية المطلوبة للعيش في واقع قاس".

واختتم شبيط مقاله بالقول: "لا مناص.. فنحن مجبورون على التوقف. ولا داعي لمحاولة دخول غزة التي قد تجلب كارثة. لكن حينما يقف إطلاق النار ويعود الأبناء إلى الوطن سنضطر إلى أن نحدق إلى المصير الإسرائيلي وإلى الوضع الإسرائيلي. وسيجب علينا في خروجنا من الفقاعة المفجرة أن نجد حلا خلاقا لغزة، وحلا سياسيا ليهودا والسامرة، وأن نعزز جدا قدرة إسرائيل على حماية نفسها من أعدائها".
التعليقات (2)
عمر
الخميس، 31-07-2014 08:04 م
ليس أمامكم سوى الهروب من المنطقة والعودة من حيث أتيتم لأن الجيل القادم بعد حماس لن يكون في نعومتها بل أشد بأسا وأشد تنكيلا
ايمن
الخميس، 31-07-2014 05:24 م
المعانة والحياة القاسية تصنع الرجال الأشداء