سياسة عربية

الأغاني الوطنية تزدهر في الضفة الغربية (فيديو)

من مغني الأغاني الوطنية في فلسطين - أرشيفية
من مغني الأغاني الوطنية في فلسطين - أرشيفية
ما إن تسِر في أسواق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، حتى يتناهى إلى مسامعك أغان وطنية بإيقاعات سريعة تمجد المقاومة تنطلق من بعض المحلات والسيارات المارة، في ظاهرة ملفتة بدت جلية في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وكشكل من أشكال التضامن مع القطاع.

كما سارع عدد من الفنانين الى انتاج الأغاني التي تشيد بصمود قطاع غزة وتسخر من الاحتلال يغلب عليها الطابع الشعبي، هذا بالإضافة الى الأغاني التي تنتجها حركات المقاومة وتبثها عبر وسائل اعلامها المختلفة.

ومن تلك الاغاني اغنية تتحدث عن اسر الجندي الاسرائيلي "شاؤول آرون"، والتي غناها الفنان الفلسطيني قاسم النجار، وحظيت بنسبة استماع عالية على موقع "يوتيوب".

وقال النجار لـ"عربي21" إنه "بعد سويعات من خطف الجندي الاسرائيلي شاؤول ارون اطلقت اغنية جديدة قمت بتأليف كلماتها مع صديقي الفنان عدنان علاونة لتكون على اليوتيوب في ساعات الصباح، وليصل عدد متابعيها خلال خمس ساعات مليون مشاهد".

وأضاف أن "اجواء المقاومة والجدارة التي اثبتتها والمجازر التي ترتكب وهدم البيوت تفتح شهية الفنانين  لاظهار ابداعاتهم سواء بالاغنية والاهزوجة الوطنية التي تلامس مشاعر الانسان العادي الملتزم بقضاياه الوطنية. ان اجرام الاحتلال بغزة  والمجازر جعلت كلماتي نارية ولا اخشى الاعتقال وسأواصل اصدار اغاني أخرى في كل محطة من محطات النضال الوطني دون النظر لاي امور سياسية او حزبية".

وأشار أن الأغنية الوطنية الثورية ليست جديدة في محطات النضال الوطني الفلسطيني فقد واكبت ثورة عز الدين القسام في الثلاثينات واستمرت طيلة عقود المقاومة الفلسطينية.

بدوره قال الفنان والمخرج علاء رضا لـ"عربي21": "نحن كمؤسسة فنية انتجنا معظم الاغاني الثورية والشعبية المرتبطة بالحرب على غزة سواء التي اطلقتها فرقة الغرباء أو قاسم النجار وعدنان بلاونة، وهناك شعراء اخرين سيصدر لهم اغاني قريبا جدا".

وأضاف أن حجم التفاعل مع تلك الاغاني كبير، ويظهر ذلك من خلال "يوتيوب"، حيث ما أن يتم رفع تلك الاغاني على الشبكة العنكبوتية حتى يتجاوز عدد مشاهديها نصف مليون في اربع ساعات كما تحولت بعض الاغاني الى رنات للاجهزة الخلوية الى جانب بثها على اثير الاذاعات المحلية طوال الوقت.

ومن ضمن الاغاني الجديدة التي واكبت الحرب على غزة قال رضا، أغنية بعنوان "اضرب بالنار الدبابة" وهي من كلمات الشاعر عدنان بلاونة وغناء علاء رضا، اضافة الى انشودة لفرقة الغرباء بعنوان "غزة عزتنا".

ويرى الشاعر عدنان بلاونة أن "الكلمات والأغاني الثورة تخرج على السليقة ومرتبطة بالحالة النفسية للشاعر الثوري ولا تحتاج الى اقناح او تشجيع من احد خاصة ان المقاومة برهنت على قوتها في الميدان مما جعلني اسطر الكلمات والحنها خلال ساعات لتكون في متناول الجمهور الفلسطيني ومن ثم العربي والعالمي، لتكون جزء من المشاركة في المعركة".

وأشار بلاونة أنه "خلال سنوات انتفاضة الأقصى لعبت الأغنية الثورية دورا في كبيرا في الهاب حماس الشارع الفلسطيني واضحى هناك اغنية لكل شهيد، وعندما بدأت الحرب على غزة كان لا بد من مشاركة فنية تخلد ابداعات المقاومة ونجاحها ولذا برزت عدة اغاني انتشرت بشكل كبير".

"الشارع الفلسطيني يتجاوب كثيرا ويتفاعل مع الاغاني الثورية لانها ترفع المعنويات وتلهب حماسه وتساهم في إثارة الجمهور للمشاركة في الفعاليات الجماهيرية الحاشدة والتي يتم فيها اسماع تلك الأغاني للجمهور"، قال بلاونة لـ"عربي21".

المحاضر في قسم الموسيقى بجامعة النجاح أحمد موسى، اتفق مع ما الأقوال السابقة من أن للأغنية دورها في مراحل النضال الفلسطيني.

وقال لـ"عربي21": "الأغنية الوطنية الفلسطينية لعبت دورا كبيرا على مدار النضال الفلسطيني، وهذه الأغاني تحفز على بالتمسك بالنضال وتحث على التمسك بالأرض والثورة ضد المحتل، وهناك الكثير من الملحنين الذي لحنوا  للثورة مثل صبري محمود وحسين نازك ورياض البندك وغيرهم وهؤلاء قامت على ايديهم اغاني الثورة وسار على نهجهم الكثير".

وأضاف: "الأغاني الشعبية تعبر عن مشاعر الناس، وهي دائما تحاول صناعة المستقبل، بعد نكبة 48 أصبحت اغلب الأغاني بصيغة نضالية لأن الإنسان الفلسطيني ينظر إلى الأمام وكيف يحن الى ارضه التي اقتلع منها، وحتى يومنا هذا الأغاني الفلسطينية صيغتها نضالية".

ويرى موسى أن "الأغنية لها دور كبير بين المقاتلين لتحفزهم على البذل والعطاء، والأغنية والوطنية ليست فقط للتحفيز وإنما ايضا تعبر عن فلسفة الثورة والنضال والوحدة، فكل هذه القيم كانت تجد صداها في الأغنية الوطنية لأن الاغنية الوطنية تلعب دورا كبيرا،  وثقافتنا الوطنية هي ثقافة موسيقية والموسيقى تؤثر اكثر من الشعر لأنها تلامس وجدان الناس".

ونوه الى أن الأغنية الوطنية "تزدهر وقت الحروب أكثر من وقت السلم، فنجد المبدعين يبدعوا العديد من الأغاني مثال في عبور اكتوبر بمصر كانت اغنية خلي السلاح صاحي لعبد الحليم، عدا عن الأغاني الوطنية التي ازدهرت اثناء تواجد الفلسطينيين في بيروت، وفي فترات الانتفاضة وغيرها".

وأضاف أن الأغاني الشعبية ملتصقة بالناس ومشاعرهم وبالتالي اغلب الأغاني الوطنية ذات صبغة شعبية فكلماتها متداولة وسهلة تدخل الى صميم الانسان.

يذكر  أن أغنية "أرفع راسك هذا سلاحك"، للفنان الفلسطيني محمد عساف، حصلت على نسب مشاهدة مرتفعة على "يوتيوب"، والتي عبر فيها عما يجري في مسقط رأسه غزة من مجازر وعدوان عسكري اسرائيلي.



 





 
التعليقات (0)