ملفات وتقارير

مستشار لعرفات يعترف: أخطأت وإسرائيل لا تريد السلام

أبو شريف:  إدارة أوباما لم تفعل شيئاً لوقف هذه المذابح بحق الأبرياء بغزة - أرشيفية
أبو شريف: إدارة أوباما لم تفعل شيئاً لوقف هذه المذابح بحق الأبرياء بغزة - أرشيفية
قال مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بسام أبو شريف، إنّه كان مخطئا حين كتب مقالاً لصحيفة نيويورك تايمز وصحيفة الوال ستريت في حزيران يونيو من عام 1988 اقترح فيه حل الدولتين.

وأكد أبو شريف في مقال له نشرته ميديل إيست آي، الأربعاء، أنّ اليهود "يريدون منا معشر الفلسطينيين أن نزال، أن نذوب أو أن نختفي وأن تمحى آثارنا"، على حد تعبيره.

وأخذ بسرد حقائق وتفاصيل حول القضية الفلسطينية ومفاوضات السلام ومعتقدات اليهود، وبدأ قصته حيث "كانت غوش إيمونيم حركة يمينية مهدوية أسسها مستوطنون يهود أرثوذكس بعد حرب يوم الغفران في عام1967".
 
وأضاف "تعتقد هذه الجماعة اعتقاداً جازماً بأن الله منح أرض إسرائيل للشعب اليهودي. وهذه الأرض التي أهداها لهم الرب من المفروض أن تشتمل على أرض إسرائيل كما هي موصوفة في التوراة، أو العهد القديم. ويدخل فيها سائر الضفة الغربية وغزة، والتي تعرف بأسمائها التوراتية: يهودا والسامرة وغزة".
 
ونوه إلى أن "التوراة تذكر أن غزة هي أرض الفلسطينين، وهي المكان الذي يقال بأن شمشون بما توفر له من قوة تمكن فيه من تدمير معبد الفلسطينين المهرطقين. التاريخ المزعوم للوجود اليهودي والمعاناة اليهودية في غزة يؤسس في أذهان اليهود الأرثوذكس لحق الشعب اليهودي في ادعاء أن غزة جزء لا يتجزأ من إسرائيل".
 
وأشار إلى أنّ "التوجيهات أو التعليمات التوراتية، أو ما يترجم عادة إلى اللغة الإنجليزية بكلمة Pentateuch، تشكل المفهوم المركزي في التقليد اليهودي الديني. وهذه يمكن أن تكون لها سلسلة من المعاني: يمكن بشكل محدد أن تعني الإسفارات الخمس الأولى من أربعة وعشرين سفراً تشكل معاً ما يعرف بالتناخ. وهذه تتضمن في العادة شروحاً حاخامية أو رسائل توراتية خطها الحاخامات. تحدد التوارة نمط الحياة التي ينبغي على المتدينين اليهود أن يعيشوها، وهذه تعبر عنها الرواية الترواتية من سفر التكوين إلى نهاية التناخ. كما يمكن أن تعني مجمل التعاليم والثقافة والممارسة اليهودية. المشترك بين هذه المعاني هو أن التوارة تتكون من الرواية المؤسسة للشعب اليهودي: دعوة الله لهم ليكونوا، وما مروا به من محن وفتن، وميثاقهم الذي أخذه الله عليهم. وهذا يتضمن انتهاج أسلوب حياة يتجسد في مجموعة من الفرائض الدينية والقوانين المدنية، أو ما يعرف بالحلخة".
 
وقال أبو شريف "لا وجود لأي دليل سواء من الآثار أو من التاريخ يثبت الرواية التوراتية التي تصف ما كانت عليه إسرائيل القديمة. بل على العكس من ذلك تثبت الآثار ويثبت التاريخ أن إسرائيل لم تكن أكثر من مجرد تجمعات سكانية منفصلة ومتدابرة كثيراً ما سادت فيما بينها العداوات، ولم تكن في يوم من الأيام متوحدة ضمن كيان واحد".
 
واستدرك قائلا "إلا أن الحقيقة لا تكون مريحة حينما تطرح للنقاش في مواجهة الرغبة أو العقيدة. لم تلبث غوش إيمونيم أن ماتت بهدوء كحركة، ولكن لم تمت كمنطق يستشري في الجسد الإسرائيلي، حيث انخرطت الحركة المهدوية اليمينية لتشكل ائتلاف الأحزاب القومية المتدينة في إسرائيل. صنع هذا التجمع من اليهود الأرثوذكس من عقيدة أرض إسرائيل، أي إعادة بناء إسرائيل التوراتية، طموحاً ملموساً منسجماً مع ما أوجبه الرب".
 
وأكد على أنّ "هذا الطموح يشتمل على اغتصاب أراضي الشعب الفلسطيني بالقوة، وتدمير بيوتهم وإخراجهم من وطنهم وطردهم من الأراضي التي يعتقدون أنها تنتمي إلى أرض إسرائيل، بل ويعتقدون أن الله يوجب عليهم أن يفعلوا ذلك".
 
واتهم إسرائيل بأنّها "تستخدم أساليب لإخراج الفلسطينيين من أرضهم غير مسبوقة، وغير حضارية، ووحشية. يشعر الإسرائيليون بأن لديهم كامل الحرية في أن يقتلوا الفلسطينيين وينكلوا بهم دون أن يخشوا من قانون البشر، فهم يؤمنون بأن الرب وحده هو الذي يحاكمهم".
 
وأضاف" يهاجم المستوطنون المسلحون يدعمهم في ذلك الجيش الإسرائيلي القرى الفلسطينية بشكل يومي، حيث يقتلون الفلسطينيين وينهالون عليهم ضرباً ويدمرون بيوتهم ومحاصيلهم. ينتهج المستوطنون عن عمد سياسة عنصرية تنتهك الحقوق الإنسانية الأساسية للفلسطينيين ولا ريب بأن أساليبهم بكل وضوح أساليب إرهابية".
 
وشدد على أنّ "الفلسطينيين هم ضحايا الإرهاب الحقيقيين. لا يعلم معظم الأمريكان شيئاً عن السياسات العنصرية والوحشية التي تتعامل من خلالها إسرائيل مع الفلسطينيين، والحقيقة هي أن الشعب الأمريكي هو الذي يمول هذه السياسات التي تنفذها دولة إسرائيل من خلال مليارات الدولارات التي تقدمها أمريكا على شكل مساعدات خارجية".
 
وخلص إلى أنّ "الواقع السياسي للولايات المتحدة الأمريكية ونفوذ اللوبي الصهيوني في تلك البلاد هما معاً ما يبقي إسرائيل بعيدة عن أي لوم أو مساءلة أياً كانت سياساتها، ومهما بلغت في تطرفها. إن ذلك هو ما يحمي إسرائيل من مجرد التوبيخ ناهيك عن العقاب".
 
وقال "لقد كان مقتل الفتية الثلاث من المستوطنين الإسرائيليين مأساة ندد بها الشعب الفلسطيني، إلا أن المأساة التي لا تجد من يسلط الضوء عليها كانت مقتل 112 فلسطينياً خلال الشهور السبعة الماضية على أيدي مستوطنين إسرائيليين مسلحين وعلى أيدي الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية".
 
وأكد على أنّ "الولايات المتحدة تطبق معايير منحازة بشكل سافر حينما تندد بلجوء الفلسطينيين إلى ممارسة العنف ضد الإسرائيليين وتتجاهل الجرائم البشعة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين. من حق الفلسطينيين أن يدافعوا عن أنفسهم وعن بيوتهم وعن عائلاتهم تماماً كما يفعل الإسرائيليون".
 
وحول العدوان الأخير على غزة قال أبو شريف "خلال الأيام الماضية شنت إسرائيل غارات جوية على غزة، وتجاوز عدد من سقطوا ضحية لهذا العدوان من الفلسطينيين المدنيين العزل 600 شخص معظمهم من النساء والأطفال، فتك بهم القصف الإسرائيلي، ولا شك أن ما هو قادم سيكون أشد سوءاً".
 
ونوه إلى أنّ " إدارة أوباما لم تفعل شيئاً لوقف هذه المذابح بحق الأبرياء. وكل ما صدر عن الإدارة الأمريكية حتى الآن لا يتجاوز مكالمة هاتفية من الرئيس الأمريكي إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أعرب خلالها الرئيس عن عدم ارتياحه وامتعاضه من الارتفاع المستمر في عدد الأطفال القتلى. أطفال غزة هؤلاء لا يختلفون عن الأطفال المهاجرين الأبرياء على حدود تكساس مع المكسيك الذين أعرب الرئيس عن فيض من التعاطف معهم. هؤلاء الأطفال في تكساس يعيشون في أمان ولا ترتعد فرائصهم من الخوف على حياتهم كما هو حال أطفال غزة".

 من الجدير بالذكر أنّ بسام أبو شريف، أحد كبار مستشاري الراحل ياسر عرفات وأحد المبادرين الرئيسيين بعملية أوسلو للسلام.
التعليقات (0)
انا
السبت، 26-07-2014 11:56 ص
ولما انت يا............ تعلم هذا ..لماذا يا عرص دمرتنا والحقت العار بنا