سياسة عربية

الجبهة الإسلامية تفصل كتائب قبضة الشمال "لإفسادها بالأرض"

شعار الجبهة الإسلامية في سورية
شعار الجبهة الإسلامية في سورية

أعلنت "الجبهة الإسلامية" التي تضم مجموعة من كبرى المجموعات المقاتلة في سورية، عن فصل كتائب "قبضة الشمال" من الجبهة، على خلفية اتهامها بـ"الإفساد في الأرض" واستباحة دماء الناس وأموالهم. وترافق ذلك مع اشتباكات للكتائب مع جبهة النصرة التي سيطرت على مواقعها قرب الحدود التركية. أما الكتائب فقد عبرت عن تفاجئها بالهجوم عليها، وقالت إن كان هناك اتفاق على تسليم النقاط الحدودية للجبهة الإسلامية قبل الهجوم.

وأعلنت "القيادة العامة" للجبهة في حلب في بيان عن فصل الكتائب ومجموعة من قادتها، وطلبت منهم المثول أمام محكمة شرعية.

وقال البيان الذي وقعه "الأمير العام" للجبهة الإسلامية في محافظة حلب عبد العزيز سلامة؛ إن الجبهة قررت فصل كتائب "قبضة الشمال" وقادتها "لإفسادهم في الأرض، وقطعهم الطريق وتعديهم على دماء أموال الأبرياء من المسلمين، حيث قاموا بنصب الحواجزا على طرق المسلمين وأخافوهم، واستباحوا أموالهم وعاثوا في الأرض فسادا".

وخصصت الجبهة بالاسم كلا من كتائب أمجاد الشام ولواء الربيع العربي، إضافة إلى القياديين في الكتائب: أيمن فروج، أحمد ياسين، نضال الخطيب، أبو الليث "غرباء" إضافة إلى شخص يلقب بـ"جامبو".

وعبد العزيز سلامة هو أيضا القائد العام للواء التوحيد الذي تشكل منتصف عام 2012 في الريف، وخصوصا في مدينتي الباب ومارع، وكان له دور كبير في إخراج قوات النظام السوري من الريف الشمال والشرقي ثم الأحياء الشرقية لمدينة مدينة حلب. أما الكتائب المفصولة فهي جزء من اللواء وينحدر قادتها بشكل أساسي من بلدة مارع، وهي بلدة القائد العسكري الراحل للواء، عبد القادر الصالح.

وتابع البيان الذي اطلعت عليه "عربي21": "بعد أن فشلت جميع محاولات الإصلاح والنصح وحل المظالم والشكاوى والإقناع بالتحاكم طوعا لشرع الله عز وجل، وحيث تعينت حماية ما استؤمن المجاهدون عليه من أرواح وأموال المسلمين المعصومين، فإن القيادة العامة للجبهة الإسلامية في محافظة حلب تنذر قيادات الكتائب المذكورة (..) أن يقوموا بتسليهم أنفسهم فورا للمكتب القضائي في الجبهة الإسلامية، حيث سيتم عرضهم على محكمة شرعية عادلة تأخذ على يد الظالم وتعطي كل ذي حق حقه".

وأكدت الجبهة أنه "في حال تأخر هؤلاء الأشخاص في تسليم أنفسهم فإن الجبهة لن تدخر وسعا في اتخاذ جميع الإجراءات الشرعية الضرورية لدفع الظلم وإقامة العدل وحماية المسلمين، وترى ذلك من خير الجهاد وأطيبه".

وأنذرت الجبهة "العناصر التابعة للكتائب المذكورة بالتزام بيوتهم وعدم إظهار أية مظاهر عسكرية أو حواجز، ونوصيهم بعدم التفكير بنصرة المفسدين أو دعمهم"، معتبرة "كل من يدعمهم أو يؤازرهم قاطع طريق، ونتعامل معه على هذا الأساس".

ولم تعرف الأعمال التي قام بها الأشخاص والكتائب المشار إليهم، لكن مصادر إعلامية قالت إن قائد الكتائب أيمن فروج ومجموعته أقاموا حواجز بعدما تم إبعادهم عن معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا في مدينة اعزاز، حيث أقام هؤلاء حواجز على طرق تستخدم لتهريب البضائع لا سيما السجائر وقاموا بجمع أموال عبر  فرض أتاوات لتمويل أنشطة الكتائب.

وتتحدث المعلومات عن اشتباكات بين عناصر "قبضة الشمال" وقوات أرسلها السلامة لمحاصرة مواقعها في مارع وقرى قريبة. كما دارت اشتباكات مع جبهة النصرة في بلدات مثل حربل وأم حوش في ريف حلب الشمال. ويقول نشطاء إن جبهة النصرة المتحالفة مع الجبهة الإسلامية سيطرت على مواقع "قبضة الشمال" في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات بدأت قبل يومين.

من جهتها، علقت "قبضة الشمال" على هجوم "جبهة النصرة" على "النقاط الحدودية الشمالية في ريف حلب"، قائلة "أن الجبهة الإسلامية (كانت) قد اجتمعت مع الكتائب الموجودة بمارع ومع قادة الفصائل في الريف الشمالي، وذلك منذ أسبوع".

وأضافت "قبضة الشمال" في "بيان بخصوص الأحداث التي شهدتها المنطقة الشمالية الحدودية بتاريخ 9/7/2014": "تم التفاهم بعد حوار طويل بأن جميع الفصائل سوف تسلم النقاط الحدودية للجبهة الإسلامية، واتفقوا على آلية التسليم الإدارية، وقد تم الإيعاز لجميع عناصر النقاط بأن الاتفاق ملزم للجميع، وبقاء العناصر مؤقت لحين قدوم1 الكوادر الإدارية لاستلام هذه النقاط".

وأوردت الكتائب أسماء من تم الاجتماع بهم، بينهم عبد العزيز سلامة، وأبو علي سجو، المسؤول في الجبهة الإسلامية لشؤون النقاط الحدودية.

وقالت الكتائب إن قائد مجلسها العسكري محمد يوسف الخطيب "تعهد بتسليم هذه النقاط وبشكل سلمي تام". وتابعت: "فوجئنا بقدوم حملة عسكرية على هذه النقاط من قبل جبهة النصرة، مستهدفة هذه النقاط الحدودية بشتى أنواع السلاح المتوسط والثقيل، وضاربة الاتفاق المذكور بعرض الحائط، ولما تبال لا بعهد ولا أي اتفاق" حسب البيان.

وتأتي الأزمة الجديدة بينما تتقدم قوات النظام السوري شمال شرق مدينة حلب انطلاق من نقطة مدينة الشيخ نجار الصناعية، حيث تسعى للتقدم غربا لقطع طريق إمداد رئيسي للثوار يربط حلب بالريف الشمالي وصولا إلى الحدود التركية. كما يستقدم النظام السوري تعزيزات في محاولة للإطباق على المدينة.

كما يسعى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الريف الشرقي والريف الشمالي، وخصوصا في محيطة مدينة عين العرب (كوباني).
التعليقات (0)