حول العالم

مصريات يهددن المتحرشين بالمعاملة بالمثل

التحرش الجنسي من المشاهد المعتادة في مصر - أرشيفية
التحرش الجنسي من المشاهد المعتادة في مصر - أرشيفية
ردا على انتشار ظاهرة التحرش في المجتمع المصري مؤخرا، دشنت ناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت هاشتاج بعنوان "#هنتحرش_بالرجالة"، الذي يهدف إلى الانتقام من المتحرشين بطريقة ساخرة.

وقالت ناشطة تطلق على نفسها اسم "فينوس" إنها دشنت الهاشتاج في محاولة لمكافحة التحرش، قائلة "إحنا بنحاول نعرض الوضع بأسلوب ساخر يمكن الرجالة يحسوا بالمصيبة اللي البنات فيها".

وحقق الهاشتاج الجديد رواجا كبير في الأيام الأخيرة، حيث أثار جدلا كبيرا بين الشباب بين مؤيد له ومعارض، حيث هاجمه البعض معتبرين أن الفكرة تناقض طبيعة الفتاة.

ويقول مراقبون إن الفتيات في مصر لا يتوقعن نجاح القانون أو الإجراءات الحكومية التي أعلن عنها مؤخرا في ردع المتحرشين ووقف جرائم العنف ضد المرأة، لذا، فهن يسعين من خلال هذا الهاشتاج إلى تسليط الضوء على معاناتهن.

أبرز التعليقات

وبطبيعة الحال، جاءت أكثر التعليقات على الموضوع ساخرة بسبب غرابة الفكرة، وكان من بينها 
"الحق على الراجل، لو كان لبسه محترم ما كانش حد اتحرش بيه".

"احنا نعمل وقفة أمام المجلس القومى لحقوق للرجال، لازم ناخد كل حقوقنا، وهو مش علشان لابس بنطلون أحمر وجزمة بمبى تتحرشى بيه".

"لا للعنف، احميه بدل ما تتحرشى بيه، أترضيها لأخاكى؟".

"ابقوا اقفلوا زرار القميص بقى اللي بتفتحوه ده، وغطوا شعر صدركوا يا حلوين".

"بعد كده لما أشوف واحد ماشي أقدم خطوتين قدامه عشان ميخافش".

"ما أنت لو مش ماشي بشورت وفاتح القميص كده مكنش حد هيقربلك، ثم أصلا إيه اللي وداك هناك؟!".

"يعني في واد يمشي بشورت وسمانة رجله تبان كدا.. ?زم يتحرشوا بيك".

"أنا أعرف واحد قريبي لبسه كله بدل كلاسيك، ومع ذلك برضه البنات اتحرشوا بيه، المسألة مش باللبس صدقوني".

"فين أخلاق وشهامة بنات البلد؟ إن شاء الله تتردلك في أخوكي يابعيدة منك ليها".

"بدل ما تتحرشي بيه روحي اطلبيه من أهله أحسن.. الحلال أحسن والله".

"أنا مش هتحرش بحد عشان ممكن تتردلي في أخويا أو ابني أو جوزي".

"تخيل بقي شكل البنات وهي ماشية ورا واحد وواقفين عند أي كشك سجاير وأي ولد يعدي يقولوله خد أما أقولك، وتلاقي الولد جري وهو مكسوف".

"يعنى أعمل إيه ألبس نقاب وأنا نازل الشغل".

غير أخلاقي

وتعاني 99% من النساء المصريات من التحرش الجنسي، وفقا إحصائية صادرة من الأمم المتحدة في عام 2013، حيث  تفاقمت الظاهرة في السنوات الأخيرة حتى بلغت ذروتها الأسبوع الماضي حينما تعرضت عدد من الفتيات لتحرش جماعي في ميدان التحرير أثناء الاحتفال بتنصيب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر، في حوادث صدمت الكثيرين في مصر وخارجها.

وبالرغم من الفكرة الكوميدية لهاشتاج "#هنتحرش_بالرجالة، إلا أن كثيرين أبدوا اعتراضهم عليه، فقال ناشطة تدعى بسمة: "الهشتاج مقزز بصراحة وغير أخلاقي"، وردت أخرى: "لا يمكن حل المشكلة بنفس مستوى تفكير المتحرشين".

وقال ناشط يدعى أمين: "هي الستات فاهمة المساواة والتحرر غلط ليه؟"، فيما قالت ناهد: "أسجل اعتراضي على هذا الهاشتاج، قريناتي من الجنس اللطيف، هذا لا يليق بكن نحن مخلوقات أرقى من ذلك".

وعلقت إيمي: "يا بنات، لو سمحتوا اللي بتعملوه ده مش هزار، الهاشتاج ده قذر جدا".

ورفضت الناشطة فاطمة الشريف - عضو مبادرة هيباتيا – فكرة الهاشتاج، موضحة أنه لا يجوز أن تعامل الفتيات المتحرش بنفس تفكيره.

وأضافت - عبر صفحتها على فيسبوك - "كيف أعيب على المتحرش، ثم أقوم بتكرار نفس فعله؟"، معربة عن تخوفها من تحول هذا الهاشتاج الساخر إلى واقع حقيقي وتقوم بعض الفتيات بتنفيذه بشكل حقيقي.

قسم لمكافحة التحرش

وفي سياق ذي صلة، قال اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية لشؤون حقوق الإنسان، إن الوزارة بدأت منذ اليوم بإنشاء قسم خاص لمكافحة جرائم العنف ضد المرأة والتحرش الجنسي في مديريات الأمن بكل المحافظات، تنفيذا لقرار اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية.

وأصدرت 29 منظمة نسوية وحقوقية بيانا مشتركا الأسبوع الماضي أكدت فيه أنها وثقت أكثر من 250 حالة تحرش في التجمعات الكبيرة في الفترة بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 وكانون الثاني/ يناير 2014، واتهمت الحكومة بالفشل في حماية المرأة ومواجهة التحرش، مشددة على أن هناك حاجة لاستراتيجية وطنية لمواجهة المشكلة.

وأوضح عبد الكريم - في  مداخلة هاتفية مساء الثلاثاء مع برنامج "90 دقيقة" الذي يعرض على قناة "المحور" - أن ضباط هذا القسم سيتواجدون في الأماكن المزدحمة والمناطق التي يتوقع أن تشهد حوادث تحرش، مضيفا أن رجال الأمن سيحاولون ضبط المتحرش وهو في حالة تلبس، حتى يتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية السريعة تجاهه.

وأوضح أن في حالة عدم ضبط المتحرش في حالة تلبس، سيتم الاستعانة بشهادة الشهود، ووسائل المساعدة الأخرى مثل كاميرات المراقبة المنتشرة في كثير من الشوارع الرئيسية والميادين.
التعليقات (0)