سياسة عربية

ملصقات "الصلاة على النبي" تغزو مصر والشرطة تحاربها

(ملصق متداول في مدن مصر)
(ملصق متداول في مدن مصر)
أينما ذهبت في مصر الآن، ستقع عينيك على ملصق موجود في كل مكان يحمل عبارة "هل صليت على النبي اليوم؟".. لتذكير المسلمين بذكر النبي محمد والصلاة عليه.

وانتشر ذلك الملصق بشكل ملفت للنظر في الأيام الاخيرة، خاصة على واجهات المحال التجارية والسيارات الملاكي والأجرة، وحتى مركبات التوكتوك، دون أن يعرف أحد الجهة التي تقف وراء تلك الحملة.

ومن المعروف عن المصريين حبهم وتوقيرهم للرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام، وهو ما ساهم في انتشار تلك الملصقات.

لكن وزارة الداخلية لم تتقبل تلك الحملة وشنت منذ عدة أيام عدة حملات لنزع الملصقات من السيارات وتحرير مخالفات مرورية لأصحابها، معلنة – على لسان مسؤولي الوزارة – أسبابا متضاربة لهذا الموقف.

الملصقات الدينية جريمة

من جانبه قال اللواء عبد الفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية لشؤون الإعلام، إن الداخلية بدأت منذ أسبوع فى شن حملات مكثفة للقضاء على أي ملصقات يتم وضعها على السيارات سواء كانت دينية أم غيرها.

وأوضح عثمان عبر مداخلة هاتفية مع برنامج "القاهرة اليوم" أن قانون المرور يمنع وضع أي شعارات على السيارات، ويعتبر مخالفة ذلك الأمر جريمة تستوجب العقوبة.

وأضاف عثمان أن السيارة مسموح لها بحمل اللوحات المعدنية التي تحمل أرقام السيارة فقط، وليس أي ملصقات أخرى.

بينما قال اللواء ناصر العبد مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الإسكندرية، في تصريحات سابقة، إن الحملة الأمنية التي يتم شنها في المحافظة لإزالة ملصقات "هل صليت على النبى اليوم؟" من السيارات هدفها إزالة أي ملصقات تحجب الرؤية عن السائق، وليست متعلقة بأمر ديني بشكل خاص.

وأوضح أن الحملة تقوم بإزالة جميع الملصقات الإسلامية أو المسيحية من فوق زجاج السيارات ولا تستثني أحدا في ذلك.

وأثار قيام رجال المرور بنزع تلك الملصقات غضب العديد من المواطنين الذين رأوا في ذلك التصرف نوعا من المحاربة التي لا داعي لها لمظاهر التدين. 

حتى إن صحيفة الوطن - المؤيدة للانقلاب - أوردت عنوانا مثيرا للجدل منذ أسبوع، وقالت إن "فتنة صليت على النبي تنطلق من الإسكندرية"، وأشارت إلى أن هناك حربا خفية بين الشرطة التي تنزع الملصقات وبين المواطنين الذين يعيدون وضعها على سياراتهم مرة أخرى".

البعد عن الاستقطاب

من جهته، قال الدكتور ناجح إبراهيم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية - والمؤيد للانقلاب، "إن ملصقات الصلاة على النبي التي انتشرت في الشوارع صنعت بطريقة مبسطة، مشيرًا إلى أن بداية هذه الفكرة كانت في محافظة الإسكندرية، ثم انتشرت على يد متطوعين إسلاميين في باقي مدن مصر.

وأضاف ناجح إبراهيم عبر مداخلة هاتفية مع برنامج "القاهرة اليوم"، أن هذه اللافتات ليست ضارة وأنها تهدف للبعد عن الاستقطاب السياسي الذي يسيطر على مصر منذ حزيران/ يونيو 2013، موضحًا أنها لا تقف وراءها جهة منظمة.

وقالت صحيفة الشروق في تقرير لها السبت عن تلك الظاهرة، إن تلك الحملة تعكس عودة واضحة لتيارات الإسلام السياسي إلى مجال الدعوة عقب خسارة مشروعهم السياسي بالإطاحة بالرئيس الشرعي محمد مرسي.

وكان الشيخ محمد حسين يعقوب أحد كبار شيوخ السلفيين، قد دعا أبناء التيار الإسلامي إلى العودة للدعوة إلى الله وترك السياسة، موضحا أن الدعوة ضاعت في دروب السياسة.

وقالت مصادر في الدعوة السلفية، إن حملة "الصلاة على النبي" تأتي في إطار النشاط الدعوي للسلفيين، مضيفا أن الجزء الأكبر من هذه الحملة يتم بصورة ذاتية من خلال مواطنين عاديين أعجبتهم الفكرة فقرروا نشرها ابتغاء الثواب.

الإخوان ينفون

ونفى قيادي في الإخوان المسلمين - رفض ذكر اسمه - علاقة الجماعة بتلك الحملة، لافتا إلى أن من بدأها هم أتباع حزب النور السلفي، ومن يحرص على نشرها هم وأنصار السيسي.

وأوضح - في تصريحات لـ "عربي21" - أن أعضاء النور ومؤيديو الانقلاب دشنوا حملة الصلاة على النبي لتحسين الصورة السيئة التي التصقت بهم، حيث أصبحوا متهمين بمحاربة الإسلام منذ الانقلاب، وهم بتلك الحملة يقولون "نحن لسنا ضد الإسلام ولكننا ضد الإخوان المسلمين فقط".

وكان الإعلامي عمرو أديب قد عبر في حلقة الأحد عن دهشته من غزو لافتات "هل صليت على النبي اليوم؟" الشارع المصري، متسائلا: من وراء هذه العبارة؟ ولماذا الصلاة على النبي دون غيرها من الأذكار الإسلامية؟ 

وأشار أديب إلى أن مصادر صحفية تقول إن وراء هذه الحملة الدعوة السلفية بالجيزة، مضيفا أنه يخشى أن تكون هذه الحملة تمهيدا لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، بحيث تكون هذه العبارة بديلا لشعار "الإسلام هو الحل" الذي رفعته جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات السابقة.

وأكد القيادي الإخواني أن أعضاء الإخوان يخصصون كل جهدهم في هذه الشهور الأخيرة لمقاومة الإنقلاب العسكري ورعاية أسر الشهداء والمصابين والمعتقلين من كل الإنتماءات، لافتا إلى أن الغالبية العظمى من شباب الجماعة إما مطاردون أو معتقلون وهو ما يحول دون تنظيم مثل تلك الحملات كما كان يحدث في السنوات السابقة.
التعليقات (0)