صحافة عربية

مصر.. غضب يسود الصحفيين إثر إصابة زميلين لهم

دماء على كاميرا أحد الصحفيين بعد إصابته - تعبيرية
دماء على كاميرا أحد الصحفيين بعد إصابته - تعبيرية
 تسود بين الصحفيين المصريين، موجة من الغضب العارم، إثر إصابة زميلين لهم بالرصاص، بعد اعتداء قوات الشرطة على الطلاب بجامعة القاهرة الإثنين، لفض مظاهراتهم  المنددة بالانقلاب في ذكرى مرور ثمانية أشهر، على فض اعتصام ميداني رابعة والنهضة الدموي في 14 آب/ أغسطس الماضي.

 وتم نقل خالد حسين الصحفي بجريدة "اليوم السابع"، إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى القصر العيني، بعد أن أصيب بخرطوش في الصدر خلال تغطيته للأحداث، فيما استقرت الحالة الصحية لعمرو عبد الفتاح المصور بموقع "صدى البلد"، وتم نقله إلى غرفة عادية بعد خروجه من العناية المركزة، على خلفية إصابته بخرطوش في الظهر خلال الأحداث نفسها.
 
وأدانت حركة "صحفيون ضد الانقلاب"،  اعتداء قوات الأمن على الصحفيين.

 وقال أمينها العام أحمد عبدالعزيز لموقع "عربي 21": "إن إصابة الزميلين يؤكد أن استهداف الصحفيين عمل منهجي من قبل سلطات الانقلاب" ، مشيرا إلى "أنهما يعملان بصحف ومواقع مؤيدة للانقلاب".

 ودعا عبدالعزيز الصحفيين إلى توحيد جهودهم من أجل الضغط على السلطات، التي تستحل دماء الصحفيين، مطالبا في الوقت ذاته باتخاذ خطوات تصعيدية ضد مجلس تقابة الصحفيين، الذي اتهمه بأنه تخاذل في القيام بدوره في حماية الصحفيين، والدفاع عن حقوقهم.

 بيان حركة "صحفيون ضد الانقلاب"
 
من ناحيتها، أصدرت حركة "صحفيون ضد الانقلاب" بيانا قالت فيه: "إنه برغم مرور ثمانية أشهر على المذبحة المروعة في ميداني رابعة والنهضة، إلا أن آلة القتل الانقلابية ما زالت تعمل في قتل المصريين، واعتقالهم، وتعذيبهم، وفي القلب منهم الجماعة الصحفية التي قدمت من أبنائها عشرة شهداء، وأكثر من ثلاثين معتقلا، يعانون أشد المعاناة في سجون الانقلاب".
 
ونددت حركة "صحفيون ضد الانقلاب"، بما اعتبرته "استمرار سلطات الانقلاب الدموي في استهداف حياة الصحفيين، وممارسة الإجراءات القمعية الجائرة بحقهم، وعدم احترام حقوقهم في الحياة، ومزاولة المهنة، والسلامة الجسدية، وحرية الحركة والعمل، والحصول على المعلومات".

 وأبدت الحركة اندهاشها من عدم إدانة جانٍ واحد حتى الآن، في وقائع قتل أي من الزملاء، كما جاء في البيان، داعية مجلس النقابة إلى تحريك دعاوى قضائية عاجلة في حوادث قتلهم.
 
كما دعت إلى إطلاق سراح جميع الصحفيين المعتقلين دون قيد أو شرط، وإسقاط الاتهامات العبثية الموجهة إليهم، كالانتماء إلى جماعة إرهابية، وبث أخبار كاذبة، والتخابر، والتحريض على العنف.. إلخ، معربة عن قلقها إزاء استمرار حبسهم دون وجه حق، وتردي صحة بعضهم، نتيجة سوء معاملتهم، واضطرار بعضهم إلى الدخول في إضراب عن الطعام.
 
وأبدت الحركة استياءها من أداء مجلس النقابة، وقالت إنه لابد من تصعيد الإجراءات الرافضة لهذه الانتهاكات، وإجبار السلطات القائمة على احترام تعهداتها، والمواثيق المحلية والدولية، وحريات الصحافة، والتعبير.
 
موقف ضياء رشوان ومجلس النقابة
 
وكان ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، دعا وسائل الإعلام والصحف، للإضراب الفوري عن التغطية الميدانية للأحداث، نظراً لتزايد استهداف الصحفيين، على حد تعبيره. 

كما دعا جموع الصحفيين لتنظيم وقفة احتجاجية الخميس المقبل، أمام مبنى النقابة، مطالباً الصحف بإرسال أسماء المحررين الميدانيين للنقابة، لبدء تدريب السلامة المهنية، وتسلم السترات الواقية من وزارة الداخلية.
 
من جهته، قال خالد البلشى عضو مجلس نقابة الصحفيين: "إن النقابة ستتقدم ببلاغ للنائب العام المستشار هشام بركات، ضد من استهدف الزميلين"، رافضاً مسلسل استهداف الصحفيين، ومشدداً على ضرورة إعمال القانون.
 
وقال كارم محمود، سكرتير عام نقابة الصحفيين: "إن النقابة ستطالب وزارة العدل بانتداب قاضي تحقيق، للتحقيق فى الاعتداءات المستمرة على الصحفيين".
 
وأضاف، أن النقابة ستتسلم 30 سترة واقية من وزارة الداخلية خلال يومين، من ضمن المائة سترة التى اتفقت مع الوزارة عليها، وأنه سيتم استعجال السترات، مؤكداً أن النقابة تدين الحادث وتطالب بمحاسبة المسؤول، وإجراء تحقيق عاجل.
 
وأكد سكرتير عام النقابة أن حماية الصحفي من مهمة المؤسسات الصحفية التى يجب أن توفر لهم سبل الحماية، والأدوات المطلوبة لتأمينهم، مؤكداً أنهم طالبوا المؤسسات الصحفية بإرسال أسماء الصحفيين الميدانيين، ولم تستجب سوى 3 مؤسسات فقط.
 
"الداخلية" تتهم الطلاب
 
وكان اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، قال: "إن قرابة 200 طالب من عناصر جماعة الإخوان، تجمعوا ظهر الاثنين قرب بوابة جامعة القاهرة، وأطلقوا الشماريخ والألعاب النارية تجاه القوات المتواجدة أمام الجامعة"، لافتاً إلى أن "تلك الألعاب النارية كان بداخلها بعض المواد الملتهبة "شطة"، لإصابة القوات".
 
وأضاف أنه أثناء تلك الاشتباكات بين الطلبة وقوات الأمن، حدثت إصابة خالد حسين، الصحفى بـ"اليوم السابع"، أثناء تواجده داخل حرم الجامعة لتغطية الأحداث، بطلق خرطوش أطلقة عناصر الجماعة الإرهابية، وتم نقله إلى المستشفى لإسعافه، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الواقعة!
 
رواية رئيسي التحرير
 
لكن أحمد صبري، رئيس تحرير موقع "صدى البلد الإخباري"، صرح بأنه تم نقل عمرو سيد، المصور الصحفى بالموقع، الذى أصيب بطلق ناري إلى مستشفى قصر العينى الفرنساوي، لإجراء عملية جراحية له لاستخراج الرصاصة التى أصيب بها.
 
وأوضح أنه أثناء تغطية عمرو لمظاهرات الطلاب داخل جامعة القاهرة، بجوار كلية العلوم، أصيب بطلق نارى، وهذا ما رواه زملاؤه فى الموقع، الذين تواجدوا معه لتغطية الأحداث.
 
وأضاف أن مستشفى الطلبة الذى يتبع جامعة القاهرة، تأخر فى التعامل مع الموقف ونقل الصحفيين المصابين، وتركهم ينزفون لمدة ساعة إلا ربع، ما أدى إلى تدهور حالتهم، إضافة إلى عدم تواجد سيارات إسعاف داخل الجامعة بالكامل.
 
وطالب صبري كلاً من رئيس جامعة القاهرة، ووزير التعليم العالى، بتفسير سبب عدم تواجد سيارات إسعاف داخل الحرم الجامعى، مشيرا إلى أنه من غير المنطقى ألا تتواجد سيارات إسعاف داخل الجامعات، لإسعاف الطلاب والعاملين الذين يسقطون نتيجة الاشتباكات.
 
بدوره، قرر مجلس تحرير جريدة "اليوم السابع"، تعيين جميع المحررين الميدانيين بالصحيفة والمواقع الإلكترونية، كخطوة أساسية قال إنها تضمن حفظ الحقوق الخاصة بالمحررين الميدانيين، ووضعهم تحت مظلة نقابة الصحفيين.
 
وأعلن خالد صلاح رئيس تحرير "اليوم السابع"، قائمة مطالب تضمنت التعيين الفورى للصحفيين الميدانيين، وعقد نقابة الصحفيين لجنة قيد استثنائية لاعتماد الصحفيين الميدانيين الجارى تعيينهم ، وعقد اجتماع طارئ لمجلس النقابة وكبريات شركات التأمين وممثلين عن المؤسسات الصحفية، لتصميم وثيقة تأمين شاملة للصحفيين الميدانيين، وتوفير وزارة الداخلية القمصان الواقية من الرصاص والخوذات التى وعدت بتوفيرها للصحفيين.
 
التفاف على القانون
 
وكانت قوات الامن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص على التظاهرات الطلابية داخل حرم جامعة القاهرة الإثنين، فأصابت عددا من الطلاب كما أصيب المصور خالد حسين، والصحفي عمرو سلامة بطلق ناري، ومقذوفات خرطوش، بالإضافة إلى مقتل طالب آخر.
 
وأكد الدكتور أحمد الأنصاري، رئيس هيئة الإسعاف، وفاة طالب يبلغ من العمر 20 عاما، باشتباكات جامعة القاهرة، بعد إصابته بطلق ناري بالصدر، بجانب إصابة الصحفيين الإثنين، ونقلهما لمستشفى الطلبة التابع لجامعة القاهرة.
 
لكن "اليوم السابع" اتهمت مستشفى الطلبة بالالتفاف على القانون، بعدما رفض المستشفى ختم التقرير الطبي الذى يثبت إصابة خالد حسين بطلق ناري، وكتبت إدارة المستشفى فى ختام تقريرها الطبي، إنه لا يعتد بهذا التقرير فى المحاكم وأقسام الشرطة.
 
ونشرت "اليوم السابع"، مجموعة من الصور، التى تكشف أنه تم إطلاق الرصاص الحي على خالد حسين وعمرو سلامة، من خارج أسوار الجامعة.

وتكشف الصور أن أثر الرصاص على الأبواب والأسوار الحديدية، لجامعة القاهرة من الخارج، حيث كان الطلاب داخل الجامعة، مبينة أن الطلقات النارية جاءت من خارج الجامعة، وتركت أثرا لـ4 رصاصات فى أبواب الجامعة الرئيسة الثلاثة.
التعليقات (0)