حقوق وحريات

مقتل ثلاثين شخصا في مواجهات دامية بإفريقيا الوسطى

نساء مسلمات في بانغي يناشدن بان غي مون جدية المساعي لحفظ السلام  لدى وصوله - ا ف ب
نساء مسلمات في بانغي يناشدن بان غي مون جدية المساعي لحفظ السلام لدى وصوله - ا ف ب
قتل ما لا يقل عن ثلاثين شخصا الثلاثاء، في مواجهات بين مليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية في منطقة ديكوا (300 كلم شمال بانغي) وعناصر تنظيم "سيليكا" ذوي الغالبية المسلمة، وفق ما أفاد به الدرك المحلي الأربعاء.

وقال مصدر في الدرك، لفرانس برس، إن "ثلاثين شخصا على الأقل معظمهم مدنيون، قتلوا وجرح أكثر من عشرة الثلاثاء في مواجهات"، في ديكوا، بين المليشيات المسيحية "أنتي بالاكا" وبين عناصر "سيليكا".

وتابع المصدر بأن "المواجهات استمرت أكثر من أربع ساعات، ما أدى إلى فرار ثلاثة أرباع سمان المنطقة نحو سيبوت (60 كلم جنوبا) وكاغا بندورو (60 كلم شمالا) وبانغي".

وأضاف أن "أنتي بالاكا هاجموا في الصباح الباكر مواقع عناصر سيليكا السابقين.. لكن هؤلاء جلبوا تعزيزات.. وصل أفرادها في أربع آليات لدعمهم".

وأدى التدخل العسكري الفرنسي في كانون الأول/ ديسمبر، لصالح "أنتي بالاكا" إلى إضعاف أفراد "سيليكا"، بسبب سجن أكثرهم، إلى حد كبير، وهاجر كثيرون منهم إلى الأرياف في شمال وشرق
 إفريقيا الوسطى حيث مسقط رأس أغلبهم.

ومارست ميليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية العنف طويلا ضد الأقليات المسلمة في إفريقيا الوسطى بوجود القوات الفرنسية وقوات الاتحاد الإفريقي، ما أدى إلى فرار الآلاف من البلاد.

ووصلت أعمال العنف ضد مسلمي إفريقيا الوسطى حد أكل لحومهم في بعض المجازر التي ارتكبت ضدهم.

الأمم المتحدة اتهمت القوات التشادية بقتل مدنيين في إفريقيا الوسطى

وفي سياق متصل، رفضت تشاد اتهامات الأمم المتحدة لها بأن قواتها الموجودة في إفريقيا الوسطى قتلت 30 شخصا في أحد أسواق العاصمة.

وقالت الحكومة التشادية في بيان لها إن الاتهامات غير صحيحة وتشوه سمعة البلاد.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون قد توجه إلى عاصمة إفريقيا الوسطى بانغي، ليؤكد دعمه للبلاد التى تشهد نزاعا دينيا بين المسلمين والمسيحيين أدى إلى مقتل الآلاف.

وتساهم تشاد في قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في إفريقيا الوسطى، لكنها هددت بسحب قواتها احتجاجا على الاتهامات الأخيرة.

وكانت الأمم المتحدة قد أكدت أن التحقيقات التى أجرتها تظهر أن القوات التشادية فتحت النيران على المدنيين في أحد أسواق العاصمة دون أن تتعرض لاستفزاز نهاية الشهر الماضي.

وكان الحادث قد ادى إلى مقتل 30 شخصا وإصابة 300 أخرين.
العنف
وكان صحفي قد أكد لـ"بي بي سي" يوم الواقعة أن القوات التشادية فتحت النار بعدما تعرضت لهجوم من عناصر الميليشيات المسيحية في المنطقة.

وتعرضت القوات التشادية لاتهامات متكررة بالانحياز للمسلمين في إفريقيا الوسطى، لدفاعها عنهم في بعض المناسبات ضد ق هجومات "أنتي بالاكا" عليهم، في حين كانت القوات الفرنسية وقوات الاتحاد الإفريقي تتيح لتلك المليشيات قتل المسلمين المدنيين.

واستمرت المواجهات المسلحة في البلاد مخلفة آلاف القتلى رغم تمركز نحو 6 آلاف جندي تابع للاتحاد الإفريقي وألفي جندي فرنسي في إطار الجهود الدولية لوقف العنف.

وتواصلت الاشتباكات بين عناصر "سيليكا" وأغلبهم مسلمون، وبين مليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية، على الرغم من تنصيب الرئيسة المؤقتة، سامبا بانزا، خلفا لجوتوديا، الذي استقال في إطار جهود إقليمية لإعادة الاستقرار إلى البلاد.

ومنذ استقالة جوتوديا تم استهداف المسلمين في إفريقيا الوسطى بشكل كبير في عمليات قتل جماعي ما دفع عشرات الآلاف منهم إلى الفرار إلى دول الجوار مثل تشاد والكاميرون.

ويذكر أن ربع سكان البلاد التي يبلغ تعداد مواطنيها نحو 4 ملايين ونصف المليون شخص قد نزحوا إلى الدول المجاورة.

وقالت الأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر إن الوضع في إفريقيا الوسطى بحاجة إلى 10 آلاف جندي لإنهاء الاضطرابات.

بينما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون قبل شهر بنقل نحو 12 ألف جندي من عناصر قوات حفظ السلام الدولية إلى إفريقيا الوسطى بشكل عاجل.
التعليقات (0)