في لقاء مع شاب عراقي اسمه علي مخزومي، قالت صحيفة واشنطن بوست إنه يرغب بإقناع الشباب
العراقي المهووس بالتكنولوجيا، العودة إلى الماضي والتخلي عن فكرة
الهجرة، والانخراط في المشروع الذي يقوده للحث على
القراءة.
"لكن أين تقع القراءة في مجتمع يعيش في حالة حرب؟" تتساءل الصحيفة، مضيفة "بعد عشرة أعوام من غزو الولايات المتحدة للعراق والإطاحة بصدام حسين لا يزال الشباب يرغب بالرحيل والبحث عن فرصة خارج العراق الذي طحنته الحرب".
ويحلم المخزومي وغيره من الشباب ممن يفضلون البقاء في العراق، أن تخرج البلاد من محنتها بنسخة مثل دبي، وهو يريد أن يعيد البلاد إلى سنوات الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي والتي ينظر اليها بالتنوع والثقافة.
ولهذا بدأ مكتبة غير رسمية لتشجيع الناس على القراءة، بعيدا عن أصوات المتفجرات التي أصبحت أصواتها حدثاً عادياً في حياة السكان لدرجة تعد فيها أهم القضايا الكفاح اليومي للحصول على الاحتياجات اليومية، بحسب الصحيفة.
وتقول الصحيفة: "إضافة لمواجهة الحياة شبه العسكرية في البلاد، والتي جعلت الاختناقات المرورية في الطريق للعمل، عذابا يوميا، وتمتد لساعات للمخزومي ولغيره، وبسبب نقاط التفتيش والقيود على حركة المواطنين انخفضت نسبة القراءة وزيارة المكتبات في بلد اخترع الكتابة ووهبها للعالم".
وبعدما تم فتح شارع
المتنبي، شارع الكتب والمكتبات المعروف، الذي ضربته سلسلة من التفجيرات الانتحارية، عادت إليه الحياة من جديد، حيث يتجمع الناس حول الكتب الجديدة، وأرتال من الكتب المستعملة، وتقام فيه جلسات الشعر إلا أن الذين تجمعوا حول أكشاك النظارات الشمسية والبضائع المستوردة أصبح أكثر.
وفي شارع قريب كان هناك بائع يرتدي بدلة وربطة عنق واقفا أمام بضاعته من الكتب، ولكن ما من مشترٍ. ويقول بحسرة إن "الشباب لم يعودوا يهتمون بالكتب".
ولا يقتصر الأمر على الكتب، بل وينسحب على التراث العراقي والمعمار، فهناك في بغداد أكثر من 1600 بيت تراثي يعود بعضها لقرون ولكن لا أحد يهتم، بحسب الصحيفة.
وعلى العموم فإن النشاطات الثقافية التي يقوم بها المخزومي وغيره، وإن جلبت إليها عدد من المهتمين، لكنها لم تؤد إلى منع موجة الهجرة بين الشباب أو طالبي اللجوء السياسي.