ملفات وتقارير

تلغراف: تزايد إقبال شيعة لبنان على القتال في سوريا

أحد التفجيرات الذي استهدف معقلا لحزب الله في لبنان - أ ف ب
أحد التفجيرات الذي استهدف معقلا لحزب الله في لبنان - أ ف ب
قالت صحيفة "ديلي تلغراف" إن هناك زيادة كبيرة في عدد المتطوعين الشيعة من لبنان للقتال في صفوف حزب الله في سوريا. ونقلت الصحيفة عن أعضاء في الحزب قولهم إن سلسلة من الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة التي نفذت وانفجرت داخل قرى الجنوب اللبناني هي وراء هذه الزيادة. 

ونقلت عن مؤيد لحزب الله في منطقة الهرمل حيث أعدت مراسلة الصحيفة روث شيرلوك منها تقريرها قولها: "كل الرجال الرجال في المنطقة يطالبون بالسلاح للقتال في سوريا سواء كانوا أعضاء في حزب الله أم لا". 

وقال: "نحن في وضع حرج وعليها القتال من أجل الشيعة". وتعتبر بلدة الهرمل التي تقع في شرق سهل البقاع من المناطق التي تعتبر منطقة نشاط لحزب الله، والزائر إليها اليوم يشعر بأنها في حالة حرب كما تقول الصحفية. 

ولا حظت متاريس الرمل امام أشهر مقهى في البلدة لحماية رواده من أي هجوم انتحاري قد يحدث. وتظهر السيارات التي يستخدمها أمن حزب المطلية نوافذها باللون الأسود التي لا تحمل لوحة علامة في كل مكان، ولا يقف أحد في الشارع مدة أطول من الحديث او شراء حاجاته.

وانفجرت في البلدة ثلاث سيارات مفخخة في الآونة الأخيرة، وفي الأسبوع الماضي فجر انتحاري نفسه أمام حاجز للجيش اللبناني على مدخل البلدة وقتل جنديان ومدني وجرح  18 شخصا، وأعلنت جبهة النصرة الجماعة المرتبطة بالقاعدة عن مسؤوليتها عن الحادث. 

ويقول المهندس إبراهيم (67 عاما): "تخرج من بيتك لا تعرف إن كنت ستظل حيا أو تموت، فقد تقتلك قنبلة أثناء سيرك نحو البقالة، لا مكان آمن".

ويرى التقرير أن الحرب السورية وضعت السنة مقابل الشيعة وأشعلت مخاوف كل طرف من الآخر، وأدت بأبناء الطائفتين الاحتماء بطائفته. 

وقال عضوان من حزب الله في مقابلتين منفصلتين إن هناك زيادة في عدد الرجال الذين يريدون القتال في سوريا. وقال أحدهم: "اولا يجب تدريبهم تدريبا مناسبا وعندها إن أثبتو جدارتهم ينضمون لصفوف المقاتلين".

وأشارت الصحيفة إلى أن آلالاف المتطوعين من دول العراق ولبنان تدفقوا للقتال إلى جانب الحكومة السورية خلال العامين الماضيين. 

ويقول محللون إن إيران والميليشيات التابعة لها تعتبر دعامة مهمة للنظام الذي يواجه انتفاضة مسلحة منذ ثلاثة أعوام. وتقدم إيران والمجموعات المسلحة الموالية لها الدعم الاستخباراتي واللوجيستي وساعدت هذه الجماعات نظام الأسد على تحقيق بعض التقدم.

ونقلت عن أحد أحمد جوهري الذي كان يستقبل المعزين بوفاة والده: "يجب أن نحمي أنفسنا، وعلينا واجب في سوريا". وأضاف: "إذا لم نذهب إليهم فسيأتون إلينا، وإن لم نهاجم الوهابيين السنة فسيهاجمونا بقوة أكبر"؛ أي المقاتلين المعارضين لنظام الأسد. 

ولاحظت الصحفية صور "الشهداء" الذين قتلوا أثناء مشاركتهم في سوريا المعلقة في كل مكان. ويقول أحمد الذي قتل والده في الهجوم الإنتحاري السابق، إن "معظم أصدقائي يريدون الذهاب لسوريا، ولا يسمح حزب الله لأي شخص، ويجب أن تكون مقاتلا تلقى التدريب، أعمل في مستشفى ولكن بعد موت والدي أتمنى لو اختارني حزب الله للقتال في سوريا".

وتقول الصحيفة إن مشاركة حزب الله في سوريا لم تلق دعما في البداية لانها ليست جزءا من "المقاومة"، فحزب الله جماعة مسلحة من أجل مواجهة إسرائيل حسب ما يقول بعض أفراده. 

وبحسب مدرس عارض القرار في السابق عندما تحدثت معه الصحيفة، فالقتال في سوريا لا يحمي لبنان بقدر ما هو تورط في  فوضى ومشاكل بلد آخر. 

وعندما التقته مرة أخرى الأسبوع الماضي اختفى كل النقد السابق، وقال إنه لم يعد في موقع لانتقاد أو مساءلة قرارات الحزب؛ لأن الشيعة بحاجة لحزب الله، وقال: "الحرب وصلت إلى هنا، وهي على الحدود ولكنها تخترقها ويجب أن نحمي أنفسنا". وأضاف: "صدقيني لن أتردد الآن بإرسال أبنائي للقتال في سوريا".
0
التعليقات (0)

خبر عاجل