ملفات وتقارير

كرزاي لـ"واشنطن بوست": القاعدة أسطورة وليست حقيقة

الرئيس الأفغاني حامد كرازي/ (أرشيفية) - أ ف ب
الرئيس الأفغاني حامد كرازي/ (أرشيفية) - أ ف ب
قال الرئيس الأفغاني حامد كرازي إنه يشعر بالخيانة من الأمريكيين، وإن نقده الحرب الأمريكية في بلاده منذ 12 عاما هو السبيل الوحيد لإسماع الامريكيين صوته، متهما الجيش الأمريكي بعدم التركيز بما فيه الكفاية على ضرب الملاجئ الآمنة لطالبان في داخل الباكستان. 

وقال في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" -وهي أول مقابلة مع صحيفة أمريكية منذ عامين- إن ما يمنعه من التوقيع على المعاهدة الأمنية التي تضمن بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان بعد انسحابها هذا العام هي زيارته ضحايا الهجمات الأمريكية، ورؤيته فتاة عمرها 14 عاما فقدت وجهها بالكامل. 

وعبر عن انزعاجه من تزايد اعداد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء القصف الأمريكي. وقال كرازي الذي تنتهي ولايته هذا العام: "لقد قتل الأفغان في حرب ليست حربنا".

وقالت الصحيفة إن "القاعدة" في تفكير كرازي "أسطورة وليست حقيقة"، وإن معظم السجناء الذين سجنتهم الولايات المتحدة في أفغانستان أبرياء، وهو متأكد أن الحرب التي شنها الغرب هي من أجل "أمن الولايات المتحدة والمصالح الغربية".

وعلقت الصحيفة بأن تصريحات كهذه تثير الصدمة والازدراء من المسؤولين الأمريكيين "الذين ضحوا بالكثير من أجل أفغانستان؛ حيث فقدت أمريكا 2000 جندي أمريكي، وأنفقت أكثر من 600 مليار دولار أمريكي، لدحر القاعدة وطالبان وبناء البلد.

وتضيف الصحيفة أن بعض الأمريكيين يصفون كرازي بالقائد المهلوس، الحليف الذي تحول إلى عدو خلال 12 عاما من حكمه.

وتحدثت الصحيفة عن رفض كرازي المتكرر توقيع المعاهدة الأمنية التي يقول الرئيس باراك أوباما إنه يتوقع من الفائز في الانتخابات الرئاسية توقيعها، ويعلق كرزاي قائلا إنه ليس مجبرا على الإذعان للمطالب الأمريكية، و"من الأفضل أن يوقعوها مع  الرئيس الذي سيخلفني".

وتقول الصحيفة إن كرزاي توصل لحقيقة، وهي أن انتقاد الولايات المتحدة بطريقة علنية هي الوسيلة الدبلوماسية الأفعل، مشيرة إلى أن انتقاداته أجبرت الإدارة الأمريكية على تغيير مواعيد الانسحاب، بل أدت إلى إعادة تشكيل السياسة.

فانتقاده العمليات العسكرية أجبر القوات الأمريكية على تغيير أساليبها؛ مما أدى لتراجع كبير في عدد القتلى من غير المقاتلين مع أن أعمال طالبان زادت.

واستجابت الإدارة للحكومة الأفغانية وسلمتها سجن باغرام، حيث أطلق كرزاي سراح العديد من السجناء الذين كانت تعتبرهم واشنطن مهمين.

ويقول كرزاي: "لا أملك أسلحة أعتمد عليها غير الاعتماد على الحديث بشكل علني، بعبارة أخرى أُجبرت على الصراخ".

وأكد كرزاي أنه لن يتلاعب بالانتخابات في الشهر القادم، وأن شقيقه الأكبر قيوم كرزاي قرر الانسحاب من الانتخابات، "فبدون دعم من الرئيس من الصعوبة الفوز" -حسب قول قيوم-.

وتشير الصحيفة إلى أن الكثيرين يأتون أفردا وجماعات طالبين دعمه في الانتخابات، لافتة إلى أن تأثيره في الأمريكيين في تراجع، كما أنه لم يكن مهما ولم يتم الحديث عنه في الدوائر السياسية الأفغانية. 

واستدرك كرزاي: "يأتي إلى الناس كل يوم جماعات وأفراد يطلبون مني دعمهم"، فيما يطلب منه بعضهم البقاء في المنصب، لكنه يرفض الفكرة "لقد فعلت ما فيه الكفاية، وحان الوقت للرحيل".

ومع قرب مغادرته القصر الرئاسي، يصبح السؤال حول الحرب وإن كانت تستحق كل التضحيات، ويجيب كرزاي أنه "مليء بالعواطف" التي تمنعه من قول نعم أو لا. ففي الوقت الحالي "عندما أرى أمورا جيدة أقول نعم، وعندما أشاهد الخسائر في الأرواح بين المدنيين والأطفال المشوهين لا أوافق على الحرب، ربما بعد ثلاث  أو خمس سنوات، وعندما تخف عواطفي" أجيب عن السؤال.

وينفي كرزاي الاتهامات التي تقول إنه ينتقد الولايات المتحدة عندما يرتكب الجنود الامريكيين أفعالا تودي بحياة الأفغان، ويصمت عن ممارسات طالبان، ولكن كرزاي لم يفعل ما هو كاف كي يبدد هذا التوصيف.

وتشير الصحيفة إلى أن كرزاي حمل عام 2010 معه صورة لعائلة تنظر بخوف للجنود الأمريكيين أثناء عملية ليلية، وقدمها لأوباما:  "قلت، أيها الرئيس هذا ما اريد نهايته استفزاز العائلات الأفغانية في الليل باسم قتال طالبان". وعندما سئل عن رد أوباما، هز كرزاي كتفه إشارة إلى عدم الرضا "نحن شعب غاضب" يقول كرزاي لهذا السبب. 

وتقول الصحيفة إن غضب كرزاي عادة ما أثر في طريقته وقدرته على الحكم حيث بدأت مؤسسات الدولة من الصفر، ويعود الفضل للولايات المتحدة التي سترحل بعد ان اقامت قوات أمن وبيروقراطية. وسيقع الحمل على خليفة كرزاي كي يحافظ على هذه المؤسسات ولكن بميزانية أقل. 

ويقول كرزاي إن الدعم الأجنبي جلب للأفغان اسلوبا في الحياة مكلفا، "وهذه الطريقة في الحياة لا يمكن الحفاظ عليها، ويجب أن تعيش أفغانستان حسب امكانياتها"؛ أي جيش صغير فاعل ويمكن تسليحه حسب كرزاي.

وبدون الدعم الأمريكي فلا يعرف إن كانت أفغانستان ستستطيع حماية وتجهيز الجيش الذي يحتاج إلى ميزانية سنوية بنحو أربعة مليارات دولار. 

وفي الوقت الذي طلب من الصحيفة أن تنقل شكره وامتنانه للشعب الأمريكي، إلا انه طلب منها نقل "غضبي وغضبي الشديد".
التعليقات (0)

خبر عاجل