حقوق وحريات

السعودية تطرد 12 ألف صومالي احتجزتهم بظروف مزرية

السعودية نفذت حملة لترحيل العمالة الأجنبية المخالفة (أرشيفية)
السعودية نفذت حملة لترحيل العمالة الأجنبية المخالفة (أرشيفية)

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات السعودية بترحيل آلاف من اللاجئين الصوماليين بينهم نساء وأطفال بشكل جماعي وإعادتهم قسرا إلى بلادهم، دون مراعاة للوضع الخطير في الصومال، ودون إعطائهم الفرصة للتقدم بطلبات لجوء لدى الامم المتحدة، في حين شكا العديد منهم من تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز.

وقالت هيومن رايتس ووتش السعودية "قامت بترحيل ما يربو على 12 ألف شخصاً إلى الصومال منذ الأول من كانون الثاني/ يناير 2014، وبينهم المئات من السيدات والأطفال، دون السماح لأي منهم بالمطالبة بحق اللجوء"، وقالت إن  "على السعودية إنهاء عمليات الترحيل بإجراءات موجزة التي تخاطر بانتهاك التزاماتها الدولية بعدم إعادة أي شخص إلى حيث تتعرض حياته أو حريته للخطر، أو غير ذلك من الأضرار الجسيمة".

ونقلت المنظمة عن عدد من الصوماليين المبعدين مؤخراً أن السلطات السعودية احتجزتهم طوال أسابيع في ظروف مزرية، وقال بعضهم إن عناصر الأمن السعودي اعتدوا عليهم بالضرب. ولم يُسمح لأي منهم بالتحدث مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لمناقشة إمكانية المطالبة باللجوء قبل الترحيل".

ويتوقع وزير الداخلية الصومالي أن تقوم السعودية بترحيل 30 ألفاً آخرين خلال الأسابيع المقبلة، ضمن عمليات الحملة السعودية لإبعاد العمال الأجانب المقيمين بصفة غير قانونية.

ووصف الصوماليون الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش بعد وصولهم إلى مقديشو؛ "بوصف الاكتظاظ الشديد وغياب الوصول إلى الهواء وضوء الشمس، والحر القائظ، ومحدودية المساعدات الطبية في مراكز الاحتجاز السعودية بينما كانوا في انتظار الترحيل. واشتكى الجميع من نوعية الطعام وكمياته". وقال أحد المبعدين "إن حراس السجن اعتدوا عليه بالضرب مراراً، بينما شاهد آخر الحراس وهم يضربون محتجزاً كان يشكو من رداءة الظروف. وباستثناء واحد، لم تكن مراكز الاحتجاز تحتوي على فرش للنوم، وكان المحتجزون ينامون على الأرض".

وقال صوماليون إن الاعتداء بالضرب وغيره من ضروب إساءة المعاملة استمر أثناء عملية الترحيل. وقالت سيدة تدعى ساديو، كانت في الشهر التاسع من حملها وقد جرى اعتقالها وإبعادها منفصلة عن زوجها، إن شرطية سعودية ضربتها على ظهرها بهراوة بينما كانت تقف في الطابور بمطار جدة. فاجأ المخاض السيدة فوضعت حملها على أرضية الطائرة بينما كانت تطير إلى مقديشو.
    
وقال صومالي آخر يدعى محمد إن السلطات السعودية احتجزته في خمسة من مراكز الاحتجاز لما مجموعه 57 يوماً قبل ترحيله. وقال: "في مركز الاحتجاز الأول في الرياض كان الطعام قليلاً لدرجة أننا كنا نتشاجر عليه فيأكل الأقوى أكثر من غيره. وكان الحراس يأمروننا بمواجهة الحائط ثم يضربون ظهورنا بعصي معدنية. في المكان الثاني كانت هناك مرحاضان لخدمة 1200 شخص، وبينهم عشرات من الأطفال".

كما تحدث عدد من المبعدين عن مشكلات صحية مزمنة ألمت بهم بسبب الاحتجاز في السعودية، ومن بينها السعال المزمن. وقال بعضهم إنهم شاهدوا أطفالاً محتجزين مع أقاربهم وبالغين آخرين. وقال أحدهم إنه احتجز مع ما يقرب من 30 طفلاً كانوا في بواكير المراهقة وليس معهم من يرعاهم.

وقالت عاملة بالمجال الصحي في مقديشو لهيومن رايتس ووتش إنها اعتنت بصبي عمره سنة واحدة في أحد مستشفيات مقديشو لمدة أسابيع. وكان الطفل قد احتجز مع أبيه طوال شهر قبل ترحيله، وكان يعاني من الإسهال وسوء التغذية والأنيميا.

وقالت سالادو، 35 سنة، إن السلطات السعودية احتجزتها لمدة 9 أيام مع طفلين، عمرهما 7 و9 سنوات، وأطفال أختها الثلاثة قبل ترحيلهم. وقالت: "كانت الغرفة التي نزلنا بها مع 150 من السيدات والأطفال الآخرين شديدة الحرارة وليس بها تكييف للهواء. وكان الأطفال مرضى. كان ابني يتقيأ وبطنه شديد الانتفاخ. لم تكن هناك حشية للنوم، بل كان الناس ينامون على الأرض".

ونلت هيومن رايتس ووتش عن المنظمة الدولية للهجرة بأن الكثير من المبعدين في حالة صحية سيئة بسبب احتجازهم المطول في ظروف رديئة قبل ترحيلهم. وقد تعرض البعض لصدمات بدنية ونفسية أو أصيبوا بأمراض تنفسية، من بينها الالتهاب الرئوي. ولاحظت المنظمة أن: "عدداً لا يستهان به ربما يكون قد تعرض لإساءة المعاملة".

كما أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع 42 عاملاً يمنياً تم ترحيلهم من السعودية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وقد تطابق وصفهم لظروف الاحتجاز مع ما وصفه الصوماليون المبعدون. وقال معظمهم إنه كان هناك اكتظاظ ونقص في الطعام والماء الصالح للشرب، كما أبلغوا عن تواتر الاعتداء بالضرب من قبل حراس السجن. وقال خمسة مواطنين إثيوبيين لهيومن رايتس ووتش إن الآلاف من العمال الأجانب في الرياض محتجزون في مراكز احتجاز مقامة على عجل، ويفتقرون إلى ما يكفي من الطعام والمأوى، قبل ترحيلهم.

وأكد قال جيري سمسون، وهو باحث أول ببرنامج اللاجئين في هيومن رايتس ووتش أنه "يتعين على السلطات السعودية التحقيق في مزاعم الإساءة أثناء الاحتجاز والترحيل، وعلى الحكومة التحرك فوراً لتحسين مرافق الاحتجاز المزرية".

وقال سمسون: "ما زالت الصومال نهباً للعنف الذي يقتل المدنيين ويصيبهم بالعاهات، بينما يتدبر مئات الآلاف من النازحين الداخليين أمر البقاء على قيد الحياة بالكاد في مخيمات تفتقر إلى الأمن. وعلى السعودية وغيرها من البلدان التي يعيش فيها صوماليون أن تقوم بفحص مدقق لمطالب اللجوء وغيرها من مطالب الحماية التي يتقدم بها صوماليون".

وقال: "يتعين على كبار مانحي مفوضية اللاجئين، وبينهم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أن يضغطوا على السعودية لإنهاء ترحيل الصوماليين".
التعليقات (1)
محمد نور
الجمعة، 31-07-2015 01:22 ص
الله يحرق السلطات السعودية