سياسة عربية

مصر: قتيلان في احتجاجات "الشعب يكمل ثورته"

معارضو الانقلاب في تظاهرة بالقاهرة - الأناضول
معارضو الانقلاب في تظاهرة بالقاهرة - الأناضول
أفادت مصادر طبية وأمنية بأنّ شخصين قتلا الجمعة برصاص الشرطة المصرية خلال المظاهرات المناوئة للانقلاب العسكري أحدهما في المنيا وسط مصر والآخر في الفيوم.

وسقط أول قتيل خلال الاحتجاجات الداعمة للرئيس المنتخب محمد مرسي، في الفيوم، جنوب غربي القاهرة، فيما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق مسيرات بالقاهرة وعدة مدن، بحسب مصادر طبية وشهود عيان.

وقال مجدى السيد عبد الرحمن، مدير مرفق اسعاف الفيوم، لوكالة الأناضول، إن شخصا لقي حتفه متأثرا بإصابته بطلقات خرطوشفي الظهر، مشيراً إلى أن اسمه "خالد عبدالله إبراهيم" (40 سنة) واستقبل جثمانه مستشفى الفيوم العام.

وأشار إلى أن المستشفى استقبل كذلك 5 مصابين بجروح مختلفة.

وفي سياقٍ متصل قامت قوات الجيش المصري، الجمعة، باستبدال الجدار الخرساني الذي يغلق شارع قصر العيني المطل على ميدان التحرير في العاصمة القاهرة، ببوابات فولاذية يتم إغلاقها في حالات الطوارئ.

وبحسب مصادر إعلامية مصرية، فمن المتوقع أن يتم نصب بوابات مشابهة على مداخل الميدان من جهاته المختلفة، خاصة من جهتي شارع "طلعت حرب" وميدان "عبد المنعم رياض" الأكثر تدفقا للمظاهرات باتجاه الميدان.

من جانبه، استقبل نشطاء مصريون على مواقع التواصل الاجتماعي واقعة غلق ميدان التحرير بالاستنكار والسخرية، حيث علق بعضهم بالقول إن "مصر عادت لعصر بوابات المماليك"، وأضاف آخرون "البوابات الحديدية ستحوّل ميدان التحرير إلى سجن كبير لمن يريد التظاهر ضد عبد الفتاح السيسي"، في حين وصف آخرون البوابات الفولاذية بجدار الفصل العنصري الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي على أراضي الضفة الغربية المحتلة، وبمعبر رفح البرّي على الحدود مع قطاع غزة، متهكمين بالقول "قريبا سنسمع أخبار إلقاء القبض على مواطن يحفر نفق أسفل معبر التحرير للوصول إلى الميدان".

وفي السياق ذاته، أكّد نشطاء معارضون للانقلاب العسكري في مصر على نيتهم مواصلة نهج المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية ضد الانقلاب، مرددين عبارات التحدي "سنكمل حتى ولو بنيتم أسوارا حديدية في كل الميادين، ولو بنيتم قصورا مشيدة فانقلابكم هذا سيزول لا محالة"، وفق تعبيرهم.

وكان وزير الداخلية المصري في الحكومة المؤقتة، أمر بإزالة الجدار الخرساني المحيط بميدان التحرير والذي امتلأ بعبارات المتظاهرين المناهضة للجيش والشرطة والمطالبة بإزالته، غير أن وحدات من القوات المسلحة سرعان ما قامت بإقامة بوابات فولاذية في المكان لغلق الميدان في محاولة لإحباط خروج المظاهرات المندّدة بالانقلاب.

وذكر مصدر أمني في "الإدارة العامة المصرية للمرور"، أن محافظة القاهرة قررت إنشاء ثلاث بوابات حديدة بتكلفة مليون ونصف مليون جنيه مصري (حوالي 215 ألف دولار أمريكي) لاستخدامها بدلا من الكتل الخرسانية في الشوارع المحيطة بميدان التحرير، على حد تعبيره.

حركة "ولَّع" تتبنى استهداف تجمع لسيارات أمن على جسر الجيزة

وفي سياق متصل، تبنَّت حركة تُطلق على نفسها إسم "ولَّع"،الجمعة، المسؤولية عن عملية استهداف سيارات أمن مركزي التي أدت الى اصابة ستة أشخاص بجروح.

وأعلنت الحركة في صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مسؤوليتها عن"تفجيرات كوبري الجيزة صباح الجمعة"، موضحة أن الحادث نتج عنه إصابة سبعة جنود وضابط شرطة.

وتوعَّدت الحركة بالمزيد من العمليات ضد عناصر الشرطة، قائلة إن "هذه البداية وليست النهاية".

ويُشار إلى أن عددا من الحركات ظهرت مؤخرا على الساحة المصرية، دعت إلى استهداف عناصر الأمن، من بينها "حركة مولوتوف".

وأدان رئيس الحكومة المصرية حازم الببلاوي، في تصريح له، التفجير الذي استهدف تجمعا لسيارات الأمن المركزي على جسر الجيزة وأدى الى وقوع ستة جرحى.

بدورها أعلنت وزارة الصحة، في بيان، أن ستة أشخاص أصيبوا في التفجير الذي حدث على جسر الجيزة، صباح اليوم.

كما قتل ضابط شرطة مصري بإطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين أثناء خروجه من مكان عمله بمحافظة الشرقية.

معارضو الانقلاب يقاومون قوات الأمن في القاهرة

وفي سياق ذي صلة، يقاوم مجموعة من معارضي الانقلاب، الجمعة، قوات الأمن بعدة مناطق في القاهرة.

وتدور اشتباكات عنيفة بين عشرات من رافضي الانقلاب الذين يقاومون هجوم رجال الأمن باستخدام زجاجات المولوتوف الحارقة والحجارة، في منطقة "الألف مسكن"، و"المعادي"، و"البساتين"، وشارع "الهرم" الرئيسي جنوب القاهرة.

كما أغلق المتظاهرون، بالحجارة "ميدان النعام" في حي "عين شمس" وأضرموا النار في إطارات سيارات على مداخل ومخارج الميدان للحيلولة دون تقدم قوات الأمن المركزي لتفريق تجمعهم.

ويخشى أهالي منطقة "النعام" من امكانية محاولة معارضي الاعتصام في الميدان على نحو محاولتهم، الجمعة، الماضي.

وكانت قوات الأمن المركزي أطلقت، بوقت سابق من الجمعة، الغاز المسيل للدموع، على مئات من أنصار الرئيس النتخب بضاحية مدينة نصر، وقامت بمطاردتهم إلى الشوارع الجانبية.

واحتشد مئات من معارضي الانقلاب، أمام مسجد بلال بن رباح بضاحية مدينة نصر (شمال شرق القاهرة)، في بداية تظاهرة تطالب "باسقاط النظام الانقلابي وحكم العسكر"، فقامت عناصر الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وطاردتهم إلى الشوارع الفرعية.

كما تظاهر مئات من أنصار مرسي في مدينة 6 أكتوبر (جنوب القاهرة)، والمعادي، وحلوان، والزيتون، والمطرية بالقاهرة، وفي عدد من المدن الرئيسية بمحافظات القليوبية، وكفر الشيخ، والإسماعيلية، والمنيا.
0
التعليقات (0)

خبر عاجل