اقتصاد دولي

المستثمرون يعلقون آمالهم على الأسواق المبتدئة

الاقتصاد العربي بورصة مؤشرات
الاقتصاد العربي بورصة مؤشرات

مع تهاوي الأسواق الناشئة هذا العام باتت الأسواق المبتدئة التي تنطوي على مخاطر أكبر ملاذا لبعض المستثمرين.

فصغر حجم الأسواق والأوضاع المحلية وفي بعض الحالات العملات المربوطة بعملات رئيسية بدعم قوي من احتياطات البنوك المركزية كلها عوامل وفرت حماية للأسواق المبتدئة مما تعرضت له نظيرتها الناشئة.

ولبنان وتونس وبلغاريا وليتوانيا وقطر والكويت من بين الأسواق الأقل تنمية في العالم وأداؤها يفوق أداء الأسواق الناشئة التي ضربتها العاصفة الأخيرة.

وسجل مؤشر "إم.إس.سي.آي" القياسي للأسواق المبتدئة ارتفاعا بنسبة واحد في المئة هذا العام، لكن في المقابل سجلت الأسواق الناشئة خسارة نسبتها 7.4 في المئة بينما تراجعت البورصات المتقدمة 5.4 في المئة.

ويؤكد ذلك أن أداء المؤشرات الرئيسية في الأسواق المبتدئة طغى على أداء مجموعة مختلفة من صفوة الأسواق، ومن بينها الأرجنتين التي تمر بأزمة عملة أخرى حادة.

ولكن بعيدا عن النصيحة السائدة على نطاق واسع التي توصي بالحذر الشديد عند انتقاء الاستثمارات داخل الأسواق الناشئة حاليا، فربما كان التشبث بمؤشر الأسواق المبتدئة أكثر الأمور جدارة بالثقة خلال السنة الأخيرة.

ففي العام الماضي أيضا تهاوت الأسهم والسندات والعملات في الأسواق الناشئة بسبب مخاوف المستثمرين من انخفاض النمو في دول مثل البرازيل والصين وسحب برنامج التحفيز النقدي الذي يتبناه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وأدى إلى انخفاض عوائد السندات الأمريكية ودفع تدفقات المستثمرين المتقلبة باتجاه الأصول ذات العوائد الأعلى.

غير أن أسهم وسندات الأسواق المبتدئة ارتفعت في 2013 وتعززت في أسواق مثل منطقة افريقيا جنوب الصحراء بتحسن آفاق النمو.

وقال سليم فيرياني، الرئيس التنفيذي لشركة أدفانس ايميرجنج كابيتال: "واصلنا الصعود من حيث انتهينا العام الماضي. الاختلاف الرئيسي يتمثل في العملة.. حيث لا توجد تحركات في العملة كتلك التي رأيناها في الخمس الهشة".

ويطلق اسم العملات الخمس الهشة على عملات الاقتصادات الناشئة الكبرى البرازيل والهند واندونيسيا وجنوب افريقيا وتركيا. وعانت هذه العملات من خسائر حادة على مدى الاثني عشر شهرا الأخيرة بسبب خروج الاستثمارات التي دخلت هذه الأسواق في السنوات القليلة الماضية وهو ما أدى إلى زيادات وقائية في أسعار الفائدة في بعض الحالات.

وثمة كثير من الأسواق المبتدئة مثل الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة تربط عملاتها بالدولار.هذا الربط يمكن أن يصبح مشكلة إذا استنفدت البنوك المركزية احتياطياتها من النقد الأجنبي في دعم العملة. غير أن الدول التي تحقق فائضا في إنتاج الطاقة بالشرق الأوسط لديها احتياطيات كبيرة ومن ثم يمكنها على الأرجح التغلب على التقلبات.

وتشكل الكويت وقطر والإمارات ما يزيد على 50 في المئة من مؤشر الأسواق المبتدئة وهو ما يساعد على توضيح أدائها المتفوق.

ومن بين الأسواق المبتدئة الأخرى الأعلى أداء هذا العام بلغاريا وليتوانيا اللتان ترتبط عملتاهما باليورو الذي لا يزال قويا نسبيا.

وتتسم الأسواق المبتدئة بصعوبة دخولها والخروج منها نسبيا. وجذبت هذه الأسواق استثمارات عالمية أقل بكثير من نظيرتها الناشئة ومن ثم كانت أقل تعرضا لهروب أموال المضاربة.

ويقول بعض المستثمرين إن الأسواق الناشئة استقطبت مستثمرين أفرادا من المتابعين للمؤشرات عبر صناديق المؤشرات، وكان هؤلاء بين أول من انسحبوا من تلك الأسواق.

وتشير تقديرات بعض البنوك ومؤسسة "إي.بي.إف.آر" التي تتعقب تحركات الأموال إلى أن البورصات الناشئة هي سوق تقدر قيمتها بتريليون دولار من بينها 300 مليار دولار في صناديق المؤشرات مقارنة مع أقل من 20 مليار دولار تتم إدارتها في البورصات المبتدئة.

هذه النقود اتجهت للخروج مع بدء مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي في تقليص برنامجه لشراء السندات.
التعليقات (0)