مقالات مختارة

مبروك.. أول مشير وزير دفاع مدني منتخب

أحمد سمير
1300x600
1300x600
(1)

المكان أمام نقابة الصحفيين..

الزمان 25 يناير 2014..

الهتافات ضد السيسي وضد مرسي.. ضد حكم العسكر وحكم المرشد.. تتحرك المسيرة وتسير لمده ثلاث دقائق.. فجأة أجد بجواري مصفحة تخترق المسيرة بسرعتها القصوى، بينما تتطاير أجساد من كانوا بجواري.

من بعيد أرى ضابطًا يصوب سلاحه الآلى نحونا. أدخل في شارع جانبي وأسمع صوت زميلتي الصحفية تصرخ بهستريا:

ــ بيفرقوا المظاهرة برصاص حى.. حي.

لم أكن أحتاج لتنبيهها.. أعلم صوت الرصاص الحي جيدًا منذ تعرفت عليه يوم 28 يناير 2011.

فيما بعد علمت أن سيد عبد الله عضو حركة 6 إبريل سقط برصاص اخترق صدره.

(2)

"محدش حيكتم صوتنا حنقولها ومش حنخاف عايز تموتنى موتنى.. لكن صوتي مش حتكتمه".

هكذا قال الشهيد سيد عبد الله، في فيديو له لمن أراد إسكاته عن الهتاف بسقوط حكم العسكر.

سيد كان قد اتخذ قراراه بشأن "عايز تموتني موتني".. ويبدو أن غيره قد اتخذ قراره أيضًا.

(3)

وفقًا لمصلحة الطب الشرعي، قتل خلال مظاهرات 25 يناير 2014 وحدها 66 مواطنًا ليس بينهم شرطي واحد.

وهكذا فعدد من قتل في مظاهرات يوم واحد يقارب كل من سقط من رجال الشرطة، خلال عمليات الإرهاب الأخيرة.

من الخطر أن تعيش في بلد فيه 66 قتيلا.. الأخطر أن تعيش في بلد فيه 66 قاتلا.

عشرات القتلة الآن يسيرون في الشوارع، ويبدو أنه لا شيء يمنعهم من تكرار القتل.

(4)

فى إحدى بلدان العالم الثالث حدث المشهد التالي:

اجتمع مجموعة من البشر وانتهى الاجتماع بما وصفته وسائل الإعلام بتفويض رئيسهم للترشح للرئاسة.. اللافت أن هذا الاجتماع لم يكن لحزب سياسي ولكنه كان اجتماع المجلس العسكري.

فيما بعد انتشرت صور وزير الدفاع بزيه العسكري كمرشح واحد في انتخابات الرئاسة، فى حين بدأت حملة إعلامية لهتك عرض وسمعة كل شخص آخر يفكر في الترشح للرئاسة أو يطرح اسمه.

حدث هذا عقب استفتاء انتهى بـ 98.1 % لم يصوت به أى حزب بعدم الموافقة باستثناء حزب واحد، انسحب بعد القبض على 12 من عناصره خلال دعايتهم للتصويت بلا.

(5)

يسير الإعلامي مع عضو المجلس العسكري ويدور الحوار كالتالي:

عمرو أديب: لما حد يقابلك ويقول لك يا سيادة اللوا اللى حصل ده انقلاب ومينفعش كده؟

اللواء أحمد وصفي عضو المجلس العسكري: سيادة الفريق خد رتبة زيادة؟

أديب: ولا رتبة.

وصفي: لقيتوا سيادة الفريق عبد الفتاح بقى رئيس وزرا بقى رئيس جمهورية.

أديب: زي ما هو وزير دفاع.

وصفي: انقلاب معناها عسكريون تولوا مقاليد الحكم في الدولة.

نص حوار بين الإعلامي عمرو أديب وأحد أعضاء المجلس العسكري قبل أشهر.

(6)

"على فكره بيحبوه هناك جدًا"

هكذا قال لى صديقي منذ خمسة أعوام فور عودته من ليبيا عن الرئيس الليبي السابق.

أصدقه تمامًا فقد حقق لشعبه الاستقرار لفترة طويلة وواجه المتطرفين. بالتأكيد "كانوا" يحبونه وقتها.

(7)

"أول ما اتقبض علينا ووقفونا في نقطة الشرطة.. هما أصلا مسكونا عشان كان معانا ورق خاص بالسياسة.. ندخل نقطة الشرطة نلاقي سيادة حضرة الظابط معلق صورة السيسي وبوستر عليه صورته.. يعني اللي معانا ده كان سياسة واللي حضرتك معلقه دة إيه؟.. هندسة عين شمس؟"

من شهادة المدون عمرو مدحت عقب القبض عليه خلال أحداث 25 يناير والتى اعتقل خلالها وفي يوم واحد، وفقًا لوزارة الداخلية، 1079 في حين كان آخرون يحتفلون بترشح نائب رئيس الوزراء للشئون الأمنية للرئاسة.

(8)

كان أمناء الشرطة الذين يتناوبون على مراقبتنا كُثر.. كان أحدهما يقول "إيه اللى منزلكم.. تسكتوا ولا تموتوا.. أنهي أحسن"

من شهادة الزميل إسلام الكلحي الصحفى بجريدة الوادي والذي اعتقل خلال تغطيته مظاهرات 25 يناير 2014.

(9)

ــ بقول لك ضربوا علينا رصاص حي.

ــ هناك أخطاء محدودة.. عندك بديل ولا هو اعتراض وخلاص؟

ــ بديل للرصاص؟

(10)

سيكون لدينا أول مشير وزير دفاع رشحته المؤسسة العسكرية مدني منتخب.

يقولون إن إيزنهاور وتشرشل وحكام إسرائيل عسكريون.. لكنهم لا يقولون إن هؤلاء تركوا العمل العسكري ورشحتهم أحزابهم والأهم لا يقولون لنا من من هؤلاء عرف الناس بترشحه عقب بيان للمجلس العسكري في بلادهم.

هناك متظاهرون يؤيدون السلطة وهناك متظاهرون في القبور. ومن يخططون لإزالة يافطة "ادخلوها بسلام آمنين" من مدخل مطار القاهرة واستبدالها بيافطة "الموت علينا حق" يؤكدون لنا أننا سنعيش بأمان واستقرار.

السيسي ليس عليه إجماع.. وبالمناسبة لم يكن هناك إجماع على مبارك ولا إجماع على السادات ولا إجماع على عبد الناصر.. لا يمكن أن تعتقل كل معارضيك وتغلق فضائيتهم ثم تقول على إجماع وكل من في الشارع يؤيدوني.

يتصورون أنهم مكملون.. ويتصورون أن ثورة 23 يوليو مستمرة.. وسؤال مصر رايحة على فين لم يعد مطروحًا الآن.. فقد اكتشفنا جميعًا أن مصر لم تذهب إلى أي مكان منذ عام 1952.
يريدون أن يحكموا..ما الجديد.. منذ 60 عامًا وهم لا يريدون شيئًا سوى أن يحكموا.. ومن فشلوا 60 مرة سيفشلون مرة أخرى.
التعليقات (0)