صحافة دولية

التلغراف: دورة كاملة وعادت مصر إلى القمع من جديد

قمع المتظاهرين السلميين في الذكرى الثالثة لثورة يناير(أرشيفية)
قمع المتظاهرين السلميين في الذكرى الثالثة لثورة يناير(أرشيفية)
عبرت صحيفة "ديلي تلغراف" عن دهشتها من تغير الحال في مصر، ومن مطالب المتظاهرين الذين احتشدوا في ميدان التحرير يوم السبت لإحياء الذكرى الثالثة على ثورة 25 يناير 2011.

وقالت إنه لا فرق بين التجمعين سوى أن الاول كان يدعو لإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك، والثاني يدعو الآن لعودة الرجل القوي في الجيش المصري، وهو وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، فكيف تغيرت الأحوال ودارت مصر "دورة كاملة" من الدكتاتورية إلى الدكتاتورية. 

وقالت إن الجنرال السيسي الذي ساعد في الصيف الماضي على هندسة الإطاحة  بالرئيس محمد مرسي، الرئيس المنتخب "أصبح الشخص الأكثر حظا لتولي نفس المنصب". 

وقالت الصحيفة إن السيسي قدم على أنه "عبد الناصر جديد، وهي مقارنة حرص السيسي بوعي على التسويق لها، حتى وإن كان يفتقد كاريزما عبد الناصر سواء في مصر وفي العالم العربي، ولا يحمل، وهذه رحمة، مواقف معادية لإسرائيل والتي قادت الرئيس السابق إلى نزاع كارثي".

 وتقول الصحيفة إن البلد "دارت دورة كاملة خلال الأعوام الثلاث الماضية: من نظام عسكري إلى ديمقراطية قصيرة لم تعمر طويلا ثم للحكم العسكري مرة أخرى".

وأضافت "تم تصنيف جماعة الإخوان المسلمين التي خرجت من عقود من الحظر لتفوز في الانتخابات، ثمن منعت مرة أخرى ووضع قادتها في السجن". 

ومن هنا "فالآمال العظيمة التي عبر عنها الشباب، الميال للغرب في ميدان التحرير، كانون الثاني/ يناير 2011، تم سحقها على أنها أضغاث أحلام".

 وتعلق على نسبة الاستفتاء العام 98% (بنسبة مشاركة 38%) هذا الشهر تقدم كما تقول رؤية سطحية عن الخيار الشعبي، خاصة أنه تم منع المعارضة،  فيما لا يزال عدد من الصحافيين رهن الاعتقال متهمون بتهم غامضة  مثل "تزوير المعلومات"، وتختم بالقول عاد الوضع كما كان للاضطهاد.

وفي تقرير كتبته لويزا لوفلاك من القاهرة، قالت إن الجنرال السيسي قد يحكم قبضته على الحكم في مصر بعد تعديل خارطة الطريق". وعلقت الصحيفة على إعلان الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور عن تقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية؛ في  تراجع عن الخارطة التي وضعت انتخاب الرئيس في المرحلة الأخيرة من التغيير الذي تبع الانقلاب على مرسي. 

وقالت الصحيفة إن "الإعلان جاء بعد يوم من خروج مؤيدي عبد الفتاح السيسي لميدان التحرير لإحياء الذكرى الثالثة من ثورة مصر عام 2011، وأظهروا دعمهم لقائد الجيش الذي يتوقع أن يرشح نفسه للانتخابات". وقالت إن ذلك تراجع عن الخارطة التي أعلن عنها الجنرال السيسي نفسه. ولكن تمرير الدستور بنسبة عالية "شطب بنودا حول طريقة عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية تاركا القرار للرئيس". 

وتقول الصحيفة إن "نقاد الخطة عبروا عن خشيتهم من أنها قد تؤدي لعودة حقبة مبارك، حيث  تتركز السلطات السياسية في يد رجل واحد". 

وتضيف إنه من المتوقع فوز السيسي بسهولة رغم وجود مرشحين في الحلبة مثل المرشح الناصري حمدين الصباحي،  ذلك أن الجنرال يحظى بشعبية من بعض المصريين. ونقلت عن ناثان براون، الخبير في شؤون مصر بجامعة جورج تاون "بات بناء النظام السياسي يعتمد على قرار السيسي الترشح أو عدم الترشح للانتخابات".

وتضيف إن السيسي حتى هذ الوقت ظل بمعزل عن المدخل السياسي للسلطة، فيما يقوم بإدارة وتأثير القرار السياسي من الخلف. ويقترح براون أن وحدة البرلمان القادم تعتمد على قرار السيسي، سواء قرر التدخل في إدارة شؤون البلاد اليومية أم لا.

ويقول ناثان "في عهد مبارك، جاءت معظم القرارات المتعلقة بالسياسات من الوزارة أو من المسؤولين البارزين في الحكومة؛ أي على الأقل معلنة، ووضع مبارك نفسه في موقع الشخص البعيد عن المخاصمات السياسية. وفي حال فعل السيسي ذلك، فقد نرى نوعا من التمزق في الإجماع داخل البرلمان. ولكن إن ربط نفسه بسياسات معينة فإن على بقية القوى السياسية الأخرى معارضتها". 
التعليقات (0)