سياسة عربية

الأسد: الفوضى ستعم وفرنسا تابعة لقطر والسعودية

بشار الأسد في المقابلة الحصرية مع فرانس برس - ا ف ب
بشار الأسد في المقابلة الحصرية مع فرانس برس - ا ف ب
رأى الرئيس السوري بشار الأسد أن ما يحصل في المحكمة الخاصة بلبنان التي تنظر في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري، "مسيس" و"يهدف إلى الضغط على حزب الله" الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام في سوريا.

وقال الأسد في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "نحن نتحدث عن تسع سنوات من عمر هذه المحاكمة. هل كانت عادلة؟ كل مرة كانوا يتهمون طرفاً لأسباب سياسية". 

وبدا الأسد واثقا في مواجهة معارضة تطالب برحيله عن السلطة، وأعلن أن هناك "فرصا كبيرة" لترشحه للرئاسة في الانتخابات المقررة في حزيران/ يونيو، مستبعدا القبول برئيس حكومة انتقالية من معارضة الخارج، لعدم امتلاكها صفة تمثيلية، وذلك قبل يومين من افتتاح مؤتمر "جنيف2" الهادف إلى إيجاد حل للأزمة السورية.

واتهم فرنسا بالتحول إلى "دولة تابعة" لقطر والسعودية بسبب "البترودولار"، على حدّ تعبيره. وتحدث في الحوار الذي أجري معه الأحد عن "تأثير البترودولار على تغيير الأدوار على الساحة الدولية".

وأضاف أنه  "مثلاً، تتحول قطر الدولة الهامشية إلى دولة عظمى، وتتحول فرنسا إلى دولة تابعة لقطر تنفذ السياسة القطرية، وهذا ما نراه الآن بين فرنسا والسعودية"، مستبعدا نتيجة ذلك أن يكون لفرنسا "دور في القريب العاجل" في سوريا "حتى تبدل سياساتها بشكل كلي وبشكل جذري".

وفي حديثه عن الداخل السوري صرح بأنه "ليس من السهل" تفسير ما يحصل في سوريا للأطفال، مشيرا إلى أن أولاده "تأثروا" بالنزاع الذي هو "حديث يومي" في العائلة.

وقال الأسد ردا على سؤال يتعلق بتأثير النزاع المستمر منذ حوالي ثلاث سنوات في حياته الشخصية: "هناك أشياء لم تتبدل. أنا أذهب إلى العمل كما هي العادة، ونعيش في المنزل كما كنا نعيش سابقاً، والأطفال يذهبون إلى المدرسة، هذه الأشياء لم تتغير".

وعما يتعلق بالسياسات الخارجية وحقوق الإنسان، أكد أن المنظمات الدولية التي تتحدث عن انتهاكات في سوريا لا تملك أي وثيقة تثبت اتهاماتها حول ارتكاب الحكومة السورية مجازر ضد المدنيين، مؤكدا أن "الارهابيين هم الذين يقتلون المدنيين في كل الأماكن".

واعتبر الأسد أن خسارة "هذه المعركة"، في إشارة إلى النزاع المستمر في بلاده منذ حوالي ثلاثة أعوام، ستؤدي إلى "فوضى في كل منطقة الشرق الأوسط".

وقال في الحوار الذي أجري معه في قصر الشعب في دمشق: "في أية معركة حسابات الربح والخسارة هي احتمالات واردة دائما، ولكن عندما تدافع عن بلدك فمن البديهي أن تضع احتمالاً وحيداً هو احتمال الربح فقط، لأن خسارة سورية لهذه المعركة يعني فوضى في كل منطقة الشرق الأوسط".

وكشف الأسد عن أن لقاءات حصلت في سوريا مع أجهزة مخابرات دول غربية عدة طلبت التعاون في مجال "مكافحة الإرهاب"، إلا إن الجواب السوري كان أن "التعاون الأمني لا ينفصل عن التعاون السياسي".

وقال ردا على سؤال حول تلقيه طلبات غربية بالتعاون في مجال "مكافحة الإرهاب": "حصلت عدة لقاءات مع أكثر من جهاز مخابرات لأكثر من دولة، ولكن كان جوابنا بأن التعاون الأمني لا يمكن أن ينفصل عن التعاون السياسي، والتعاون السياسي لا يمكن أن يتم عندما تقوم هذه الدول بأخذ مواقف سياسية معادية لسورية. 
0
التعليقات (0)