سياسة عربية

أهالي حلب يدعون فصائل المعارضة إلى الاتحاد

داعش فقدت قاعدتها الرئيسية في حلب بعد أن طردها منها معارضون - أرشيفية
داعش فقدت قاعدتها الرئيسية في حلب بعد أن طردها منها معارضون - أرشيفية
كانت مدينة حلب المحاصرة في شمال سوريا في الآونة الأخيرة مسرحا لأسوأ اشتباكات بين فصائل المعارضة منذ بدء الانتفاضة على الرئيس بشار الاسد وأدى اقتتال المعارضين إلى مقتل المئات وألحق أشد الضرر بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التي تتمركز في العراق وسوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريطانيا إن جماعة الدولة الإسلامية فقدت قاعدتها الرئيسية في حلب بعد أن طردها منها معارضون منافسون الأربعاء.

وكانت الاشتباكات التي دارت بين كثير من فصائل المعارضة السورية ومنها قوات إسلامية وبين جماعة الدولة الإسلامية هي أعنف اقتتال بين فصائل المعارضة منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا.

وقال سوري من أهالي حلب "والله بالنسبة لدولة العراق والشام يعني أول ما نزلوا على سوريا كانوا اخوة مع الجيش الحر. نتمناهم يتحدوا هلق ويبطلوا الشغب والعونطة يلي بسووها هلق. وكثير صار أذى من الطرفين. لا نريد كل هذا يصير."

وقال رجل آخر من الأهالي "أجوا هدول داعش ما لهم دين. ما نعرف إيش هم. ماذا يريدون؟ يعني منعوا كثير شغلات.. طبقوا شغلات ما هي صحيحة. نحن وافقنا على الجيش الحر. داعش لا نريدهم يا أخي. لا نريد داعش."

وتعاونت جماعة جبهة النصرة المرتبطة أيضا بتنظيم القاعدة بصورة أكبر مع فصائل المعارضة السورية الأخرى وتفادت إلى حد بعيد صراعات السلطة التي تخوضها جماعة الدولة الاسلامية منذ انتزعت السيطرة على كثير من المناطق من جماعات أخرى.

وجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام هي فرع القاعدة في العراق لكن القيادة المركزية للتنظيم تعارض انتشارها في سوريا واعترفت بجبهة النصرة بدلا منها.

ورغم ارتباط كل من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام بتنظيم القاعدة وترحيبهما بانضمام مقاتلين أجانب إليهما ركزت جبهة النصرة هدفها على الإطاحة بالأسد لا على هدف إقامة دولة إسلامية الذي تسعى إليه الجماعة الأخرى.

وشنت فصائل المعارضة الأخرى ومنها جماعة الجيش السوري الحر سلسلة هجمات منسقة على ما يبدو على جماعة الدولة الإسلامية في شمال سوريا وشرقها.

وذكر المرصد السوري أن نحو 385 شخصا قتلوا في اقتتال فصائل المعارضة منذ صباح الجمعة 3 كانون الثاني/يناير في محافظات حلب والرقة وإدلب وحماة.

وأضاف أن 56 من القتلى مدنيون بينهم تسعة أعدمتهم جماعة الدولة الإسلامية في حين حوصر الباقون وسط القتال علاوة على 131 من مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية و198 من مقاتلي فصائل المعارضة الأخرى.

روسيا تعطل قراراً أمميا يدين مجازر حلب

في سياق ذي صلة، فشل مجلس الأمن الدولي، في إدانة الهجمات، التي يقوم بها النظام السوري، في مدينة حلب، باستخدام الصواريخ والبراميل المتفجرة، بعد اعتراض روسيا على طلب تقدمت به بريطانيا، من أجل إصدار بيان يدين نظام الأسد.

وعقد مجلس الأمن اجتماعا، لمناقشة التحضيرات لمؤتمر جنيف2، الذي سيعقد في 22 كانون الاول/ يناير، إضافة لمرحلة تدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا، وآخر التطورات على الساحة السورية.

وعقب انتهاء الجلسة أصدر "زيد رعد"، المندوب الدائم للأردن ورئيس مجلس الأمن للشهر الجاري، بيانا أعرب فيه عن ارتياحه لسير عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية.

وفي تغريدة على حسابه، في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أعرب المندوب الدائم لبريطانيا "ليال غرانت"، عن خيبة أمله في فشل المجلس، في إدانة ما يقوم به النظام السوري، في مختلف المدن، لا سيما حلب، التي يقصفها بالبراميل المتفجرة، بدون التفريق بين مدني وعسكري أو طفل وامرأة.

وأفاد بيان أصدرته الممثلية الألمانية في الأمم المتحدة، أن روسيا عرقلت إصدار مجلس الأمن، بيانا يدين النظام السوري، قائلا: "ما هذا الذي يحدث أمام المعاناة التي يعيشها السوريون، يا له من عار كبير".

وأوضحت مصادر دبلوماسية أن روسيا اعترضت على محتوى البيان "لوجود عبارات قاسية بحق النظام السوري، وعلى المجلس تخفيف حدة هذه العبارات"، واضطرت بريطانيا لسحب بيانها، لأن التعديلات التي اقترحتها روسيا "كانت تهدف إلى تفريغ البيان من أي إشارة إلى ما حدث في حلب."

وكانت روسيا عارضت بيانا مماثلا، في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، يدين هجمات قوات النظام السوري على المدنيين.
التعليقات (0)