بينما أعلن النظام السوري عن
كمين استهدف مقاتلين قرب بلدة معلولا في
القلمون، قال نشطاء إن الضحايا مدنيون كانوا على الطريق الدولي بين مدينتي النبك ويبرود القريبتين في القلمون، حيث انفجر بهم
لغم أرضي.
وقالت الهيئة العامة للثورة
السورية 15 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، جراء انفجار اللغم. واتهمت الهيئة قوات النظام السوري بزرع اللغم على الطريق، مشيرة إلى أن الضحايا هم من
المدنيين النازحين من أهالي مدينة القصير وريف حمص، الذين كانوا يحاولون النزوح من مدينة النبك إلى مكان آخر، بعد قيام بعض أهالي المدينة بالضغط عليهم للخروج منها، على حد وصف الهيئة.
وقد تعرضت أطراف بلدة يبرود لقصف عنيف الجمعة.
من جهته، أعلن مصدر في جهاز الطوارئ والإغاثة التابع للهيئة الطبية الاسلامية في بلدة عرسال شرقي لبنان الجمعة عن وصول حوالي 20 جريحا من سورية إلى مشفى البلدة، دون أن يحدد اذا ما كانوا من المقاتلين ولا المنطقة التي أصيبوا فيها.
وتضم عرسال ذات الغالبية السنية أكثر من 50 ألف لاجئ سوري يعيشون في منازل أهالي البلدة وفي أكثر من 7 مخيمات منتشرة هناك. وتستقبل البلدة جرحى الجيش السوري الحر وتقدم لهم العلاج والمساعدة.
وكان التلفزيون السوري قد تحدث في وقت سابق الجمعة عن نحو 150 مسلحا بين قتيل وجريح أدخلوا الى عرسال بعد وقوعهم في كمين للجيش السوري بين القسطل ومعلولا بريف دمشق.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري قوله إن وحدة من قوات النظام السوري "قضت في كمين محكم على عشرات الإرهابيين ممن يسمى جبهة النصرة بين بلدتي معلولا والقسطل بريف دمشق وصادرت أدوات إجرامهم"، حسب الوكالة.
وعرض التلفزيون السوري لقطات لعشرات الجثث على الأرض في منطقة جبلية وبجوارها بنادق آلية وقذائف صاروخية. وقال مراسل التلفزيون السوري إن الجيش تتبع المقاتلين أثناء الليل ونصب الكمين لهم أثناء توجههم لبلدة جيرود على بعد 20 كيلومترا جنوب شرقي يبرود، حسب قوله.
لكن نشطاء تساءلوا عن مغزى الإشارة إلى معلولا، رغم أن "الكمين" الذي يقول المعارضون إن ضحاياه مدنيون؛ وقع قريبا من النبك ويبرود، وهو ما اعتبروه محاولة من النظام السوري لاستثارة المخاوف على المسيحيين في بلدة معلولا التاريخية التي دخلها مقاتلون قبل أسابيع بعد خروج قوات النظام السوري منها.
المعضمية وخان الشيخ:
وفي سياق آخر، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط قتلى وجرحى جراء قصف بالبراميل المتفجرة لطائرات النظام السوري استهدف الشارع الرئيسي في مخيم خان الشيخ بريف دمشق الغربي، الذي يضم لاجئين فلسطينيين، حيث أصيبت إحدى السيارات مباشرة، وحدث دمار هائل في الأبنية السكنية، كما سقط عدد من الجرحى.
وكانت معارك عنيفة قد دارت في مخيم خان الشيخ بعد محاولات لأعداد كبيرة من قوات النظام السوري التقدم باتجاه المعضمية المحاصرة.
وقال نشطاء إن قوات النظام السوري خرقت الهدنة التي أبرمت الأربعاء لمدة 72 ساعة، والتي قضت برفع العلم الذي يعتمده النظام السوري (ذا النجمتين) فوق خزان المياه في البلدة مقابل سماح قوات النظام بإدخال الأدوية والأغذية إلبلدة المحاصرة منذ أكثر من عام. لكن حتى صباح الجمعة لم يكن قد نفذ النظام السوري تعهداته بهذا الصدد. بل على العكس، حاول تعزيز قواته المحيطة بالبلدة، في حين نشبت معارك عنيفة على الجبتهين الشرقية والشمالية للبلدة.
واتهم ناشط اعلامي يقدم نفسه باسم احمد في المعضمية قوات النظام بخرق الهدنة. وقال لوكالة فرانس برس عبر الانترنت: "لقد فتحوا النار بالرشاشات الثقيلة، بينما كنا ملتزمين بالهدنة، ومن دون سبب"، مضيفا ان معارك اندلعت بعد ذلك. وقال أحمد: "لا تزال الاعلام مرفوعة، لكن لم يصل أي تموين".
وينص الاتفاق على استمرار وقف النار حتى بعد انتهاء الـ72 ساعة، وعلى عدم دخول الجيش المدينة، بحسب ما ذكر مسؤولون في المجلس المحلي للمعضمية.
وأكد مصدر مقرب من النظام حصول الاتفاق، مشيرا من جهته الى انه يشمل تسليم الاسلحة الثقيلة الموجودة مع المعارضة المسلحة في المدينة.
في هذا الوقت، أفاد ناشط آخر عن مفاوضات لهدنة اخرى في حي برزة في شمال العاصمة الذي يسيطر على اجزاء كبيرة منه مقاتلو المعارضة وتحاصره قوات النظام منذ أشهر ويشهد معارك وقصفا بشكل شبه يومي.
وقال الناشط عماد البرزاوي لوكالة فرانس برس: "هناك مفاوضات جارية من طرف جيش الدفاع الوطني (الموالي للنظام) وبعض المدنيين الذين نزحوا من الحي، لكن لا نتيجة حتى اللحظة". وأشار الى ان “المدنيين الموجودين داخل الحي والذين نزحوا منه يضغطون باتجاه التهدئة لأنهم ذاقوا الويل والذل" حسب قوله.