سياسة عربية

الجيش السوداني الجنوبي يستعيد بور من "المتمردين"

جنود جنوب سودانيين (أرشيفية) - ا ف ب
جنود جنوب سودانيين (أرشيفية) - ا ف ب
استعاد جيش جنوب السودان الثلاثاء مدينة بور في ولاية جونقلي من المتمردين، وفق ما أعلن وزير الإعلام مايكل ماكوي لوكالة فرانس برس.

وقال الوزير إن "الجيش سيطر على بور مساء وقوات المتمردين تفر، لقد سيطرنا عليها مجددا".

وكان أنصار نائب الرئيس السابق رياك مشار سيطروا على المدينة في 19 كانون الأول/ ديسمبر.

81 ألف شخص اضطروا للنزوح

ومن جانب آخر أعلنت الأمم المتحدة أن 81 ألف شخص اضطروا للنزوح بسب تصاعد أعمال العنف، منذ فشل المحاولة الانقلابية في جنوب السودان.

وأفادت المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، جينس لاركه، أن نحو 45 ألف شخص لاجئ موجود خارج مقرات البعثة الدولية في جنوب السودان وهذا مازال محدودا، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، مشيرا أن المساعدات الإنسانية مستمرة بوتيرة متزايدة لحوالي 20 ألف شخص، في أحد مقرات البعثة في العاصمة جوبا.

وأضاف لاركه أن تسجيل اللاجئين مستمر في المقرات التابعة للبعثة الدولية، في الوقت الذي يستمر فيه توزيع المساعدات الغذائية، مشيرا أنه جرى تقديم الأغذية لأكثر من 2200 عائلة في جوبا، خلال اليومين السابقين.

العثور على مقبرة جماعية في بنتيو

وفي سياق متصل عثر على مقبرة جماعية في جنوب السودان بعد الإعلان عن سلسلة معارك أثنية في هذا البلد الذي تتواصل فيه المواجهات بين قوات الرئيس سلفا كير ونائبه السابق مشار.

إلى ذلك، أعلن مشار الثلاثاء أنه "مستعد لإجراء محادثات" في إثيوبيا مع خصمه الرئيس كير.

وأعلنت الأمم المتحدة العثور على مقبرة جماعية في بنتيو، عاصمة ولاية الوحدة النفطية.

وقالت نافي بيلاي المفوضة العليا في الأمم المتحدة المكلفة حقوق الإنسان في بيان نشر في جنيف الثلاثاء، "لقد عثرنا على مقبرة جماعية في بنتيو ويمكن أن يكون هناك مقبرتان جماعيتان في جوبا".

ونددت بيلاي "بالإعدامات الجماعية بلا أي محاكمة واستهداف أفراد على أساس انتمائهم الأثني والاعتقالات التعسفية" التي تجري في جنوب السودان منذ حوالي 10 أيام.

كما أعربت عن قلقها الكبير حيال مصير عدد كبير من الأشخاص الذين أوقفوا واحتجزوا في أماكن مجهولة من بينهم مئات المدنيين الموقوفين في مداهمات منازل وفنادق في جوبا.

وصرحت أن "هناك شعورا ملموسا بالخوف في صفوف قبيلتي النوير لمشار ودنكا لكير من أنهم سيقتلون بسبب أثنيتهم"، كما دعت بيلاي إلى وقف العنف ضد المدنيين في البلاد.
 
وقالت "يجب أن تصدر تصريحات واضحة وخطوات من قبل كل الذين يتولون مناصب سياسية أو عسكرية تفيد بان انتهاكات حقوق الإنسان غير مقبولة وان المسؤولين عنها سيحالون على القضاء".

وأضاف البيان أن الأشخاص الذين يمسكون بزمام السلطة سياسيا أو عسكريا مسؤولون وفقا للقانون الدولي عن الانتهاكات التي يرتكبها الأشخاص الذين هم تحت إمرتهم.

المفوضية العليا تطالب بحماية المدنيين

وفي ضوء ذلك، طالبت المفوضة العليا جميع القادة السياسيين سواء كانوا أعضاء في الحكومة أو لا باتخاذ تدابير فورية لتفادي أي انتهاكات جديدة لحقوق الإنسان في البلاد.

وطلبت بيلاي أيضا من الأسرة الدولية مضاعفة الجهود لحماية المدنيين بما في ذلك تعزيز بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نبه في وقت سابق إلى أن "الأمم المتحدة ستحقق حول اتهامات بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية" في جنوب السودان، وقال "ينبغي محاسبة من هم مسؤولون على مستوى عال في شكل شخصي ومواجهة التبعات، حتى لو ادعوا أنهم لم يكونوا على علم بالهجمات".

ويشهد جنوب السودان مواجهات عنيفة منذ اتهم الرئيس كير نائبه السابق الذي أقيل في تموز/ يوليو بتنفيذ محاولة انقلاب قبل أسبوع. ونفى مشار هذا الأمر متهما كير بأنه يريد القضاء على خصومه.

وحيال حجم الأزمة أوصى الأمين العام للأمم المتحدة مجلس الأمن بتعزيز القوة المنتشرة حاليا في البلاد والتي تضم سبعة آلاف رجل ب5500 عنصر.

الأمم المتحدة: جرائم ضد الانسانية ارتكبت بجنوب السودان

كما ونبهت مسؤولتان كبيرتان في الأمم المتحدة الثلاثاء إلى أن الهجمات على المدنيين والجنود الدوليين في جنوب السودان "يمكن أن تشكل جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية".

وفي بيان مشترك، أعربت اداما ديينغ مستشارة الامين العام بان كي مون الخاصة للوقاية من الابادة وجينيفر ولش المستشارة الخاصة حول مسؤولية حماية المدنيين عن "قلقهما" حيال الطابع الأثني لأعمال العنف في جنوب السودان و"الخطر الكبير لتصاعد العنف بين المجموعات".

وأضافتا أن "الهجمات التي تستهدف المدنيين وطواقم الأمم المتحدة، على غرار تلك التي وقعت في جوبا وجونقلي، يمكن أن تشكل جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية".

وقتل جنديان دوليان من الهند وعشرة مدنيين ينتمون إلى أثنية الدنكا في هجوم شنه شبان من أثنية النوير على قاعدة أممية الخميس الماضي في اكوبو بولاية جونقلي.

وكان قد فرّ مئات آلاف الأشخاص إلى الأدغال. ورسميا أوقعت المعارك بجنوب السودان منذ أكثر من أسبوع 500 قتيل لكن العاملين في المجال الإنساني يؤكدون أن هذه الحصيلة اقل بكثير من الأرقام الفعلية.

وأوفدت الولايات المتحدة، التي كانت الراعي الأكبر لانفصال جنوب السودان عن السودان في تموز/ يوليو 2011 بعد حرب أهلية طويلة، دونالد بوث إلى جنوب السودان حيث التقى الاثنين الرئيس كير.
التعليقات (0)