سياسة عربية

قتيل واعتقالات في جمعة "دستورنا 2012" بمصر

قوات الامن تطلب الغاز بكثافة على المتظاهرين (الأناضول)
قوات الامن تطلب الغاز بكثافة على المتظاهرين (الأناضول)

قتل أحد المشاركين في مسيرة لأنصار الرئيس محمد مرسي، واعتقل العشرات خلال مظاهرات للمناهضين للانقلاب في مصر الجمعة

وقال شهود إن القتيل لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته بطلق ناري خلال اشتباكات بين المشاركين في مسيرة لأنصار مرسي بمنطقة "ألف مسكن"، شرقي القاهرة، وقوات الأمن التي كانت تحاول تفريقهم، وهو أول قتيل ضمن فعاليات أسبوع "دستورنا 2012".

وأوضح الشهود أن المتظاهرين حاولوا إسعاف القتيل، لدى سقوطه على الأرض، لكنهم لم يتمكنوا لعدم وجود مواد طبية بحوذتهم، كما تعذر نقله إلى المستشفى بعد أن غابت سيارات الإسعاف عن محيط الاشتباكات.

وتأتي مسيرات الجمعة تلبية لدعوة "التحالف الوطني الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي، للمشاركة في مليونية ضمن أسبوع أطلقوا عليه "دستورنا 2012 "، لرفض الاستفتاء على الدستور المعدل منتصف الشهر المقبل.

وأطلقت قوات الأمن المصرية قنابل الغاز بكثافة لتفريق المتظاهرين. وبدأت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز "مبكرا" على المسيرات بمجرد انطلاقها، فيما بدا محاولة لإجهاضها منذ اللحظات الأولى لخروجها من المساجد والميادين، فيما كانت ترجئ اللجوء إلى الغاز لبعض الوقت خلال الأسابيع الماضية.

وفي الجيزة أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز على مسيرة خرجت من مسجد "خاتم المرسلين" بالهرم، (غربي القاهرة)، بمجرد تحركها، وألقت القبض على عدد من المتظاهرين، قبل أن تسود حالة من الكر والفر محيط المكان.

وتكرر المشهد في مدينة نصر، شرقي القاهرة، حيث واجهت قوات الأمن المحتجين بقنابل الغاز، والذي ردوا بإشعال النار في إطارات السيارات في محاولة للحد من تأثير الغاز عليهم، وسط هتافات "دستور باطل"، في إشارة إلى مشروع الدستور الذي يجرى عليه الاستفتاء الشعبي منتصف الشهر المقبل.

أما في حلوان (جنوب) فلجأ المتظاهرون إلى حيلة لخداع قوات الأمن التي احتشدت قرب مسجد "المراغي"، لتطويق مسيرة صباحية خرجت مبكرا، فيما تحركت المسيرة الأكبر من مسجد "الاستقامة"، وسط غياب أمني ملحوظ.

وفي المعادي (جنوب) جاب المتظاهرون عدة شوارع بالحي مرددين هتافات مناوئة لمشروع الدستور الجديد، وطالبوا بمقاطعة التصويت، بينما غابت المسيرات عن حي المهندسين (غرب) للمرة الأولى منذ بضعة أشهر، وكثفت قوات الأمن من تواجدها بشوارع الحي وأغلقت ميدان "مصطفى محمود"، أكبر ميادينه، أمام حركة السيارات.

كما تعرضت عدة مسيرات في مدينة الإسكندرية، شمالي البلاد، لهجوم من جانب مجهولين إضافة إلى قوات الأمن، التي أطلقت قنابل الغاز بكثافة بمجرد تحرك المسيرات، فيما ردد المتظاهرون هتافات مناوئة للانقلاب، ومطالبة بمقاطعة الاستفتاء على الدستور.
    
وألقت قوات الأمن القبض على العديد من المتظاهرين، وسط حالة من الكر والفر سادت أنحاء متفرقة بالإسكندرية، والتي شهدت مسيرات أنصار مرسي.

ولم يختلف المشهد كثيرا في محافظة السويس، شمال شرق، حيث كثفت قوات الأمن من إطلاق قنابل الغاز على مسيرات لأنصار مرسي، وسط حالة من الكر والفر، وألقت القبض على العديد منهم.

وبمحيط مديرية أمن الفيوم، جنوب غربي القاهرة، فرقت قوات الأمن محتجين تظاهروا بالمنطقة، باستخدام قنابل الغاز، كما تحركت القوات كذلك لتفريق محتجين آخرين بعدة أحياء في المحافظة.

وشهدت عدة محافظات أخرى خروج مسيرات لأنصار مرسي بينها الشرقية (دلتا النيل)، بني سويف (وسط)، الاسماعيلية (شمال شرق)، أسيوط  وقنا (جنوب).

وألقت قوات الأمن المصرية القبض على 85 من المشاركين في مسيرات "دستورنا 2012"، بعدة محافظات، بحسب وزارة الداخلية.

وقالت الداخلية، في بيان لها مساء الجمعة، إنها ألقت القبض على "85 من المشاركين في المظاهرات التي دعت لها جماعة الإخوان المسلمين بعدة محافظات"، مشيرة إلى أنه تلك المسيرات خرجت "من دون إخطار أقسام ومراكز الشرطة المختصة أو الحصول على الموافقات الأمنية".

وأوضحت أن المقبوض عليهم كانوا في مسيرات "محدودة" شملت القاهرة والجيزة، الإسكندرية ودمياط (شمال)، الإسماعيلية والسويس وبورسعيد (شمال شرق)، الفيوم (وسط)، مطروح (شمال غرب).

واتهم بيان وزارة الداخلية المتظاهرين بقطع الطرق والاعتداء على الأهالي وقوات الأمن، وإحراق سيارة شرطة بالمهندسين، غربي القاهرة، وما ينفه عادة المتظاهرون ويؤكدون أن مسيراتهم "سلمية".

ويلزم قانون التظاهر، الذي تم إقراره الشهر الماضي، أي مجموعة تريد التظاهر إخطار الداخلية بتفاصيل المظاهرة قبل تنظيمها.

ومنذ عزل مرسي ، ينظم أنصاره فعاليات احتجاجية يومية للمطالبة بعودته إلى منصبه، الذي عزله منه قيادة الجيش بمشاركة قوى دينية وسياسية، بعد عام واحد قضاها في رئاسة البلاد من فترته الرئاسية البالغة 4 أعوام.
التعليقات (0)