حقوق وحريات

بـالسلالم والقوارب الدفاع المدني بغزة أنقذ المئات

المملوك: الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة  أثر على قطاع الدفاع المدني - ا ف ب
المملوك: الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة أثر على قطاع الدفاع المدني - ا ف ب
 على قارب صغير يصطف بجانب أحد البيوت "العائمة" بمياه الأمطار شرق قطاع غزة.. تهتز قدما "سلم" خشبي يحكم أحد رجال الدفاع المدني قبضته عليه حتّى لا تشتد "أرجحته" فيسقط من عليه، بينما يقف رجل آخرٌ على قمة درجات السلم لينقذ الأطفال المتواجدين داخل المنزل المتضرر عبر نوافذه.

بحرص شديد، يقف رجل الدفاع المدني "علي المملوك"، على السلم ويتناول أحد الأطفال، ليثني جسده "المتجمد" وهو يحمل الطفل ويحاول إيصاله إلى متن القارب بـسلام.

المملوك، أحد أفراد طواقم الدفاع المدني الذي عمل أثناء أيام المنخفض الجوي "الأربعة" يقول: "واجهنا العديد من الصعوبات أثناء أداء أعمالنا في فترة المنخفض الجوي، أهمها قلة الامكانيات المتاحة لقطاع الدفاع المدني".

ونظراً للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من سبع سنوات، يعاني جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة من قلة الإمكانيات المتاحة أمامه للعمل في أوقات الأزمات، كما يعاني الجهاز من تعطّل العديد من مركباته وعدم توفر قطع الغيار اللازمة لها، الأمر الذي دفع طواقم الجهاز للعمل ضمن الامكانيات البسيطة المتاحة.

وأوضح المملوك أن طواقم الدفاع المدني لقلة إمكانياتها المتوفرة، استعانت بقوارب الصيد الخاصة بصيادي القطاع المتطوعين، أو التابعة للشرطة البحرية في غزة للقيام بأعمالها وإنقاذ المحاصرين داخل المنازل العائمة.

وتابع:" لو لم يكن قطاع غزة قطاعاً ساحلياً، لما وجدنا القوارب الصغيرة التي ساعدتنا في انقاذ المتضررين".

وأشار إلى أن "إنقاذ المتضررين باستخدام القوارب والسلالم" كان من أكثر المصاعب التي واجهها الدفاع المدني أثناء المنخفض و"أخطرها".

وتعرض قطاع غزة لمنخفض قطبي عميق تسبب بسيول أدت لغرق عشرات المنازل وإغلاق شوارع، وانجراف مزارع بكاملها في مناطق مختلفة من القطاع.

وأما حمادة شملّخ، أحد أفراد طواقم الدفاع المدني، قال:" كل أفراد طواقم الدفاع المدني عملت جنبا إلى جنب طواقم البحرية في غزة، لكن أكثر المشاكل التي واجهتنا هي نقص الامكانيات المقدمة لطواقم الدفاع المدني".

وأوضح أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من سبع سنوات أثرت على قطاع الدفاع المدني ومنعت من تجديد الآلات وإدخال المعدات الجديدة.

وفي السياق ذاته، أرجع الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمد الميدنة قلة الإمكانيات المتوفرة لدى طواقم الدفاع المدني للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 7 سنوات، مشيراً إلى أن تدمير الأنفاق زاد من مشكلة منع توفر مستلزمات الدفاع المدني.

وأوضح الميدنة أن كل الامكانيات المتوفرة لدى الدفاع المدني من مراكب وآلات ومستلزمات متهالكة وغير صالحة للاستعمال، خاصة وأن أكثرها تواجدت بالقطاع منذ عام 1989 أو بعد قدوم السلطة الفلسطينية إلى القطاع عام 1994.

وذكر أن جهاز الدفاع المدني تعرض أثناء المنخفض الجوي الأخير لتعطل 8 سيارات إطفاء من أصل 18 سيارة متوفرة لدى الجهاز.

وبيّن أن المنخفض الجوي وارتفاع منسوب مياه الأمطار أدى إلى تعطّل سيارتي "إنقاذ" من أصل أربع سيارات، مما أدى إلى اعتماد الدفاع المدني على قوارب الصيادين لانقاذ المواطنين من الغرق.

ولفت الميدنة إلى تعطل 4 سيارات إسعاف تتبع لجهاز الدفاع المدني من أصل 8 سيارات تعمل في كل مناطق قطاع غزة.

وأشار إلى تعطل 5 مضخات لسحب المياه المتجمعة في المناطق السكنية من أصل 11 مضخة في القطاع.

وأوضح الميدنة أن الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر التجارية أدى إلى منع إدخال المركبات التي تخدم جهاز الدفاع المدني، كما ومنع إدخال قطع الغيار اللازمة لصيانة المركبات المتعطلة.

 وكان جهاز الدفاع المدني بغزة، قد ذكر في بيان أصدره الأحد أنه نفذ 2211 مهمة إنقاذ، تخللها 1825إخلاء للمواطنين، و114 مهمة سحب للمركبات وعربات غمرتها المياه، فيما تم تثبيت 78 أسقف منازل مسقوفة بالصفيح، مشيراً إلى أنه تم شفط المياه من 99 منزل غمرت بشكل كامل بالمياه في كافة محافظات قطاع غزة.
التعليقات (0)