سياسة دولية

قبيلة "دينكا نقوك" تربك حكومة جنوب السودان

"أبيي" هي إحدى القضايا العالقة بين حكومتي الخرطوم وجوبا - ا ف ب
"أبيي" هي إحدى القضايا العالقة بين حكومتي الخرطوم وجوبا - ا ف ب
طالبت قبيلة "دينكا نقوك" ذات الأصول الأفريقية في منطقة "أبيي" الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين دولتي السودان، برلمان جوبا بالمصادقة على نتيجة الاستفتاء الأحادي الذي أجرته القبيلة حول انضمام أبيي لإحدى الدولتين.

وتقدم  عدد من أعضاء البرلمان الموالين للقبيلة، بطلب لرئاسة البرلمان يطالبون فيه بإجازة نتائج الاستفتاء "الأحادي" الذي جرى في أبيي في تشرين أول/ أكتوبر الماضي، فيما أعلن الاتحاد الأفريقي عدم قبوله بأي إجراء أحادي لتحديد مصير تبعية المنطقة إلى جوبا أو الخرطوم.

ويعتقد المراقبون أن الضغوط التي تقو م بها القبيلة، تُحدث إرباكا لحكومة جنوب السودان، محذرين من تأثير ذلك في العلاقات المتأرجحة بين جوبا والخرطوم، وخاصة مع قرب اجتماع اللجنة الأمنية والسياسية برئاسة وزيري دفاع البلدين في منتصف الشهر الجاري.

وكان لوكا بيونق القيادي بـ "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الحاكمة في جنوب السودان، المتحدث الرسمي باسم اللجنة السياسية العليا لاستفتاء أبيي (غير رسمية)، أقر في تصريحات صحفية سابقة بأن نتيجة الاستفتاء الذي جرى في منطقة أبيي يحتاج إلى اعتراف دولي.

ويرى مراقبون أن طريقة تعامل حكومتي الخرطوم وجوبا مع نتائج هذا الاستفتاء الأحادي، الذي أجرته قبيلة "دينكا نقوك"، ذات الأصول الأفريقية والموالية لدولة جنوب السودان، سيحسم مستقبل التقارب بين البلدين.

وفي الثاني والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر الماضي، اتفق الرئيسان السوداني عمر البشير، ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، في قمة مشتركة عقدت بجوبا على إنشاء إدارة مشتركة لمنطقة أبيي، وتعزيز وجود الأجهزة الشرطية المشتركة بين البلدين، كواحدة من الحلول الممكنة لمعضلة المنطقة الحدودية التي ترى كل دولة أنها الأحق بها.

وأعلنت حينها قبيلة "دينكا نقوك" رفضها لذلك، مؤكدة تمسكها بالموعد الذي حدده الاتحاد الأفريقي لإجراء الاستفتاء على تقرير مصير المنطقة، حول ما إذا كان سكانها يقبلون انضمامها للسودان أم لجنوب السودان، في شرين أول/ أكتوبر 2013، في ظل رفض من حكومة السودان لهذا المقترح الذي أعطى حق التصويت فقط لقبيلة دينكا نقوك، دون مشاركة قبيلة المسيرية، ذات الأصول العربية الموالية للسودان.

وصوّت الناخبون من المنتمين لقبائل دينكا بالموافقة على ضم أبيي إلى جنوب السودان، بنسبة 99.9% من الأصوات، في الاستفتاء غير الرسمي الذي ظهرت نتيجته في 31 تشرين أول/ أكتوبر، وسط مقاطعة من حكومتي الخرطوم وجوبا، وقبيلة المسيرية المشاركة مع قبيلة "دينكا نقوك" في المنطقة نفسها.

وبمجرد الإعلان عن نتائج الاستفتاء، سارع مسؤولون من حزب "المؤتمر الوطني الحاكم" في السودان إلى التهديد بإجراء استفتاء آخر، رغم تأكيد حكومة جنوب السودان على أنها لا تدعم إجراء استفتاء أحادي الجانب لتحديد الوضع النهائي لمنطقة أبيي المتنازع حولها.

وكان من المفترض أن يجرى استفتاء أبيي بالتزامن مع استفتاء انفصال الجنوب عن الشمال في كانون ثاني/ يناير 2011، إلا أن الاختلاف حول أهلية الناخبين، عطل الخطوة.

وفي حين تتمسك الخرطوم بمشاركة قبائل المسيرية، البالغ عددهم حوالي 450 ألف شخص، في الاستفتاء، يطالب الجنوب بأن يقتصر التصويت على قبائل "دينكا نقوك"، المتحالفة معه، ويقدر عدد أفرادها بحوالي 200 ألف مواطن.
التعليقات (0)