صحافة إسرائيلية

الاتفاق يبتعد .. مصاعب في مفاوضات جنيف

الصحافة الاسرائيلية
الصحافة الاسرائيلية
تناولت الصحافة الاسرائيلية الصادرة اليوم مواضيع مختلفة، لكنها ركزت على الملف الايراني وزيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى موسكو.

 
اوباما يُقامر بنا
 
تحت عنوان "اوباما يُقامر بنا" كتب اسرائيل هرئيل في صحيفة هآرس:
 
 يطمح براك اوباما الى أن يُكتب اسمه في التاريخ باعتباره كان يستحق سلفة الأمل التي منحها العالم له، أي جائزة نوبل للسلام. ويخرج اوباما بازاء ايران الى مغامرة برهنة لا أمل منها، على أنه كان يستحقها. وهو في أحسن الحالات يقامر بمصير الشرق الاوسط ولا سيما مكانة اسرائيل فيه ومستقبلها.إن اتفاق الأوهام الذي سيوقع في الايام القادمة سيُسقطه مع كل السائرين معه في مسيرة الأوهام في بئر حفرتها ايران له.
 
ليس بعيدا اليوم الذي يثبت فيه أن اوباما تعوزه الصفات المطلوبة لزعيم يتحمل مسؤولية عن سلام العالم وهي: تشخيص صحيح للواقع (ايران تُضلل)، وتمسك بالمهمة ("الولايات المتحدة لن تُمكّن ايران من صنع سلاح نووي")، والجرأة (الثبات على كلامه).
 
وعد اوباما بأن يمنع انضمام مملكة آيات الله الى النادي المنتج للسلاح النووي. بيد أن الوثيقة التي سيوقع عليها لن تمنع ذلك. وهذا كسوف أصاب شريكاته ايضا ومنها فرنسا، التي قرقرنا حول رئيسها الشاحب جدا، وربطنا أنفسنا بعجلته.
 
إن الاتفاق هو ذروة السذاجة أو أصح من ذلك، إدعاء السذاجة.
 
إن امريكا ومعها سائر المتعجلين الى "اتفاق" مع ايران يعلمون أنه سيكون لايران سلاح ذري بسبب السلوك الحالي. فالذي بلغ الى الحافة سيبلغ الى النهاية إلا اذا زيدت عليه العقوبات.

 واليكم المفارقة: في وقت أصبح فيه العالم الاسلامي والعربي في درك الفوضى خاصة وأصبحت أكثر الدول الرئيسة في فوضى حكم بل على شفا تفكك، تدفع القوى العظمى قدما بحصول المنطقة على القدرة النووية في واقع الامر. ولن يُمكّن السنيون الشيعة – وقد أصبحت ايران البغيضة غير العربية هي المتقدمة – أن تكون الجهة المهيمنة في الاسلام.

 ولن تجلس السعودية ومصر وتركيا – وهي الدول السنية المركزية – مكتوفة الأيدي. وقد يتحول الارهاب "التقليدي" الى ارهاب نووي.
 
في هذه الحال يقول بنيامين نتنياهو – وليس هو شخصا شجاعا دائما – الحقيقة، كل الحقيقة، والحقيقة فقط. فهو الولد الذي يتجرأ على أن يصرخ – كما كان دائما – بأن العالم عارٍ ويتصرف، كما كان دائما ايضا، في عدم حياء. وهو بسبب ذلك تُصب عليه جامات الماء البارد حتى في الداخل.

 وكثير ممن يناكفونه يتكلمون بلسان الولايات المتحدة في اسرائيل. وأما الآخرون الذين هم أكثر استقلالا بآرائهم فقد أُصيبوا كاليهود في جميع الحقب بالجُبن بسبب "عدم المسؤولية" في مجابهة رئيس الولايات المتحدة "مع ما في ذلك من الأخطار الكامنة".
 
وحينما نقول "الداخل" نعني ايضا يهود المهجر. لأنه يوجد حلف أبدي بيننا وبينهم. قبل أقل من اسبوعين اجتمع في اسرائيل مجلس الطوائف اليهودية في امريكا الشمالية (وهو جمع أظهرت الطوائف في اسرائيل اهتماما قليلا به إن أظهرته أصلا).

 وكان يمكن أن تسمع هناك حتى من اشخاص بارزين القول التالي: حينما يقف نتنياهو ليواجه الرئيس علنا فانه يتجاهل الآثار التي قد تكون للمواجهة على مكانتنا، مكانة يهود امريكا. هكذا بصراحة. ومع دعم كهذا من الداخل، ما العجب أن تبقى اسرائيل وحدها تقريبا في الخارج. "ويبقى يعقوب وحده"، كما ورد في صلاة الاسبوع الماضي.
 
لا يعبر الاتفاق عن غضب العالم على ايران بل عن مهانته واستخذائه. وسيمنعون اسرائيل حتى لو تبين أنه سُدت كل الطرق من أن تستخدم عملية عسكرية. فاوباما لن يعترف بأنه خُدع. وسيخفي مع السائرين معه الأدلة. أجل، كان اوباما يستطيع أن يختار بين منع ايران من الحصول على القنبلة والاستخذاء، فاختار الاستخذاء وسيحصل على قنبلة نووية.


الاتفاق يبتعد .. مصاعب في المفاوضات في جنيف

وفي صحيفة معاريف كتب جدعون كوتس تحت عنوان: الاتفاق يبتعد مصاعب في المفاوضات في جنيف:

25 دقيقة بالاجمال استغرقت الجلسة الافتتاحية لجولة المفاوضات الثالثة في جنيف بين القوى العظمى الستة وايران. وقال مسؤول كبير في الوفد الامريكي الى المحادثات انه على حد قول وزير الخارجية جون كيري، لا يوجد اي عجلة للوصول الى تسوية. 
"ينبغي لهذه ان تكون صفقة جيدة"، قال، "والخطوة الاولى يجب أن تقدمها نحو اتفاق شامل. نحن نأمل ان يكون ممكنا الوصول الى هذا، ولكن المباحثات صعبة. سنرى..." هكذا أجمل حديثه.

ومن الجهة الاخرى قال أمس وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف: "انا متفائل من امكانية التوقيع، اذا ما تمسك الامريكيون بموقفهم، ولكن المفاوضات الحقيقية الان ليست بيننا وبين القوى العظمى، بل بين الولايات المتحدة وفرنسا". 

واشتكى الناطق بلسان الوفد الايراني على مسمع من مراسل "معاريف" فقال: "نحن جاهزون للاتفاق، ولكننا لا نعرف بعض على اي وثيقة، فهل هذه هي الوثيقة التي وضعت على الطاولة في نهاية الجولة السابقة". والمقصود هو اغلب الظن صيغة البند الذي يعنى بوقف نشاط مفاعل المياه الثقيلة لانتاج البلوتونيوم في أراك. 

وقال المصدر الامريكي ان الخطوة الاولى ستتضمن تشديدا للرقابة على المفاعل في بوردو، في نتناز وفي اراك. ولكنه لم يشر الى النية للمطالبة بالوقف الفوري للنشاط، مثلما تطالب فرنسا. وبالفعل، حسب المعلومات التي تسربت، يبدو أنه يوجد بين القوى العظمى خلافات متجددة على صياغات الاتفاق، حيث تتصدر فرنسا المواقف الاكثر تصلبا. ففرنسا تطالب بفتح فوري لكل منشآت النووي الايرانية امام الرقابة الدولية، الوقف التام لتخصيب اليورانيوم الى درجة 20 في المئة، تخفيض مخزون اليورانيوم القائم وفوق كل شيء الوقف الفوري والتام لبناء مفاعل المياه الثقيلة في اراك. 

تصريحات الزعيم الاعلى لايران علي خمينئي،  الذي اتهم فرنسا امس في أنها "ركعت امام اسرائيل"، لم تضف أغلب الظن لاستعدادها المساومة. "تصريحات خمينئي تعقد وضع المفاوضات في جنيف"، قالت الناطقة بلسان الحكومة الفرنسية نجاة بلقسام. 
وبردت الرياح الباردة وذرات الثلج الاولى التي بدأت تهطل في جنيف امس التوقعات بشأن امكانية التوقيع السريع على الاتفاق المرحلي، وأخذ الصحفيون الذين وصلوا للمرة الثالثة لتغطية المفاوضات على عجل في اعقاب الشائعات بـ "التوقيع في كل لحظة" الاستعداد لايام اخرى من عدم اليقين.

موعد التوقيع المقدر، الذي تقرر حسب الشائعات ليوم غد، لم يعد يبدو مضمونا. وكان توافق واحد بين المراسلين الايرانيين والاسرائيليين الذين تجمعوا من جديد في المركز الاعلامي: حان الوقت لان تنتهي حرب الاستنزاف هذه. وذلك رغم أن الليالي البيضاء خلقت هنا علاقات مهنية بل واجتماعية مفاجئة. 

بالنسبة لمخاوف اسرائيل، يقول المصدر الكبير للوفد الامريكي: "لدينا ذات الاهداف، حتى وان كانت هناك خلافات في الطرائق. والمشاورات الوثيقة مع اسرائيل ستستمر. وقد عاد ووعد بان يكون رفع العقوبات محدودا جدا ويتم فقط في قطاعات معينة والا ترفع العقوبات الاقتصادية والمركزية على النفط والبنوك. وعلى حد قوله، فان حقيقة أن الاتفاق سيحصر بستة اشهر، ستمنع تدفق الشركات نحو تنفيذ صفقات مع ايران. 

وقالت محافل دبلوماسية في جنيف ان الضغوط الاسرائيلية في اللحظة الاخيرة لمنع التوقيع على الاتفاق "اثرت على فرنسا، ولكنها لن تؤثر على فلاديمير بوتين". وقدرت ذات المحافل ايضا بان اسرائيل عمليا سلمت بالتوقيع على الاتفاق منذ هذه الجولة.


روسيا فرصة لا تجوز إضاعتها

وفي صحيفة "إسرائيل اليوم: كتب درور إيدار تحت عنوان: روسيا فرصة لا تجوز إضاعتها

يزور رئيس الوزراء نتنياهو روسيا، وتضج وزارة الخارجية الامريكية بمساعدة مدافع وسائل الاعلام الليبرالية في الولايات المتحدة. والتهمة – التشويش على احتمال التوقيع على اتفاق مع ايران. فلم يستوعبوا هناك أن المصلحة الاسرائيلية في المسائل الوجودية تتغلب. هذا الى أنه يُخيل إلينا في هذه القضية أن ادارة اوباما تبيع سلام الغرب (والشرق الاوسط) في مزاد علني.

وعندنا تحدث وزير الخارجية ليبرمان عن "سياسة خارجية متعددة الاتجاهات" تبحث عن حلفاء واصوات اخرى تضاف الى الولايات المتحدة، وضجت الاصوات مرة اخرى. إهدأوا من فضلكم، فقد تحدث ليبرمان عن اتجاهات اخرى لا عن استبدال الحلف. فما السيء في هذا؟ إليكم الامر السيء: إن زيارة نتنياهو وتصريح ليبرمان يمسان العصب الحساس للنخبة القديمة التي اعتادت أن تنظر الى الولايات المتحدة من موقف دولة تابعة. فاليسار الاسرائيلي يتمنى منذ سنين طويلة حلا سياسيا مفروضا من الولايات المتحدة علينا، وشيئا على هيئة المقابلة المهددة التي أجراها جون كيري في المدة الاخيرة مع القناة الثانية حيث حذر وعبر عن تفهم لنشوب "انتفاضة ثالثة" اذا لم نتعجل التوقيع على اتفاق انتحار سياسي.

إننا بعد عشرين سنة من الهجرة الكبيرة من روسيا والاتحاد السوفييتي السابق، وما زالت أجزاء بيننا تعامل يهود روسيا في تشكك. جاءت في هذه الهجرة نخبة ناضجة لم يجرِ عليها تحويل يساري هنا، وكانت متحررة من الاشتراطات السياسية السوية المعروفة. فليس من العجب أن أكثرية مطلقة من هذه الهجرة توالي اليمين المحافظ العلماني – الذي هو بيقين منديل أحمر عند قوى الانتقاض في داخلنا التي تنظر في خوف الى مجموعة اجتماعية كبيرة مثقفة تحتقر المواقف الانهزامية السياسية والقومية لليسار الاسرائيلي ولا تراها تحديا فكريا لها.

 وفي روسيا نفسها، وهي دولة ذات موارد طبيعية واقتصادية عظيمة، مع امكانات أعمالية ضخمة، تشكل مجتمع يهودي فيه مئات آلاف صلته باسرائيل بخلاف اليسار اليهودي في امريكا غير مشكوك فيها. فلا تكاد توجد عائلة يهودية دون أقرباء من الدرجة الاولى في البلاد أو اصدقاء. وتوجد عائلات ثكلى في روسيا سقط أبناؤها في خدمتهم في الجيش الاسرائيلي. واسرائيل مع انجازاتها في العلم والأمن ومع خلفيتها التاريخية مصدر لفخر لا يُخفى.

 وتأثير اليهود في الثقافة والاقتصاد ونظام الحكم في روسيا لا يقل عمقا عنه في الولايات المتحدة. وإن عددا من أغنياء روسيا في قائمة "فور باص" يهود ويفضل أكثرهم خلافا للولايات المتحدة ألا يناضلوا علنا من اجل اسرائيل، لكن عندهم من وراء الستار استعداد والتزام عميق للمساعدة.

وعلى العموم فان العمل مع الادارة الروسية يختلف جدا عنه مع الولايات المتحدة. فالاقوال المتحرشة بالنظام لا تساعد. والتقليد السياسي في روسيا هو محاولة التأثير دون جماعات ضغط. فالوصول الى قادة النظام مباشر. ولا توجد عداوة غير عادية لنا بل مصالح اقتصادية في الأساس. والرأي العام الروسي (كرأي قادة الادارة غير المعلن) لا يحب الاسلام، ولاسرائيل نقاط استحقاق أكثر. لكن المال الكثير موجود في ايران ودول مسلمة اخرى. وإن تأييد السلطات الروسية لاسرائيل على حساب الدول العربية لن يلاقي معارضة من الرأي العام.

وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، فقد نشأ لاسرائيل في العقدين الاخيرين صورة دولة لا تحب رجال الاعمال الروس. ونحن نعرف الافكار النمطية القبيحة المتعلقة بكبار الأثرياء والعلاج الاعلامي والقضائي لهم. وهذا الجو يضر ايضا بالصلة بيهود روسيا لأن بنية المجتمع اليهودي هناك تختلف عنها في الغرب، ولرجال الاعمال في مرات كثيرة ايضا مكانة الزعامة في المجتمعات.

إن لاسرائيل مصلحة عالية في إدخال جماعة الاعمال اليهودية في روسيا الى الاستثمار في اسرائيل. فاذا سهّلنا عليهم فسيأتي على أثرهم ايضا رجال اعمال غير يهود. وتبرز بازاء الامكانات الاقتصادية الضخمة إضاعة فرصة التحقيق الفاشل، لكن ذلك غير متأخر بعد. إن منظمات مثل المؤتمر اليهودي الروسي وغيره تنتظر اشارة فقط ويُسعدها أن تساعد.

ويمكن الاستعانة مع الاعمال العادية بأثرياء روسيا لانشاء الرد المحافظ – الصهيوني على صندوق اسرائيل الجديد وشتى المنظمات اليسارية التي تستعين بمال اجنبي. فالحديث عن رجال اعمال موالين للصهيونية ولليهود لهم يد ورجل في المجال الثقافي – الاكاديمي ايضا وهم يدركون قوة ميدان الوعي. فهذا هو الوقت لتغيير النظرية.
التعليقات (0)