مقالات مختارة

ما يصعب على الأمريكان فهمه فى الشرق الأوسط هو روسيا

علي بن حمد الخشيبان
1300x600
1300x600
ما لا تفهمه أمريكا فى الشرق الأوسط ليس شعوبها وسياساتها وأيديولوجياتها فقط بل أثبتت الولايات المتحدة أنها لا تفهم روسيا أيضا التى استطاعت أن تتبنى مشروع عودتها للشرق الأوسط ليس من خلال إيران بل بخطة إن نجحت فستكون من الخليج إلى المحيط بما فى ذلك إسرائيل حليف أمريكا.

لم ولن ينسى الروس كيف ساهمت أمريكا فى إيران وتحديدا فى عهد الشاه وفى أفغانستان، وجعلت من روسيا دولة غير قادرة على التحرك بل وأعلنت للعالم أن من هزمها ثلة من المجاهدين فى أفغانستان كان ذلك عندما كانت أمريكا يديرها دهاقنة السياسة الأمريكية الكبار.

اليوم يبدو أن اللعبة ومعاييرها السياسية تتبدل ويصعب على سياسيى أمريكا فهم روسيا التى تأتى اليوم إلى الشرق الأوسط بثوب جديد لا يمكن تدنيسه من خلال وصف روسيا بأنها الدولة الشيوعية الملحدة.. روسيا اليوم تأتى إلى الشرق الأوسط بثوب ديمقراطى صنعته لنفسها بطرق ماهرة ولم يعد أحد يتذكر أو يذكر روسيا الشيوعية الملحدة.

اليوم يبدو أننا أمام لعبة ملء الفراغ السياسى فكما نلاحظ أن الفراغ السياسى الدولى الذى تتركه أمريكا فى مصر بسبب سياساتها المرتبكة بدأ يملأ بالهواء الروسى وبالتأكيد إذا استطاعت روسيا أن تعود إلى مصر فإن ابواب العالم العربى الأخرى لن تكون مغلقة فى كل الأحوال امام الدب الروسى الذى لا يمكن اليوم أن تشوه سمعته مرة أخرى تحت مقصلة الالحاد أو الاشتراكية فهو يدرك تماما ويفهم مفاتيح المنطقة، فحتى إسرائيل ستجد فى روسيا ملاذا أخيرا لتخليصها من إيران.

(عن صحيفة الشروق 20/11/2013)
التعليقات (0)