علوم وتكنولوجيا

"الأنفيرتر" .. صناعة تتحدى الحصار وأزمة الكهرباء في غزة

جهاز "الأنفيرتر" يوفر التيار الكهربائي وتم تصنيعه في غزة
جهاز "الأنفيرتر" يوفر التيار الكهربائي وتم تصنيعه في غزة
"مصائب قوم عند قوم فوائد".. ينطبق هذا القول على قطاع غزة المحاصر الذي يعاني من مأساة إنسانية في كافة مناحي الحياة بسبب أزمة الكهرباء.

ففي ورشة متوسط المساحة، لتصنيع أجهزة "الانفيرتر" أو "يو بي أس"، يجلس عشرات الشباب، منهمكين في العمل بشكل ملحوظ، في محاولة منهم لصناعة أكبر عدد ممكن من الأجهزة.

وحركة العمل النشطة تلك، أوجدها الطلب المتزايد من قبل المواطنين في الآونة الأخيرة على أجهزة "الانفيرتر"؛ بسبب أزمة الكهرباء التي تعاني منها المدينة المحاصرة، لتخفف هذه الأجهزة قليلًا من معاناة الظلام الذي تغرق به بيوت ساكنيها لساعات طوال.

وجهاز "الانفيرتر" أو "يو بي أس" عبارة عن جهاز يحوّل جهد البطارية 12 فولت، إلى جهد متردد 220 فولت، ويوفر التيار الكهربائي في حال غيابه.

ويتم توصيل جهاز "الانفيرتر" ببطارية سيارة، من خلال أسلاك لتوليد الطاقة الكهربائية، حيث يؤخذ التيار المستمر من البطارية، ليتم تحويله إلى تيار متردد.

ويقدّر العمر الافتراضي للبطارية المستخدمة بالعام ونصف العام.

وأعلنت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، قبل نحو أسبوع من الآن عن توقفها عن العمل بشكل كلي، لتعلن بذلك توقف مناحٍ عدة من حياة الأهالي في القطاع ومؤسساته، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية محققة ستلحق ب 1.8 مليون مواطن يقطنون في غزة.

وتغيب كهرباء غزة لأكثر من ثمانية أيام متتالية عن بيوت أهالي المدينة المحاصرة.

وتعتمد محطة الكهرباء الوحيدة في المدينة المحاصرة في عملها بشكل رئيس على الوقود المهرب من مصر، عبر الأنفاق التي تأكد هدم 98% منها بفعل الجيش المصري، عقب الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو.

ويلزم لتشغيل محطة الكهرباء بغزة نحو 650 ألف لتر يومياً من السولار الصناعي لتعمل بكامل طاقتها، وهو الأمر الذي تعجز المحطة عن توفيره في الوقت الراهن.

وقال مدير شركة الرقب للأجهزة الكهربائية والإلكترونيات في جنوب قطاع غزة رفعت الرقب : "مع اشتداد أزمة الكهرباء مؤخرًا، ازداد طلب المواطنين على أجهزة "الانفيرتر" بشكل كبير جدًا، مما اضطرّنا إلى العمل لساعات إضافية واستيعاب عمّالاً جدد، رغم أن البنية التحتية للمصنع لا تحتمل، وذلك لنتمكن من تلبية طلبات الزبائن".

وأضاف خلال حديثه مع مراسلة الأناضول: "بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وغياب الوقود المصري وشح الكيان الإسرائيلي، انخفض استخدام المواطنين للمولدات الكهربائية، وازداد طلبهم على أجهزة "الانفيرتر".

وأشار إلى أن "ازدياد وعي المواطنين بخطر المولدات الكهربائية والضوضاء الذي تسببه، دفعهم لاستخدام أجهزة أكثر أمنًا وتوفيرًا".

وأشار الرقب إلى أنه لم يتم رفع سعر "الأنفيرتر" على المستهلك كخطوة إنسانية من شركته.

ويتابع: "عدد الساعات التي يوفر فيها "الانفيرتر" الكهرباء للمنزل، تعتمد على القدرة المستهلكة عند المستخدم وحجم البطارية"، مضيفًا "متوسط عدد الساعات يصل إلى 8 ساعات عند تشغيل أحمال عادية كالتلفاز والإنارة، ومن يرغب بزيادة عدد الساعات عليه أن يشتري بطاريات أكبر".

وتمكّن الغزّييون من تحقيق اكتفاء ذاتي في صناعة أجهزة "الانفيرتر"، والذي كان يصنّع في قطاع غزة منذ سنوات إلا أن أزمة الكهرباء أنعشت هذه الصناعة مؤخرًا في القطاع.

وتمكّنت شركة الرقب من إضافة تطورات تقنية عالية إلى أجهزة "الانفيرتر" ملائمة للأوضاع في غزة، كما يؤكد مدير الشركة.

ولفت مدير شركة الرقب إلى أن أزمة الكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة، أدت إلى زيادة الطلب على أجهزة "الانفيرتر"، مما وفّر فرص عمل لعشرات الشباب في مصنعه.

يذكر أن الحكومة الفلسطينية في غزة أعلنت سابقا أن أزمة انقطاع التيار الكهربائي الشديدة التي تعصف بسكان قطاع غزة تعد "أزمة سياسية"، وكشفت عن إجرائها اتصالات مع دولة قطر لحل هذه الأزمة.
التعليقات (0)