حول العالم

مشروع كهرومائي يثير قلقا من تحويل جنة في البوسنة الى صحراء

محطة كهرومائية في جنوب البوسنة - أ ف ب
محطة كهرومائية في جنوب البوسنة - أ ف ب
 تصب القناة المائية الضيقة المحاطة بالاشجار المورقة في بحيرة زرقاء تحيط بها الجبال في جنوب البوسنة... انها محمية هوتوفو بولتو احد مواطن طيور البلقان المهاجرة.
لكن هذه الجنة الارضية الممتدة على 7400 هكتار باتت اليوم مهددة بالزوال، بسبب مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية، بحسب ما تقول منظمات غير حكومية تعنى بالحفاظ على البيئة.
ويقول زوران ماتلايك المسؤول عن الصندوق العالمي للطبيعة في البوسنة "ان هذا المشروع يشكل خطرا على ما تبقى من مستنقعات في دلتا نيريتفا المطل على البحر المتوسط، ونحن نكافح للحفاظ عليها".
وهذا المكان هو غابة تضم نحو 160 نوعا من الطيور، وتشكل ملاذا في الشتاء للطيور المهاجرة من الشمال الاوروبي.
وتندد المنظمات غير الحكومية بهذا المشروع الذي يقضي بانشاء ثلاث محطات لتوليد الطاقة في البوسنة، ومحطة رابعة في كرواتيا.
وتقدر قيمة هذه المشاريع ب 800 مليون يورو تقريبا، وهي تشكل المرحلة الاخيرة من بناء محطات كهرومائية بدأ تشييدها في السبعينات نظام تيتو الشيوعي، وتوقفت بسبب حرب البلقان في التسعينات.
وتعمل حاليا اربع محطات، ثلاث في البوسنة وواحدة في كرواتيا، وتنتج 2800 غيغاوات. ولدى الانتهاء من المحطات الاربع الاضافية سيرتفع الانتاج الى 3900 غيغاوات سنويا.
وتعد البوسنة من الدول الاوروبية النادرة القادرة على تصدير الكهرباء في جنوب شرق اوروبا.
وهذه المنطقة غنية بالمياه وتتمتع بمنسوب مرتفع من المتساقطات.
لكن المدافعين عن البيئة ينظرون الى الامر من زاوية مختلفة.
ويقول عالم الطيور مارينكو دالماتين "في حال تحقق هذا المشروع، فان البحيرة ستتحول الى مستنقع عديم الفائدة، وستهجر الطيور هذا المكان".
ولتشغيل المعامل الجديدة، ينبغي تحويل مجاري المياه المتجهة الى منطقة بحيرات هوتوفو بلاتو، ودلتا نيريتفا، باتجاه معامل الطاقة، علما ان مجاري المياه هذه هي من الموارد المائية الاساسية في تلك المنطقة الزراعية التي بدأت اصلا تعاني من نقص المياه وازدياد نسبة الملح في مياه الري.
ويقول مدير المحمية نيكولا زوفكو "لا احد يسألنا عن رأينا، فمجموعات الضغط المستفيدة من مشاريع توليد الطاقة أقوى منا".
ومن المقرر ان يبدأ اول المعامل الاربعة الجديدة بالعمل في العام 2017، بحسب ما يقول مديره.
ويقر هذا المهندس بان بعض مجاري المياه ستحول من وجهتها العادية لري الاراضي الزراعية، باتجاه المعمل، لكنه ينفي الاتهامات الاخرى التي تتحدث عنها المنظمات غير الحكومية.
ويقول "لا يمكن ان نبني محطة توليد طاقة من دون اثار جانبية سلبية، لكن هدفنا هو ان نقلص هذه الاثار السلبية الى الحد الادنى الممكن".
وعلى بعد كيلومترات عدة، الى جنوب هوتوفو بلاتو، يبدي مزراعون في منطقة متكوفيتش الكرواتية المجاورة قلقهم الكبير من هذه "الكارثة".
وهم يتخوفون خصوصا من ان تنضب المياه الجوفية المستخدمة في الري، فتطغى مكانها مياه البحر الادرياتيكي المالحة.
ويقول احد المسؤولين المحليين في المنطقة المعني بشؤون التنمية الريفية ان بساتين الليمون تدر 30 مليون يورو سنويا، اي ما يعادل العائدات المرتقبة من المعامل الجديدة للطاقة.
وبحسب منظمة ايكو موست المحلية وغير الحكومية، فان تحويل مجاري المياه الى المعامل سيؤدي الى زيادة نسبة الملح وتحويل المكان بالتالي الى صحراء جرداء خلال عشرين عاما.
التعليقات (0)