حول العالم

الأطفال ضحية واقع الحياة "المُر" في زامبيا

اطفال زامبيا يضطرون للعمل لاعالة ذويهم
اطفال زامبيا يضطرون للعمل لاعالة ذويهم
الصراع من أجل البقاء أصبح سمة الحياة اليومية لكثير من الأطفال في زامبيا، الذين أجبرهم واقع الحياة "المٌر" على ترك مدارسهم والاتجاه نحو سوق العمل، وسط تحذيرات حقوقية من إمكانية أن يصبحوا فريسة سهلة لعالم الجريمة.
جورج مولييا (11 عاما) وجيري كيلو (10 أعوام) مثالين لعمالة الأطفال في زامبيا.فمولييا الذين كان يستيقظ مبكرا في الماضي للذهاب للمدرسة، أصبح اليوم وافدا جديدا لسوق العمل، حيث ينهض من فراشه يوميا عند بزوغ الفجر لمرافقة والدته والذهاب معها للعمل في أحد المحاجر؛ مصنع تحطيم الحجارة.
وقال الصبي لوكالة الأناضول:" احتاج في العادة إلى أسبوع من أجل سحق كمية من الحجارة يصل وزنها لـ30 كيلوجراما، وذلك قد يجلب لي حوالي 106 كواشا (20 دولار).ويضيف مولييا أنه من أجل توفير تلك الكمية من الحجارة، عليه الذهاب إلى العمل مبكرا في تمام السادسة صباحا وتحطيم الحجارة لمدة 12 ساعة على الأقل.ووفقا لأخر الإحصاءات الوطنية للتعداد السكاني والذي تم إجرائه في 2010، فإن 58 % من أطفال زامبيا البالغ عددهم مليون طفل، وتتراوح أعمارهم بين 6 و15 عاما يعملون في الأعمال اليدوية، ومن بنيها أعمال خطرة.كليو جيري التي أصبحت أيضا من العاملين في تحطيم الحجارة وبدأت العمل مع والدتها منذ مقتل والدها في حادث سير قبل ثلاثة أعوام، تقول:" أجبرت على ترك المدرسة ومساعدة والدتي في العمل، لأن أقاربنا ليسوا على استعداد لمساعدتنا".وأضافت في تصريحات لـ"الأناضول":" لا أريد تحطيم  الحجارة، ولكن ليس لدي أي خيار آخر سوى العمل في المجال الذي تعمل فيه أمي."وعن الصعوبات التي تواجهها في العمل، قالت كليو:" أحيانا يتم سرقة الحجارة المسحوقة في بعض الأحيان في الليل، مما يجعلنا في حاجة إلى البدء في سحق كمية حجارة جديدة في الصباح".
ويجبر العديد منهم من قبل والديهم على الانخراط في الأعمال الخطرة من أجل تكملة دخل الأسرة.إلا أن تلك الأعمال أثارت انتقادات حقوقية واسعة، وقالت الناشط في مجال حقوق الطفل "غودفري سيموكونديه" إنه ينبغي تجريم إرغام الأطفال على العمل في الأعمال التي تضر بهم أو تهدد حياتهم أو تسلب منهم الفرص الواعدة بمستقبل أفضل.وأضاف إن هؤلاء الأطفال يعملون دون كلل ويبذلون جهودا مضنية من أجل تخفيف ويلات الجوع عن أسرهم.وأِشارت إلى أنه بالنسبة لهم (الاطفال) فأن " للأصلح"، لذا قد يتجاهلوا طفولتهم وتوظيف كل الوسائل اللازمة لتغطية نفقاتهم.وعن الوظائف التي يعمل بها الأطفال بجانب تحطيم الحجارة، تقول "سيموكونديه" :إنه بجانب مهنة تحطيم الحجارة، فأنه يتم تفضيل توظيف الأطفال في وظائف وضيعة منخفضة الأجر في المزارع أو في حفر الإغراق (النفايات)، وغسل الملابس وغيرها". وأشارت إلى أن انخراط الأطفال في العمالة، يؤدي إلى فقدانهم فرصة التعليم، بجانب المخاطر الجسدية، مثل الإصابات المحتملة من الأدوات الثقيلة، واستنشاق الغبار الذي يؤدي إلى السحار السيليسي أو (تغبر الرئة) وغيرها من الأمراض".
أما الأطفال العاملين في المنازل، فأوضحت  سيموكونديه إلى أنهم يكونون على الأرجح الأكثر عرضة لمواجهة الاعتداء الجسدي والجنسي.ويحذر الخبراء من أن أطفال زامبيا أكثر عرضة للانجرار إلى عالم الجريمة.وقال "سيموكونديه" على سبيل المثال، أنه سجل عدة حالات من الأطفال العاملين الذين تم توظيفهم كمهربي المخدرات .ويمكن أن يتعرض الأطفال في العالم السري للجريمة لمخاطر جمة، بما في ذلك الاعتداء الجنسي وما يسفر عنه من أمراض.وكثيرا ما يتعرض الأطفال الذين يعيشون في مثل هذه الظروف، لصدمات نفسية مما يدفع البعض منهم، إذا كانوا لا يحصلون على المساعدة، إلى اللجوء إلى الدعارة أو غيرها من الجرائم .
واعتبرت منظمة العمل الدولية أن عمالة الأطفال في زامبيا غالبا ما تكون "استراتيجية للتغلب على الظروف الصعبة" للأطفال المتضررين بعد أن يصبح المعيل الرئيسي للأسر غير قادر على توفير المال لجميع أفراد الأسرة .ولهذا الغرض، ناشد المدير القطري لمنظمة العمل الدولية في زامبيا، الحكومة لاتخاذ الخطوات اللازمة لحماية الأطفال من العمل الضار .وقال "مارتينز كليمنسون" لوكالة الأناضول أن الأطفال يجب أن يتم حمايتهم من جميع أشكال عمل الأطفال الاستغلالي .وأضاف:" يتعين على الحكومات أن تفعل أكثر من مجرد توقيع اتفاقيات دولية لحماية الأطفال"، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقيات بحاجة إلى أن تترجم إلى سياسة  واقعية تهدف إلى حماية الأطفال".
التعليقات (0)