سياسة دولية

قاعدة تركية جديدة في الشمال السوري.. ومصادر توضح الأهداف منها

أسس الجيش التركي في الشمال السوري 12 قاعدة عسكرية و113 موقعا- الأناضول
أسس الجيش التركي في الشمال السوري 12 قاعدة عسكرية و113 موقعا- الأناضول
أكدت مصادر من المعارضة السورية لـ"عربي21" دقة الأنباء المتعلقة باعتزام الجيش التركي إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في مناطق سيطرة الجيش الوطني المدعوم من تركيا بريف محافظة الرقة، أو ما يعرف بمنطقة العمليات العسكرية "نبع السلام".

وكان "المرصد السوري" لحقوق الإنسان قد كشف عن قيام الجيش التركي بإنشاء قاعدة عسكرية في ريف عين عيسى، معتبراً أن الهدف منها هو تعزيز تواجد الجيش في تلك المنطقة.

وسيطر الجيش الوطني المدعوم من تركيا على مناطق من ريفي الرقة والحسكة، في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، بعد معارك خاضها ضد وحدات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكردستاني، في عملية أطلق عليها اسم "نبع السلام".

تركيا تتحسب لتغيّر التموضع العسكري الإيراني
أما المسؤول السياسي في مكتب العلاقات العامة في الفيلق الثالث التابع لـ"الجيش الوطني" هشام سكيف، فيقول إن "القاعدة تأتي في إطار تعامل تركيا مع التغير في التموضع العسكري الإيراني في سوريا عموماً".

ويشير في حديثه لـ"عربي21" إلى "الهجمات الجوية التي يشنها الجيش التركي على النقاط التابعة لحزب "العمال" الكردستاني الذي يهيمن على قرار قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكياً، في المنطقة".

وبحسب سكيف فإن الحملة الجوية التركية تحقق النتائج الجيدة في الميدان، معتبراً أن "القاعدة الجديدة تخدم زيادة التحشيد التركي في سوريا، وخاصة أن تركيا تتوعد بشن عملية عسكرية جديدة في سوريا".

‌ويعتقد النائب السابق لقائد الجيش السوري الحر، مالك الكردي، أن إنشاء القاعدة التركية لتغطية الفرجة الواسعة بين مناطق "نبع السلام" ومناطق "قسد"، ويقول لـ"عربي21": "أعتقد أنها تأتي ضمن اتفاقيات سوتشي لتحقيق مراقبة أدق للاختراقات على الحدود بين الجانبين، كما أنها تأتي لتأمين هذه المنطقة من عمليات التسلل الحاصلة لعناصر من التنظيمات الكردية المعادية لتركيا".

ويتوقع الكردي أن تعمد تركيا إلى إنشاء قواعد جديدة لتغطية هذه المنطقة، ويقول: "هذه القواعد تشكل بمجملها قاعدة انطلاق وإمداد القوات التركية في حال اتخذت القرار لتوسيع مناطق نبع السلام باتجاه الجنوب وصولاً إلى الرقة لطرد قسد من المنطقة، وهو احتمال قائم على تغير الظروف ومواقف التحالف بالمنطقة".

من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي التركي، عبد الله سليمان أوغلو، إن المنطقة التي تعتزم تركيا تشييد قاعدة عسكرية هي منطقة متعددة السيطرة، فهي تسجل تواجداً لقوات المعارضة والجيش التركي شمال طريق "m4"، وفي جنوبه تتواجد "قسد" وقوات تابعة للنظام وروسيا وإيران، علاوة على وجود قواعد "التحالف الدولي" بالقرب أيضاً.

الرد على اعتداءات "قسد"
وأضاف لـ"عربي21" أن الجبهات بين المعارضة و"قسد" تشهد عمليات تسلل ومناوشات، وبالتالي فإن القاعدة التركية تساعد في منع عمليات التسلل والتهريب، وتخدم الرد المباشر على اعتداءات "قسد".

وفي السياق ذاته، يقول أوغلو إن "القاعدة الجديدة قد تشكل عاملاً مساعداً للتحرك من قبل الجيش التركي في حال حدوث تغييرات على خارطة السيطرة، أو في حال قيام أحد الأطراف الدولية بالتحرك عسكرياً".

عين عيسى وأهميتها
ويشير الكاتب والمحلل السياسي، باسل المعراوي، إلى أهمية مدينة عين عيسى في الحسابات التركية كونها تعتبر عاصمة ما يسمى بـ"الادارة الذاتية" التي شكلتها "قسد"، ولأنها تقع على الطريق الدولي "m4" الذي يربط المنطقة الشرقية والشمالية والساحلية.

اظهار أخبار متعلقة


ويوضح في حديثه لـ"عربي21" أن "تركيا تسعى للتحكم بالطريق"، مبيناً أن "السيطرة على عين عيسى تعزل مناطق مهمة من سيطرة "قسد" عن تواصلها الجغرافي مع شرق الفرات حيث تسقط عملياً مناطق هامة من ريف حلب الشرقي كمنطقة منبج وعين العرب والشيوخ وصرين".

ويقول المعرواي إن "ما يساعد تركيا على ذلك عدم الالتزام من روسيا وأمريكيا بالتعهد بإبعاد "قسد" عن المنطقة والشريط الحدودي التركي".

وبذلك يرى الكاتب أن "بناء هذه القاعدة العسكرية الجديدة سيجعل فرص طرد "قسد" من المنطقة أسهل، خاصة مع تراجع الاهتمام الروسي في سوريا، وتحسن العلاقات بين تركيا وأمريكا"، مؤكداً أن "أنقرة تسعى لضمان عدم معارضة أمريكا وروسيا لأي عملية تهدف للسيطرة على عين عيسى ومنبج وعين العرب".

وأسس الجيش التركي في الشمال السوري منذ شنّه أول عملية عسكرية (درع الفرات) في الداخل السوري عام 2016، 12 قاعدة عسكرية و113 موقعاً، لتكون تركيا في المرتبة الثانية بعد إيران لجهة عدد المواقع العسكرية الأجنبية في سوريا.
التعليقات (0)