سياسة عربية

صحفية إسرائيلية: إسرائيل مسؤولة عن وضع غزة.. ويجري إسكات الفلسطينيين بالغرب

تقول هاس إن إسرائيل مسؤولة عن كل شيء في غزة- جيتي
تقول هاس إن إسرائيل مسؤولة عن كل شيء في غزة- جيتي
أكدت الصحفية الإسرائيلية أميرة هاس أنه يجري إسكات الفلسطينيين في أوروبا وأمريكا ومنعهم من التعبير عن التضامن مع شعبهم، وتحدثت عن مسؤولية إسرائيل في ما آلت إليه الأوضاع في غزة وكل ما يجري في الأراضي الفلسطينية، رافضة محاولة الإعلام الغربي لتبرئة الاحتلال من المسؤولية عن قصف المستشفى الأهلي المعمداني في غزة.

وعملت هاس مراسلة لصحيفة هآرتس العبرية في الضفة الغربية وغزة لأكثر من 30 عاما، وهي مطلعة على أوضاع الفلسطينيين في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت هاس المقيمة حاليا في الولايات المتحدة؛ قد شاركت في تظاهرات نظمتها منظمات يهودية مؤيدة للفلسطينيين ضد الحرب على غزة. وقالت لبرنامج "الديمقراطيّة الآن": "لقد كانت (التظاهرات) تعبيرا عن الحزن والصدمة المشتركة للناس، لليهود الذين كان شعارهم الرئيس ليس باسمنا، ووقف إطلاق النار فورا. وبالنسبة لي، كان من المهم جدا أن أكون هناك. لذلك كنت هناك كفرد، كيهودية، وليس كصحفية".

وتابعت: "إننا جميعا بحاجة إلى هذا النوع من الدعم، والذي بالمناسبة لا يُسمح به للفلسطينيين. هناك أماكن في أوروبا لا يُسمح فيها للفلسطينيين بتنظيم مظاهرات تضامنا مع شعبهم القتيل في فلسطين. نحن اليهود نتمتع بامتياز أنه يمكننا القيام بأشياء لا يُسمح للفلسطينيين بالقيام بها".

وأوضحت أنه "يتم إسكات الفلسطينيين، ولا يُحترم إحساسهم بالحزن ويطلق عليهم اسم مؤيدي الإرهاب. لقد كنت في بوسطن، ويمكنني أن أقول إنه حتى كلمة فلسطيني غير مسموح باستخدامها في أي نوع من البيانات الرسمية".

وقالت: "كيهودية يمكنني إدراك هذا الشعور بالنبذ من قبل العالم كله، وعدم الاستماع لي أو هذه اللا مبالاة التي يظهرها العالم تجاه محنة الفلسطينيين، ومعاناتهم الصادمة. بصفتي يهودية، ابنة الناجين وحفيدة اليهود الذين قتلتهم ألمانيا النازية، من واقع هويتي وإحساسي بالغضب واليأس، يجب أن أقول إن اليأس ينمو ويزداد كل يوم وكل دقيقة".

وقارنت هاس وضع قطاع غزة في 1992 بما يشهده اليوم، وقالت: "كان الأمر بمثابة احتلال حميد مقارنة باليوم، مقارنة بما يحدث الآن. وإذا كان هناك درس من صناعة القتل النازية الألمانية، والذي أعتقد أنه أدق من قول الهولوكوست، فهو أنه لا ينبغي أن يكون ذلك مصير أي شعب في العالم، وليس اليهود فقط".

ورأت أن "اليمين الإسرائيلي واليمين الديني الاستيطاني كانا يدفعان دائما نحو الحروب والحروب الإقليمية، من أجل تحقيق الخطة الكبرى المتمثلة في تكرار واستكمال عام 1948، النكبة".

وأكدت أن "الفلسطينيين هم المستهدفون بالتأكيد، لكن هذا يمكن أن يضر في النهاية بأي شخص في المنطقة، وسيضر باليهود الإسرائيليين، كما يضر بالفلسطينيين في إسرائيل".

وأشارت إلى "خطر التهجير الجماعي للفلسطينيين"، وقالت إنها كانت تعتقد أن الأمر يهدد سكان الضفة الغربية فقط، "ولكننا نرى أنهم يعملون الآن على هاتين الجبهتين (الضفة وغزة) اللتين لا يمكن فصلهما، لأن الشعب الفلسطيني في كلتا الجبهتين يقع تحت الاحتلال الإسرائيلي". وتحدثت عن خطط اليمين لترحيل الفلسطينيين خلال فترة الحرب.

ونبهت إلى أن العمال الفلسطينيين من غزة، الذين كانوا يعملون في المستوطنات الإسرائيلية بعد هجوم حماس؛ تم ترحيلهم إلى الضفة، والآن يتم اعتقالهم ربما لمبادلتهم بالمحتجزين لدى حماس في غزة.

وتطرقت إلى هجوم حماس (عملية طوفان الأقصى) في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ورأت أن حماس "أثبتت أنها واسعة الحيلة فيما يتعلق بالعملية العسكرية. لقد عرفوا كيفية تحييد منشآت المراقبة الإسرائيلية، وكيفية تحييد إطلاق النار من الأسلحة الآلية، وكانوا يعرفون أماكن القواعد العسكرية، وما إلى ذلك. لذا فقد كانوا واسعي الحيلة، بطريقة يمكن أن أقول إنها مثيرة للإعجاب، لولا الفظائع التي ارتكبت لاحقا (..) وأنا أعلم أن هذا ليس الوقت المناسب لتنبيه الفلسطينيين إلى هذا، لأن انتقام إسرائيل أكثر دموية بمائة مرة، ولكن لا تزال هناك فظائع".

وقالت هاس: "أشعر أن هناك تناقضا هائلا بين التخطيط للعملية العسكرية المباشرة وما سيأتي بعد ذلك.. ما هي العواقب".

وأضافت: "لا أعتقد أن حماس يمكن محوها، ويمكن أن تزدهر خارج غزة، لكنني لا أفهم خطتها السياسية في الوقت الحالي".

وحول قصف المستشفى المعمداني وتبني الإعلام الغربي الرواية الإسرائيلية وتبرئة إسرائيل من المسؤولية، تساءلت هاس: "ماذا يعني أن إسرائيل ليست مسؤولة؟ لقد هندست إسرائيل هذا منذ أوائل التسعينيات، عندما دفع العالم الفلسطينيين وإسرائيل للتوصل إلى نوع من التسوية، وأراد الفلسطينيون ذلك، كان هذا في أعقاب الانتفاضة الأولى، سمعت الكثير من الناشطين يقولون، لا نريد لأطفالنا أن يعيشوا بالطريقة التي نعيشها، عشنا تحت الاحتلال، لذا دعونا نتوصل إلى تسوية ونحصل على دولة، دولة فلسطينية، إلى جانب إسرائيل".

وأضافت: "وكان هذا مخرجا مقبولا؛ بدلا من سفك الدماء والأزمة والصراع. والعالم أيده، أو بدا أنه أيده. وبذلت إسرائيل كل ما في وسعها لإحباط إمكانية إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، لذا فقد زادت وعززت حملتها الاستعمارية منذ بداية أوسلو".

وأشارت إلى أن إسرائيل قامت "بفصل قطاع غزة وتعاملت معه على أنه جيب منفصل لا علاقة له بشعب الضفة الغربية وبقية فلسطين وإسرائيل، قبل وصول حماس إلى السلطة بفترة طويلة، في أوائل التسعينيات".

اظهار أخبار متعلقة


وأكدت أن "السياسة الإسرائيلية هي التي خلقت مثل هذه السلسلة من ردود الفعل. فكيف يمكن أن يقولوا إن إسرائيل ليست مسؤولة؟ كل فلسطيني يُقتل اليوم في غزة مسجل في سجل السكان الذي تسيطر عليه إسرائيل، الفلسطينيون غير مسجلين في جهة منفصلة، إسرائيل هي التي تسيطر، إذا لم يتم تسجيل مولود جديد في سجل السكان الإسرائيلي، فهذا يعني أن المولود الجديد غير موجود. السلطة الفلسطينية ملزمة بإعطاء كل اسم مولود وكل تغيير في العنوان لإسرائيل. إسرائيل تسيطر على البلد بأكمله، وتسيطر على الناس، وتقرر كمية المياه المتوفرة لديهم، وما هو الاقتصاد المسموح لهم.. إسرائيل هي التي تقرر كل تفاصيل هؤلاء الأشخاص".

وتساءلت: "كيف إذن ما يحدث الآن ليس من مسؤولية إسرائيل؟!! هذه هي بالضبط الطريقة التي لا تريد غالبية وسائل الإعلام الرئيسية التعامل معها، إنهم يتعاملون مع الصراع والقسوة فقط عندما يصل إلى هذه القمة التي لا تطاق. لكن هناك قسوة وعنف متزايدان، وشر بيروقراطي، وعنف بيروقراطي، ظل هناك لسنوات يتراكم، طبقة تلو الأخرى. وهذا يصدم الجميع"، مضيفة: "أدرك مدى ضخامة الضغط الذي تراكم، وكيف كان شنيعا، لخلق هذه الهجمات الوحشية في يوم واحد" وفق قولها.
التعليقات (0)