ملفات وتقارير

انتشال جثامين الشهداء وإخراج الجرحى من تحت الأنقاض مهمة مستحيلة في غزة

يواصل الاحتلال عدوانه لليوم الـ14 على التوالي- الأناضول
يواصل الاحتلال عدوانه لليوم الـ14 على التوالي- الأناضول
ساعة بعد ساعة، تتعقد الظروف والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة المحاصر جراء العدوان الإسرائيلي الكبير والمتواصل منذ 15 يوما بلا توقف، حيث لم تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية عن تدمير المنازل والأبراج السكنية على رؤوس ساكنيها.

حجم الدمار الكبير والواسع فاقم من معاناة طواقم الدفاع المدني والإسعاف، وحتى المتطوعين من أجل انتشال المصابين والشهداء من تحت أنقاض المباني المدمرة، بفعل صواريخ الاحتلال فائقة القوة التدميرية، ما تسبب بتعثر إخراج المئات من جثامين الشهداء وأعداد كبيرة من المصابين، الذين ارتقوا فيما بعد تحت الأنقاض، وما زالت جثامينهم في باطن الركام، حتى إن رائحة الموت باتت تفوح في العديد من المنازل المدمرة.

تدمير متزامن
وأدى العدوان الإسرائيلي المستمر بحسب إحصائية محدثة وصلت إلى "عربي21"، من وزارة الصحة الفلسطينية إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 3785 شهيدا؛ بينهم 1524 طفلا وألف سيدة، والجرحى لأكثر من 12493 إصابة بجروح مختلفة، منهم نحو4 آلاف طفل و3300 سيدة.

وعن واقع عمليات انتشال ضحايا القصف الإسرائيلي من تحت الأنقاض؛ شهداء وجرحى، أوضح مساعد مدير عام الدفاع المدني للعمليات والطوارئ العميد سمير الخطيب، أن "حجم التدمير كبير جدا، نحن نتحدث عن بنايات تتكون من 10-5 طوابق، يجري تدمير عدد كبير يصل أحيانا إلى 10 بنايات سكنية بشكل متزامن".

إظهار أخبار متعلقة


ونبه في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "صواريخ الاحتلال شديدة الانفجار، حينما تستهدف منزلا معينا، تتسبب بأضرار كبيرة لمنازل أخرى مجاورة له"، منوها إلى أن "انتشال الشهداء والبحث عن أحياء تحت الأنقاض، يحتاج إلى معدات خاصة وبواقر وهي غير متوفرة في القطاع بالشكل المطلوب، كل المتوفر 5 بواقر، وبعضهم يتوقف بسبب عطل في أثناء العمل".

ولفت الخطيب إلى أن "أطقم الدفاع المدني لا تستطيع العمل ليلا لعديد الأسباب، منها؛ عدم توفر الإضاءة اللازمة والخوف من الاستهداف الإسرائيلي، أيضا عمل الآلات ليلا من الممكن أن يؤذي من بقي حيّا تحت الأنقاض"، مشيرا إلى أن هذه البواقر تعمل لوقت طويل، يمتد أحيانا إلى 10 ساعات متواصلة".


ومن بين المشاكل التي تواجهها أطقم الدفاع المدني في انتشال الشهداء والمصابين، أن عدد من تتوفر لديه الخبرة في العمل على البواقر قليل جدا.

وذكر أن "الأولوية لدى الجهاز، هي التعامل مع الأحياء تحت الأنقاض، ونحاول أن نلبي كل نداء استغاثة للمواطنين، ونرسل المعدات المتوفرة التي أحيانا لا تستطيع التعامل مع البيت المدمر بفعل صواريخ الاحتلال؛ لأن الواقع على الأرض يحتاج إلى معدات أخرى وهي غير متوفرة بعدد كاف".

وطالب مساعد مدير عام الدفاع المدني للعمليات في القطاع، المؤسسات الدولية كافة ذات العلاقة بالعمل سريعا على توفير عدد من البواقر؛ من أجل محاولة إنقاذ من بقي حيا تحت الركام، ولا نستطيع التعامل معه وفق الإمكانيات البسيطة المتوفرة لدينا".

ونوه إلى أن "جهاز الدفاع المدني أيضا يحاول الاستعانة بالبواقر المتوفرة لدى المواطنين، لكن معظمها قديمة، ولا يستطيع القطاع الخاص تجديدها لارتفاع ثمنها".

أشلاء ممزقة
وأشار إلى أن جهاز الدفاع المدني في غزة منذ 14 عاما، وهو يطالب العالم والمؤسسات المختلفة بتوفير سيارات إطفاء وإنقاذ وبواقر، لكن لا مجيب، ولم يتم إدخال ولا حتى سيارة إطفاء واحدة، ولا إنقاذ ولا أي معدة ثقيلة، ولا حتى معدات الكشف عن أحياء تحت الأنقاض"، مضيفا: "تنقصنا الكثير من المعدات المهمة التي يمكن أن تساهم في إنقاذ حياة المواطنين".

وأكد الخطيب، أن "قلة عدد هذه المعدات يزيد من عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي، تكون لدينا معلومة مؤكدة عن وجود مصاب تحت الأنقاض، ولكننا لا نستطيع أحيانا التعامل معه في الوقت المناسب من أجل إنقاذه، ويبقى ساعات وربما أياما ومن ثم يفارق الحياة".


وناشد المؤسسات الإنسانية كافة بالعمل على توفير ما يلزم لإنقاذ حياة المواطنين الذين تهدمت بيوتهم على رؤوسهم بفعل صواريخ الاحتلال، متسائلا بألم في ذات الوقت: "ماذا يفعل جهاز الدفاع المدني في الضفة الغربية المحتلة؟ لماذا لا يرسلون لنا معداتهم وسياراتهم وآلياتهم؟ أين هم عن هذا الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني؟".

وقال: "نتحدث الآن، والاحتلال يقصف المنازل ويرتكب المجازر، أبناء شعبنا بحاجة إلى مساعدة ة عاجلة لإنقاذهم من الموت"، منوها إلى أن "معظم من يتم انتشالهم من تحت الأنقاض، هم أشلاء ممزقة".
وعن التقديرات الأولية عن عدد الضحايا الذين ما زالوا عالقين تحت الركام، أفاد المسؤول الفلسطيني، أنه "لا توجد حتى الآن إحصائية رسمية، لكن العدد كبير جدا، وربما تجاوز ألف شخص مفقود".

إظهار أخبار متعلقة


وشدد على ضرورة وجود "معالجة سريعة لإدخال هذه الآليات لإنقاذ المصابين وانتشال الشهداء؛ لأن الاحتلال يقوم بموجات تفجيرية لمنازل الموطنين، عبر استخدام صواريخ شديدة الانفجار تصحبها قوة تدميرية كبيرة جدا"، مبينا أن "جهاز الدفاع المدني تصل إليه عشرات المناشدات يوميا، وهو غير قادر على التعامل معها كلها في آن واحد".

وتزداد بشكل كبير وتيرة القصف الإسرائيلي المدمر لمختلف مناطق القطاع وخاصة في فترات الليل، وتسبب القصف الإسرائيلي في تدمير أكثر من 127 ألف وحدة سكنية، منها 9500 غير صالح للسكان في مختلفة محافظات القطاع، كما طال التدمير العديد من المؤسسات الخاصة والحكومية، إضافة إلى الطرق وشبكات المياه والاتصالات، وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن، مع غياب شبه تام للكهرباء.

كما استهدفت طائرات الاحتلال الحربية الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف، وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، في سلوك يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية كافة، الذي يرتقي لجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.

وفجر السبت تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام،  الجناح المسلح لحركة "حماس"، بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى"، بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى؛ ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال، عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".



التعليقات (0)