سياسة عربية

القدس تتحول لـ"ثكنة عسكرية" واستفزازات وطقوس تلمودية بالأقصى (شاهد)

تستمر موجة الاقتحامات ضمن ما يعرف بـ"عيد العرش" حتى السابع من الشهر الجاري- الأناضول
تستمر موجة الاقتحامات ضمن ما يعرف بـ"عيد العرش" حتى السابع من الشهر الجاري- الأناضول
واصلت حشود من المستوطنين الإسرائيليين، صباح الأربعاء، اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، في اليوم الخامس لاحتفالاتهم بما يسمى "عيد العرش اليهودي".

وكشفت وسائل إعلام مقدسية أن اقتحامات المستوطنين أتت من باب المغاربة على شكل جماعات متفرقة وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال في منطقتي باب الأسباط وباب حطة بالقدس القديمة.


وتصاعدت خلال فترة الأعياد اليهودية الحالية الاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى؛ حيث شهدت باحاته انتهاكات واسعة ومتكررة، وذلك تلبية لدعوات "منظمات الهيكل" المزعوم والجماعات اليهودية المتطرفة.

وأوضحت إدارة المسجد الأقصى في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن إجمالي عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى اليوم الأربعاء خلال الفترة الصباحية التي تمتد من السابعة صباحا وحتى الحادية عشر والنصف بلغ 1064 متطرفا.

رقصات وطقوس تلمودية

وأظهرت مقاطع مصورة أعدادا من المستوطنين أثناء تأديتهم رقصات وطقوسا تلمودية بين باب الملك فيصل وباب حطة بالقدس القديمة حاملين "القرابين النباتية" بشكل استفزازي، فيما اقتحم آخرون طريق الواد قرب باب المجلس بحماية من الاحتلال.

وفي الأثناء، أنهت بلدية القدس التابعة للاحتلال استعداداتها لما يسمى بـ"مسيرة القدس الـ 68"، والتي تقام خلال "عيد العرش" اليهودي"، بحسب "قناة 14" الإسرائيلية.

ومن المقرر أن تنطلق المسيرة اليهودية  اليوم في تمام الساعة الثالثة مساء وسط توقعات بمشاركة عشرات الآلاف من المستوطنين.

والثلاثاء، تضاعفت أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى وبلغ عددهم في الفترتين الصباحية والمسائية 802 متطرفا، بينهم 13 من عناصر جهاز المخابرات الإسرائيلي، ويوم الاثنين بلغ عددهم 1489 متطرفا، بحسب ما أكدته إدارة المسجد الأقصى لـ"عربي21".

اظهار أخبار متعلقة


وتنوعت انتهاكات المقتحمين وسلوكياتهم التي تمس بحرمة المسجد الأقصى؛ كمسجد خالص للمسلمين، وتمكن بعضهم من إدخال قرابين نباتية داخل الأقصى، إضافة لاستمرارهم في استفزاز مشاعر المسلمين والتضييق عليهم وإخراج بعضهم من المسجد، وإقامة المتطرفين لصلوات تلمودية والرقص والغناء داخل باحات المسجد وعلى أبوابه، إضافة لقيام قوات الاحتلال بالاعتداء على المرابطات المبعدات عن الأقصى واعتقال بعضهم والتنكيل بهم.

وتتنشر قوات الاحتلال بشكل مكثف في داخل مدينة القدس المحتلة وخاصة في أزقة البلدة القديمة، بالتزامن مع جولات استفزازية للمستوطنين وهم يحملون القرابين النباتية في أزقة وطرقات القدس، كما تقوم قوات الاحتلال بنصب العديد من الحواجز العسكري، وتتواجد أعداد كبيرة على أبواب المسجد الأقصى المبارك.

وعن تفاصيل الأوضاع داخل المسجد الأقصى صباح اليوم، أوضحت إدارة المسجد الأقصى المبارك التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، أن قوات الاحتلال فتحت باب المغاربة الساعة السابعة صباحا، وسمحت للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى على شكل مجموعات كبيرة بقوة السلاح".

وأفادت في حديثها لـ"عربي21"، أن "مجموعات المتطرفين المقتحمين يقومون بجولات استفزازية ويؤدون صلوات وشعائر تلمودية وانبطاحات ورقص في باحات الأقصى بحماية القوات الخاصة الإسرائيلية، التي تمنع حراس المسجد من الاقتراب منهم لمنع انتهاكاتهم"، لافتا أن المتطرفين المقتحمين أدخلوا معهم القرابين النباتية إلى داخل المسجد الأقصى.

ولفتت إدارة الأقصى، أن قوات الاحتلال وعناصر "حرس الحدود"، تنتشر بكثافة على أبواب المسجد الأقصى الثمانية المفتوحة، وتقوم بالتدقيق في هويات المسلمين القادمين للصلاة في الأقصى، ومنع بعضهم من الدخول".

وذكرت عدد المقتحمين بلغ حتى الساعة التاسعة صباحا أكثر من 190 متطرفا، موضحة أن قوات الاحتلال منعت أحد الموظف في دائرة الأوقاف عرفات عمرو، من دخول المسجد الأقصى، وهو يعمل في المتحف.

ونهبت أن "هناك مسيرات لاستفزازية لمستوطنين داخل البلدة القديمة، من باب الواد وحتى باب الأسباط، وقامت قوات الاحتلال بإغلاق الشوارع لتأمين مرور هذه المسيرات".

وفي السياق، شدد مجلس الأوقاف والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة على رفضه لإجراءات الاحتلال الهادفة إلى فرض أمر واقع جديد في المدينة المقدسة، موضحا أن "الأقصى في خطر كبير".

وجدد المجلس في بيان "رفضه المطلق لفرض سياسات الأمر الواقع الظالمة القائمة على منطق القوة التي تمعن بها سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك".

وأضاف: "لن تثنينا سياسات الاحتلال المقيتة عن الصدوح بالحق والتمسك بمواقفنا الراسخة في الدفاع عن مسرى رسولنا الأعظم المسجد الأقصى المبارك وهويته ورسالته كمسجد إسلامي بكل مساحته وفضائه فوق الأرض وتحتها، حتى أدنى قواعده المتجذرة في عمق الأرض المبارك فيها وحولها، والمعرفة تاريخيا ودينيا بكل ما دار عليه سور الأقصى والبالغة مساحتها 144 دونما".

وتأتي اقتحامات المستوطنين في إطار الاحتفال بعيد "العرش" العبري الذي بدأ يوم السبت الماضي، وسيستمر حتى السابق من شهر تشرين الأول /أكتوبر الجاري.

مسار الاقتحام

وتبدأ عملية اقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين في الفترة الصباحية في حدود السابعة والنصف صباحا من باب المغاربة، ومن ثم التجول في الساحات والوصول إلى المصلى المرواني، والمشي بجوار السور، والمرور من أمام باب الأسباط، ومن ثم باب حطة وباب المجلس والحديد وباب القطانين، وتنتهي بالخروج من باب السلسلة، وتمتد كل جولة لنحو ربع ساعة وربما يزيد، وتنتهي الفترة الصباحية الساعة الحادية عشر والنصف قبل الظهر، ويتجدد اقتحام الأقصى في الفترة المسائية بعد الظهر والتي قد تمتد لنحو 60 دقيقة.

وتستغل الجماعات الاستيطانية وجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة فترة الأعياد اليهودية، التي تمتد لـ22 يوما، وتبدأ بما يسمى "رأس السنة العبرية" يوم 17 أيلول/سبتمبر الجاري وتستمر حتى نهاية "عيد العرش" التوراتي يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، من أجل شن اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، تترافق مع حالة توتر كبير في القدس والأقصى، والتي تتطور أحيانا لمواجهات مع قوات الاحتلال.

اظهار أخبار متعلقة


وبشكل مستمر، تعمل قوات الاحتلال على حماية المتطرفين المقتحمين للمسجد الأقصى ومنع حراس الأقصى من القيام بعملهم في حماية المسجد ومنع انتهاك حرمته من قبل المتطرفين، وفي بعض الأوقات، تعتقل بعضهم وتعتدي على آخرين حينما يهمون بمنع المتطرفين من أداء صلواتهم التلمودية وشعائرهم الدينية التي تمس بعقيدة المسلمين وتنتهك حرمة مسجدهم وقبلتهم الأولى.

وتهدف اقتحامات المتطرفين التي تتم طوال الأسبوع ما عدا يومي الجمعة والسبت، إلى فرض وقائع جديدة داخل المسجد الأقصى المبارك، وتتصاعد حدة الاقتحامات في الأعياد والمناسبات اليهودية المختلفة، حيث يشارك فيها العديد من الشخصيات الإسرائيلية الرسمية؛ نواب ووزراء وغيرهم.

ويسعى الاحتلال جاهدا لتحقيق مخططاته الهادفة إلى تهويد المسجد الأقصى وتحقيق التقسيم المكاني بعدما تمكن إلى حد ما من تحقيق تقسيمه الزماني للأقصى، تمهيدا لهدمه وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه.




التعليقات (1)
غريب
الأربعاء، 04-10-2023 08:51 ص
إسرائيل تنكل بالفلسطينيين و الفلسطينيون يقتلون بعضهم البعض في مخيم عين الحلوة في لبنان. مسرحية مضحكة وحزينة في نفس الوقت.