صحافة إسرائيلية

بعد صفقة ضخمة مع ألمانيا.. الاحتلال يتوقع بيع مزيد من الأسلحة لأوروبا

عجلت ألمانيا بإتمام الصفقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا- الأناضول
عجلت ألمانيا بإتمام الصفقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا- الأناضول
ما زالت الأوساط العسكرية الإسرائيلية تبحث تبعات صفقة بيع منظومة "آرو 3"؛ لألمانيا، والتي تعد الأكبر في تاريخ الاحتلال، وتقدر قيمتها بـ14 مليار شيكل، "حوالي أربعة مليارات دولار"، وسط تفاؤل إسرائيلي بأن تحذو دول أوروبية حذو ألمانيا، وتقدم على حيازة المنظومة المخصصة لاعتراض الصواريخ طويلة المدى الصواريخ المكلفة بحماية القارة من الصواريخ الروسية المتوقعة.

وذكر يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت،  أن "تفاؤلا كبيرا يسود المؤسسة العسكرية عقب التوقيع مع ألمانيا على أكبر صفقة بيع أسلحة إسرائيلية على الإطلاق، ما قد يكسر الحاجز أمام دول أوروبية أخرى مهتمة بهذه المنظومة الإسرائيلية المتطورة، تمهيدا لامتلاكها هذه المنظومة الدفاعية لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى في الفضاء".

وأضاف زيتون في تقرير نشره من برلين، وترجمته "عربي21"، "أن إسرائيل تأمل أن تكون في طريقها لأن تصبح منظومتها، هي درع للقارة الأوروبية، وقد اهتم الألمان منذ سنوات بهذه المنظومة التي تعد  الأولى المخصصة ضد الصواريخ خارج الغلاف الجوي، ولا يملك الجيش الألماني مثلها حاليا". 

اظهار أخبار متعلقة


وأوضح أنه "في عام 2019، تم تقديم الطلب الألماني الأول لإسرائيل، لكن أزمة كورونا جمدت الخطوة في حينه، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا كان سببا في قيام المستشار أولاف شولتس بتسليح جيشه على نطاق لم يسبق له مثيل في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".

وتابع أنه "كان للألمان مطلب لا لبس فيه مفاده أنهم بحاجة لهذه المنظومة في أقرب وقت ممكن، رغم أن حيازتها أمر معقّد، فقد كان على الأمريكيين الموافقة على الصفقة، باعتبارهم شركاء كاملين في مشروع إنتاج المنظومة منذ بدايته في أوائل التسعينيات، وهم مصنّعي صواريخه الاعتراضية". 

وأردف،:"بعد أن جاءت موافقة الحكومة الإسرائيلية في الصيف، حرص الألمان على تحويل الدفعة الأولى إلى الإنتاج الفوري لهم، بمبلغ 600 مليون يورو، ولتحقيق هذه الغاية، كان على المديرين التنفيذيين لوزارة الحرب التوقيع على الصفقة، كما حدث بوزارة الدفاع في برلين".

وقال زيتون، إن "وزيرا الحرب يوآف غالانت ونظيره الألماني بوريس بيستوريوس وقعا على اتفاقية شاملة لتوسيع تعاونهما الأمني، وسيتم تحويل المبلغ الأول لإسرائيل خلال أيام في المستقبل القريب، ثم سيبدأ سباق التسلح في مصانع صناعة الطيران في جميع أنحائها، وسيعمل مئات العمال والمهندسين على مدار الساعة لتلبية احتياجات الصفقة الألمانية". 

وأكد أن "الهدف الذي حددته برلين هو إنتاج أول بطارية تشغيلية من هذه المنظومة الدفاعية مع رادارها المتقدم، وقيادة مركز الاعتراض وإدارة الإطلاق، وتعمل على الأراضي الألمانية حتى نهاية 2025، لكن المفتاح الآن بيد الأمريكيين، لأن هناك مصدرا دفاعيا أكد أن دولا أخرى في أوروبا الغربية مهتمة بحيازة المنظومة، حيث تمتلك ألمانيا صواريخ باتريوت، دون القدرة على اعتراض الصواريخ في الفضاء، مع العلم أن مبلغ الـ14 مليار شيكل هو فقط للبطارية الأولى، وبعد ذلك ستشتري ألمانيا المزيد".

اظهار أخبار متعلقة


من جهة أخرى، كشف أودي عتسيون مراسل موقع ويللا، "أن هذه الصفقة العملاقة مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية ستوفر لألمانيا ودول الناتو الأخرى الحماية ضد الصواريخ الباليستية الروسية".

وأضاف أن "سلاح الجو الألماني سيستلم بطاريات نظام الدفاع المضاد للصواريخ قبل نهاية 2025، مع أن الجدول الزمني قصير لصفقات عسكرية خطيرة من هذا النوع، في حين أن قيمة الصفقة تستمر بالارتفاع، وستصل إلى أربعة مليارات يورو، ما سيجعلها الصفقة الأكبر في تاريخ الصناعات العسكرية الإسرائيلية، بعد صفقة أنظمة الطيران باراك8 للهند في 2017، مقابل 1.6 مليار دولار".

وأوضح عتسيون في تقرير ترجمته "عربي21"، "أن الجهات المكلفة بإنجاز الصفقة الضخمة هي مصنع Elta وشركة Elbit وشركة  Tomer، مع العلم أنه في الماضي منعت واشنطن تل أبيب من إمكانية تصدير المنظومة لكوريا الجنوبية والهند خوفًا من الضرر المحتمل لصناعاتها الدفاعية".

وأكد أن "ألمانيا أوضحت أنها غير مهتمة بالنظام الأمريكي المكافئ المعروف باسم (ثاد)، ولذلك كان صعبا أن تعارض واشنطن صفقة بين اثنين من حلفائها المقربين، خاصة أن السنوات الأخيرة شهدت توطيد العلاقات الأمنية بين ألمانيا وإسرائيل، التي بدأت في وقت مبكر منذ ستينيات القرن الماضي عندما زودت ألمانيا إسرائيل بطائرات هليكوبتر ودبابات باتون".

اظهار أخبار متعلقة


يشار إلى أن سلاحي الجو "الإسرائيلي" والألماني حافظا على تدريبات مشتركة بقاعدة تل نوف، شملت تشغيل طائرات بدون طيار، كما اشترت الفروع العسكرية الألمانية أسلحة إسرائيلية في السنوات الأخيرة بمليار دولار.

واستأجرت ألمانيا طائرة "هيرون" من الصناعة "الإسرائيلية" بصفقة قيمتها 730 مليون دولار، وحصلت على أسلحة من صنع شركة رافائيل بـ150 مليون دولار إضافية، وفي 2019 اشترت ألمانيا صواريخ سبايك بـ200 مليون دولار، كما أن رافائيل تزود سلاح الجو الألماني بنظام حرب إلكتروني متقدم بقيمة 100 مليون دولار.

واشترت ألمانيا من رفائيل نظام سترة الرياح لحماية دبابات ليوبارد بـ45 مليون دولار، وهي المورد الرئيسي للسفن البحرية التابعة للاحتلال، حيث ابتاعت وزارة حرب الاحتلال من ألمانيا ست سفن "ساعر" وست غواصات "دولفين"، تم تسليم خمسة منها بالفعل، وفي 2022 طلب الاحتلال من ألمانيا ثلاث غواصات "سوبر دولفين" في صفقة ضخمة بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
التعليقات (1)
القبة الحديدية
السبت، 30-09-2023 06:19 م
تسلح ألمانيا بمنظومة ( آرو - 3 ) صهيونية الصنع المضادة للصواريخ الباليستية القادمة من خارج الغلاف الجوى يعد مؤشرا واضحا على عزم برلين المضى قدما فى التصعيد العسكرى ضد موسكو خلال السنوات القادمة ؛ و ذلك على خلفية الغزو الروسى لأوكرانيا فى فبراير / شباط عام 2022 م ! فتلك الصفقة التاريخية لا غنى عنها لحماية الأجواء و الأراضى الألمانية من تهديد القصف الروسى بصواريخ باليستية حاملة لرؤوس نووية أو كيماوية أو جرثومية ؛ و ذلك قبل أى تصعيد هجومى من جانب ألمانيا ضد روسيا ، بينما لن تدخل تلك المنظومة الدفاعية الصهيونية فى الخدمة بالجيش الألمانى قبل نهاية عام 2025 م مما يشير بوضوح إلى أن تلك الحرب الجارية فى أوكرانيا لن تصل إلى نهاية حاسمة سريعة فى المستقبل القريب ! و بلا شك فإن إنفاق ألمانيا - ذات الاقتصاد الأكبر فى أوروبا - 4 مليارات دولار على شراء تلك المنظومة الدفاعية الصهيونية يعد إنفاقا عسكريا ضخما لم تعرفه البلاد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ( 1939 - 1945 ) م ، و مؤشرا على بدء مرحلة جديدة من الإنفاق العسكرى الألمانى يستنزف الوفرة الاقتصادية التى راكمتها البلاد على مدى نحو 8 عقود من نهاية تلك الحرب ، كان الاقتصاد الألمانى خلالها موجها نحو الإنفاق المدنى ، بينما كان حلف النيتو بقيادة الولايات المتحدة هو من يتحمل العبء الأكبر للإنفاق العسكرى الألمانى من أجل حماية البلاد ، و ضمان عدم إعادة تسليح ألمانيا بعد الحرب ! و رويدا رويدا تنزلق " إسرائيل " - بإيعاز و أحيانا بضغوط من الولايات المتحدة - فى الصراع الجارى بين روسيا و النيتو ، مدفوعة بالسعى لجنى الأرباح المالية الآنية من وراء تلك الصفقات ، فتبدأ بصفقات للأسلحة الدفاعية لتتطور مستقبلا لصفقات للأسلحة الهجومية ، الأمر الذى سيضر فى نهاية المطاف بالعلاقات الروسية - الإسرائيلية ، و يفتح المجال أمام روسيا للرد ، و الإضرار بالمصالح الإسرائيلية ، خاصة إذا ما وصلت روسيا إلى وضع اقتصادى و عسكرى يائس فى نهاية حرب تمثل تهديدا وجوديا لبقائها كدولة عظمى ذات سيادة ! و على الباغى تدور الدوائر ! إقرأوا تعليقى على خبر نشره موقع عربى 21 بعنوان : ( صحيفة عبرية: تل أبيب الرابح الأكبر من حرب أوكرانيا.. لماذا؟ ) .