صحافة إسرائيلية

الاحتلال يكشف وثائق سرية عن حرب 1973.. هذا ما قام به الملك حسين

كشف أرشيف الاحتلال أن قادته لم يتوقعوا أن يبدأ المصريون والسوريون الحرب عام 1973- جيتي
كشف أرشيف الاحتلال أن قادته لم يتوقعوا أن يبدأ المصريون والسوريون الحرب عام 1973- جيتي
ما زال الإسرائيليون منشغلين بإحياء الذكرى السنوية الخمسين لاندلاع حرب أكتوبر 1973، حيث يتم الكشف عن المزيد من الأسرار التي بقيت طي الكتمان حتى اللحظة، وآخرها التقييمات التي سادت في أوساط جيش الاحتلال قبل 18 ساعة من الحرب، والتقدير بعدم قيام المصريين والسوريين بالهجوم، واعترف وزير حرب الاحتلال حينها موشيه ديان بأن تقييمهم "كان خاطئاً".

وبعد العقود الخمسة على انتكاسة "يوم الغفران" كما يسميها الاحتلال، يواصل أرشيفه الكشف عن بروتوكولات جديدة وصور ووثائق نادرة منها، وأبرزها الدور الذي لعبه ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال.

يارون دروكمان المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، كشف أنه "قبل ساعات قليلة من بدء صيام يوم الغفران بين اليهود، جرت مناقشة أمنية في مكتب رئيسة الوزراء غولدا مائير، وعلى جدول الأعمال إجلاء العائلات السوفييتية من سوريا ومصر، والتمرين الذي أجراه البلدان معا.

وأشار المراسل إلى "وجود شبه إجماع حينها بين الحاضرين أنه ليس متوقعا اندلاع الحرب، وتظهر البروتوكولات والمواد التي نشرها أرشيف الدولة اليوم الخميس أن الشك رافق قادة الدولة حتى بداية الصيام، وبعده أيضا، كما يصفون اللحظة التي تغير فيها التصور، واعتراف ديان بأن التقييم استند لحرب 1967، وتبين لاحقا أنه غير صحيح".

وأضاف في تقرير مطول استند لملخصات وصور نشرها موقع أرشيف الدولة، وترجمته "عربي21" أن "رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية - أمان، إيلي زعيرا، قدم لمحة عامة عن مصر وسوريا، بزعم أن يقظتهما ترجع أساسا للخوف من إسرائيل، دون تجاهل المناورات الروسية، وليس من الواضح سبب قيامهم بذلك".

وتابع: "كان لرئيس الأركان ديفيد أليعازر (دادو) رأي مماثل أيضا، زاعما أن اعتقاده بأن السوريين والمصريين لن يهاجموا، ليس لدينا أي دليل على ذلك، مع العلم أن رئيس جهاز الموساد تسفي زامير لم يكن حاضرا في المناقشة، لأنه غادر إلى لندن بشكل عاجل للقاء صديقه، وهو أشرف مروان، المقرب من الرئيس المصري أنور السادات".

وذكر دروكمان أن "ديان أبلغ الحاضرين في الجلسة أن الصور الجوية حددت معدات تابعة للقوات المصرية، ويبدو أن استكمال بناء الدبابات كان ناجحا، ليس 100%، لكنه قريب من ذلك، وعرض نقل رسالة للأمريكيين مفادها أن السوريين سيهاجمون إسرائيل، وإبلاغ الروس أنه ليس لدينا ميول عدوانية، وبعد ساعات قليلة، عقدت مشاورة أخرى في مكتب غولدا، وقدم زعيرا مراجعة أخرى، لكنه ظل ثابتًا في رأيه بأن الحرب لن تندلع".

ونقل عن دادو قوله: "ما زلنا نعتقد أنه يحتمل جدا أن يكون التأهب السوري والمصري نابعا من الخوف منا، وأن تكون نواياهما الحقيقية القيام بأعمال عدوانية في اتجاهات محدودة، أي أن التقييم الأساسي لـ"أمان" بأننا لا نواجه حربا هو التقييم الأكثر ترجيحا، وما نراه من تشكيلات واستعدادات تحمل سمات الدفاع فقط، رغم أنه يمكنه الهجوم على الفور، لكن ليس لدينا دليل كاف على أنهم لا ينوون الهجوم بناء على المعلومات، وقبل 18 ساعة من شن مصر وسوريا هجوما مشتركا، قدر أننا سنتلقى المزيد من الأخبار باعتزامهم شن هجوم مباغت من نوع ما، فإذا علمنا بذلك قبل 12 أو 24 ساعة، فهذه أيضاً مفاجأة كبيرة".

غولدا من جهتها "قارنت الأجواء السائدة عشية حرب أكتوبر 1973 بعشية حرب حزيران 1967، وفي صباح يوم 6 أكتوبر، وفي تمام السابعة والنصف مساء، وصلت لمكتبها في تل أبيب، وقرأ سكرتيرها العسكري ليئور في أذنها برقية أرسلها زامير أثناء الليل بعد لقائه أشرف مروان، وتلقى الحاضرون في الغرفة رسالة واضحة بأن الحرب مع مصر وسوريا لا مفر منها، وبعد نصف ساعة، جرت مناقشة خاصة بحضور ديان ودادو وزعيرا، والوزيرين يغآل آلون ويسرائيل غليلي، وكان أحد الأسئلة الرئيسية التي تم طرحها ما إذا كان ممكنا توجيه ضربة وقائية ضد المصريين والسوريين، لكن ديان أكد أنه لا يمكننا تحمل تكلفتها هذه المرة من وجهة نظر سياسية".

غولدا أيدت موقف ديان بقولها إن "الضربة الاستباقية جذابة للغاية، لكننا لسنا في عام 1967، هذه المرة سنكون مكشوفين أمام العالم، ويعتبرون سلوكنا رجسا ومقتا شديدا وعملا بغيضا، لن يصدقونا".

اظهار أخبار متعلقة


دور الملك حسين
نشر أرشيف الدولة تفاصيل لقاء مائير والملك حسين الذي حذرها من اندلاع الحرب، لكن دايان قدر أن المملكة من الشرق ستنضم للحرب، وقد يقع الملك تحت ضغط شديد من المصريين لأنهم بحاجة شديدة إليه، بحسب الوثائق.

من جهته، ذكر مدير مكتب رئيسة الحكومة إيلي مزراحي أنه "في يوم 25 أيلول/ سبتمبر، قبل أسبوعين من اندلاع الحرب، عقدت  غولدا لقاء مع (ليفت) وهو لقب الملك حسين، الذي أبلغها أنه علم من مصدر حساس للغاية أن جميع الاستعدادات والخطط المتعلقة بالعملية السورية اكتملت، وأن الوحدات موجودة في مواقعها لمدة يومين، بما يشمل سلاح الجو والصواريخ، والاستعدادات المذكورة متخفية في شكل تدريب".

وأضاف مزراحي: "سألته غولدا عما إذا كان ممكنا أن يقوم السوريون بالهجوم بدون التعاون الكامل من المصريين، فأجاب الملك بأنه لا يعتقد أنهم لن يتعاونون، وفي نهاية اللقاء مع (ليفت) اتصلت غولدا بديان وأبلغته بحديث الملك عن احتمال الحرب".

الأرشيف الإسرائيلي يزعم أن "ليفت" لم يكن الاسم الرمزي الوحيد للملك حسين، ففي برقية أرسلها المدير العام لمكتب رئيس الوزراء مردخاي غازيت، إلى سفير إسرائيل في واشنطن سيمحا دينيتز في حزيران/ يونيو 1973، يظهر لقب آخر للملك وهو "ينوكا"، ويعني طفل بالعبرية، إشارة إلى أن الملك جرى تنصيبه قبل بلوغه سن الـ18.

وجاء في البرقية أن "ملك الأردن أكد للأمريكيين أن شرط أي اعتبار في منحه مساعدات من الدول العربية هو موافقته على نقل قيادة جيشه للقادة المصريين والسوريين، لكن القوات العسكرية الأجنبية لن تدخل الأردن إلا بعد الحصول على موافقة أردنية مسبقة على مصيرها وموقعها، وسيتم تشغيلها تحت قيادة أردنية، وعلى عكس حرب 67، فالأردن لن تنضم للحرب".

ونوهت الوثائق إلى أن آخر مراسلة بين الملك حسين وغولدا مائير جرت عشية الحرب، وقبل ساعات فقط من اندلاع القتال، وعبر فيها العاهل الأردني عن تخوفه من دخول جيوش عربية إلى المملكة.

اظهار أخبار متعلقة


المزيد قادم
وتابع مزراحي: "عديدة هي الاعترافات الإسرائيلية التي سنقرأها في قادم الأيام وما زالت حتى اللحظة محتفظا بالعديد منها في أرشيف دولة الاحتلال، بما فيها سجلات الأحداث في مكتب رئيسة الحكومة، والمحادثات والمشاورات مع المسؤولين السياسيين والعسكريين، وملخصات الاجتماعات، ومحاضر الجلسات الحكومية".

وأشار إلى أن "جميع تلك الاعترافات مكتوبة بخط اليد، حتى أصبحت قراءتها صعبة للغاية، لأن خمسين عاما مرت على تدوينها، ولعل هذا التوثيق يكشف خطورة تلك الأحداث ساعة بساعة، والحاجة لتوثيقها، لأنه يقدم لمحة نادرة عن عمليات صنع القرار".

مع العلم أن مزراحي مدير مكتب غولدا احتفظ بآلاف الوثائق السرية، وهدد بنشر كتاب فيها، وكشف أسرار الدولة، وبدلاً من اتهامه بالتجسس والخيانة، فقد دفعت له دولة الاحتلال مبالغ ضخمة كرسوم لصمته، لكنه توفي في 2001، وحتى الآن، وفقًا لأرشيف الدولة، لم يتم نشر المذكرات الكاملة التي كتبها أثناء الحرب.

التعليقات (5)
صدق الله العظيم
الجمعة، 08-09-2023 04:38 ص
في وصفهم بأنهم ( المغضوب عليهم ) ، و أما الضالين ؟ .. فكل من خان امة الإسلام عن عَمَدٍ او عن جهالةٍ او بمقابل او مجاناً فهم ضالين ولا شك ، بل من حطب جهنم كمحكومين او حكاماً و العياذُ بالله .
سعدو
الجمعة، 08-09-2023 01:21 ص
في حرب 1967ايام النكسه كانت اخبار الجواسيس العرب بين اخذ ورد إبتداءً من علاقة عبد الناصر وموشي ديان ايام الطفوله وكذالك جاء بعده صهر عبد الناصر اشرف مروان سنة 1973 وكذالك تم التشويش على هذهرالخبار وبقيت الاخبار مابين الشك واليقين وكذالك الهالك حافظ الاسد وعملية بيع الجولان وامضاء عقد البيع في مواخير بريطانيا السياسيه وجاءت بعدها حرب 1973 والكذبه الكبرى بما يسمى (حرب تشرين التحريريه ) واتضح بعدها ان العدو الصهيوني اعطى الاسد مدينة القنيطرة المدمره واستولى على باقي اراضي وهضاب الجولان الاستراتيجيه علماً ان من شروط الانسحاب الاسرائيلي من القنيطرة ان لايقوم الاسد باعادة اعمارها وان لايسمح لسكانها بالرجوع الى مدينتهم ومعلوم ان نازحي القنيطرة والجولان لازالوا يقيمون بالعشوائيات حول العاصمه دمشق اما فيما يتعلق بالهاشمي الملك حسين فهذا الذي سماه الصهاينه بالطفل فانه يحكم الاردن بمظله بريطانيه وحماية تامه وكذالك من جاء بعده من ذريته والرجل كان يعمل لصالح كرسي الحكم والعرش الملكي لعائلته بالمقام الاول وعلاقته بالصهاينه علنيه في اغلب حالاتها المهم في هذا الموضوع انه في حقبة السبعينات والثمانينيات من العقد الماضي كانت احاديث العماله والتجسس لصالح الميان الصهيوني فيها الكثير من الغموض والشكوك وعدم وجود الإثباتات والدلائل اما في عهدنا وايامنا فالكل يلعب على المكشوف فترى دوله كامله بجيشها وسياسيها ومسؤوليها يعملون لصالح العدو الصهيوني ويتفاخرون ومصر وجيشها اكبر شاهد على ذالك اما اعراب الخليج ترى فراخ زايد وال مكتوم يسعون لحماية الصهاينه والحرص على امنهم ودعمهم وتمددهم اكثر مما يطمح اليه حكام تل ابيب وذالك جهاراً نهاراً ونحن بانتظار انكشاف امر حكام ارض الحجاز من ال سعود مع الصهاينه اليهود مع كل ما نشاهده من تغلغل اليهود في مفاصل (مهلكة ) ال سعود وادخالهم الى جوار المسجد النبوي وادخالهم الحرم المكي ناهيك عن وجودهم وبكثره في الرياض وربوع الجزيره الاسلاميه العربيه وكذالك مملكة (العلوي النسب ) في المغرب وعمالتهم من تاريخ الاب والابن والحبل على الجرار واين ماتوجهت في اي قطر عربي يوجد مبعوثين من صهاينة تل ابيب يعملون داخل الاجهزه العربيه وعلى مستويات عاليه واخطرها المبعوثين الدائمين في الوزارات لتصحيح مناهج التعليم ومنهم من يترأس لجان مراقبه في اعلى المؤسسات الاسلاميه ووضع المناهج وحذف كل مايتعلق بالجهاد ومعادة اليهود والنصارى والغاء الكثير من النصوص الشرعية من التداول اعلامياً او في المناهج التعليميه وكل هذا يعني لنا ان جواسيس العرب كانوا بالامس بين الشك واليقين ويعملون باسماء حركيه وسريه كامله اما في ايامنا الحاليه فان العماله والخيانه (عل المكشوف ) بل وصل بزعماء العرب انهم يتفاخرون بعمالتهم وخيانتهم وعلى اعلى مستويات من الهرم الى القدم. وما خفي اعظم.
محمد غازى
الخميس، 07-09-2023 07:19 م
ألله أكبر ألله أكبر ألله أكبر. حكاية ألملك حسين ذكرتنى بحكاية حدثنى بها صديق هاجر مع أهله يوم قيام أليهود بإحتلالها فى ألعام 1948 وكان عمره يومها 11 سنة. قال كنت ماشيا مع أهلى بين ألجبال والصخور حيث يوجهنا جنود ألإحتلال، وإذا بجنود يوقفونا ويأخذوا ما طاب لهم مما نحمله، وسمعتهم يقولون باعكم ألملك عبدالله بقرش ونصف كل واحد وأخذوا بالضحك. ألخيانة متأصلة بالهاشميين أو ألذين يدعون أنهم هاشميين. ألخيانة متأصله أبا عن جد. لك ألله يافلسطين!!!!
rmb
الخميس، 07-09-2023 05:08 م
هناك من قال افتخر أن الأردن ليس في تاريخه جواسيس لإسرائيل هههه طبعا ما حاجة ذلك إذا كان الملك نفسه جاسوسا.
تيسير
الخميس، 07-09-2023 03:06 م
أشرف مروان والملك حسين عند الله الذى لا يخفى عليه شىء ويعلم ما تخفى الصدور، جميعنا سنكون عندالله بدون مال ولا حاشية ولا مطبلين ولا مزمرين ، لا شىء الا اعمالنا ، وكم من ملك وكم من رئيس او شخصية كبرى فى الدنيا يتم رميهم فى قاع جهنم ، وكم من فقير اومسجون ظلما او شهيد فى جنات الفردوس.

خبر عاجل