كتاب عربي 21

حملة الهجوم على الحكومة في أزمة الغاز.. لها ما بعدها!

سليم عزوز
أدرك السيسي أن الناس تعرف أنه المسؤول والمستهدف بالكلام عن الفشل، لكنه لا يستطيع أن يعيد إعلامييه إلى حدود ما قبل أزمة الكهرباء- (الأناضول)
أدرك السيسي أن الناس تعرف أنه المسؤول والمستهدف بالكلام عن الفشل، لكنه لا يستطيع أن يعيد إعلامييه إلى حدود ما قبل أزمة الكهرباء- (الأناضول)
في أزمة الكهرباء، اختفى السيسي، على غير العادة، وصدر لنا حكومته، أيضاً على غير عادته، وعدنا إلى زمن المعارضة في عهد مبارك، مع خطورة هذا بحسب صيغة الحكم التي يعتمدها الجنرال، وهي مرحلة لها ما بعدها!

على مدى العشرية السوداء التي مرت على مصر، فإن السيسي هو من يتصدر المشهد، وحتى في أزمة القصور الرئاسية، وما أحدثه الاسراف في البناء والتشديد من صدمة حتى بالنسبة لمحيطه، فإنه تكلم بعد صمت، ولم يكن أمامه سوى أن يعترف فأقر بما أذاعه المقاول محمد علي، وإن برره تبريراً لم يتقبله ولو صريخاً ابن يومين؛ من أن هذا من "لوازم الحكم"، ومن أبجديات بناء الدول الكبرى!

وفلسفة السيسي في الحكم تقوم على أن هامش الحرية في نهاية عهد مبارك هو الذي تم توظيفه للدعوة للثورة عليه، كما أنه اعتبر فكرة الهجوم على الحكومة، واستثناء الرئيس، وهو ما كان حاصلاً في عهد مبارك، سيدفع الناس للإقرار بأن الرئيس نفسه ليس بريئاً، ومن ثم يتوجه الغضب تجاهه كما انتهت هذه السياسة في عهد المخلوع.

أداء الأبواق الإعلامية

قبل سنوات وعندما طلبت الأبواق الإعلامية، أن يفتح لها المجال للتعامل بصيغة مبارك في الحكم، وبالهجوم على هذا الوزير أو ذاك، أو سياسة الحكومة في هذا المجال أو غيره، غضب بشدة، وقال إنه يعرف الوزراء أكثر منهم، لأنه يجلس معهم أكثر من ست ساعات يومياً، وأنه المسؤول عن هذه السياسات.

ومن هنا أوقف الهجوم على الحكومة، مع أنه أجرى تعديلاً وزارياً بعد ذلك، وعندما تقدم إبراهيم عيسى مثلاً ليجعل من علي عبد العال رئيس مجلس النواب، موضوعاً لإحداث الاختلاف الشكلي عند المقارنة بغيره من اعلاميي المرحلة، كان القرار بإيقافه ثم أعادوه الى قناة أخرى من أملاكهم الخاصة، ليعود سيرته الأولى في التعايش مع الاستبداد، وإن كان لابد من أن يمارس دور الملاكم، فمن خلال الهجوم على البخاري والشعراوي، فالسلطة يدها طرشة!

وعندما وجدت لميس الحديدي نفسها وحيدة، بعد إبعاد جماعة الإعلاميين القادمين من العهد البائد، وأبدت تبرمها من السياسات الحالية، فتم وقفها أيضاً، قبل عودتها على ذات القناة بعد تغيير اسمها، لكن لميس عادت لتنافس منى الشاذلي، في برامج المنوعات، إلا قليلاً!

ومشكلة أزمة انقطاع التيار الكهربائي، إنها جاءت في وقت كان فيه السيسي قد بدأ عملياً دعايته للانتخابية، من قبل تحديد موعدها، أو فتح باب الترشيح، وليس له أن يواصل الحملة الآن، فماذا سيقول للجماهير الغفيرة، وهي تعاني من أزمة، استخدمت من قبله كعنوان على فشل الحكم، وعدم قدرة الاخوان على القيام بأعبائه، ومن ثم فإن دعايته المستمرة تقوم على المقارنة بين عهدين، من خلال هذه الخدمة، ومن ثم استقر في وجدان الناس أن الأوضاع قد استقرت، لتكون المفاجأة التي لم يتم التمهيد لها، فهل كان أهل الحكم يدركون أن مشكلة ستعترض طريقهم أم كانوا في غيبوبة، يساقون إلى الموت وهم ينظرون؟!

الاكتشافات البترولية الهائلة

قال الجنرال إن كلفة تطوير قطاع الكهرباء هي 1.8 تريليون جنيه، ورغم ضخامة الرقم وعدم معقوليته، فإنه لم يستوقف أحدا، وبدا الناس بالصمت الذي هو علامة الرضا، كما لو كان يقرون بأن الأمر يستحق!

وبعد اكتشاف حقل ظهر للغاز، قال الجنرال إنهم أحرزوا هدفاً بذلك، وأن مصر ستكون مركزا مهما للطاقة بالمنطقة، وفي المساء كان اعلامه يفسر ما قال، بالإعلان على أن الهدف جاء في مرمى الأتراك!

فلسفة السيسي في الحكم تقوم على أن هامش الحرية في نهاية عهد مبارك هو الذي تم توظيفه للدعوة للثورة عليه، كما أنه اعتبر فكرة الهجوم على الحكومة، واستثناء الرئيس، وهو ما كان حاصلاً في عهد مبارك، سيدفع الناس للإقرار بأن الرئيس نفسه ليس بريئاً، ومن ثم يتوجه الغضب تجاهه كما انتهت هذه السياسة في عهد المخلوع.
وبهذه الاكتشافات البترولية الهائلة تم الإعلان عن أن مصر ستحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز وتقوم بتصدير الفائض منه، على نحو يبشر بأنها ستكون دولة بترولية، كما دول الخليج، وتم تحديد موعد الاكتفاء الذاتي بعام 2018، وفي بداية سبتمبر من هذا العام، أعلن وزير البترول إن شاحنة من الغاز الطبيعي في الطريق لمصر ستكون آخر شاحنة للاستيراد، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومنذ هذا التاريخ، فقد تم الإعلان عشرات المرات عن أن مصر حققت الاكتفاء الذاتي من الغاز، وتصدر فائضاً معتبراً، وعندما تعرضت بيروت لأزمة في الوقود، قال وزير البترول إن لديه تكليفا رئاسياً بمد لبنان بالغاز الطبيعي المصري!

والحال كذلك، فعندما يحدث هذا الانقطاع الذي وصل في الصعيد لسبع ساعات (بحسب لميس الحديدي لا محمد ناصر، وفي قناة مملوكة لأهل الحكم وليس للإخوان في تركيا)، كما وصل انقطاع التيار الكهربائي في القاهرة والحضر لأكثر من ثلاث ساعات بمعدل ساعة في المرة الواحدة، ثم تبدو السلطة عاجزة عن مواجهة هذا التحدي، وعاجزة عن تفسيره، فماذا بقي للسيسي من إنجازات، إذا كان اكتشاف حقل أو أكثر من الإنجازات الخاصة التي يتباهى بها!

الموجة الحارة

في البداية أرجع رئيس الحكومة الأزمة إلى الموجة الحارة التي تضرب البلاد، وكأنهم فوجئوا بقدوم الصيف، على النحو الذي قلته، ورددته لميس الحديدي من بعدي، لكن وزير البترول أرجع الأزمة الى نقص الغاز، فبدا كما لو كان يخرج النظام من حفرة ليهوي به في بئر، فكيف حدث هذا والتصريحات الحكومية وتقارير الحكومة والوزارة التي تعلن في مؤسسات رسمية كالبرلمان واجتماعات الرئاسة تؤكد على تحقيق مصر من الاكتفاء الذاتي من الغاز، مع وجود فائض هائل للتصدير!

اعتماد الموجة الحارة سبباً في الأزمة أخذ به وزير الكهرباء، في حين أكد وزير البترول أن الأزمة في نقص الغاز، وإن أرجع هذا الى الموجة الحارة التي قال إن ارتفاع درجات الحرارة يعني استهلاك كل الغاز الطبيعي الذي تنتجه مصر. وهو تصريح مفزع فأين الحديث عن مركز الطاقة في المنطقة، والتصدير الكبير بسبب حقول ظهر.

كان وزير البترول يرد على من قالوا إن سبب الأزمة هو نتيجة الاسراف في تصدير الغاز، بسبب أزمة الدولار، فقال إن التصدير يتوقف في الصيف تماما نظراً لحاجة مصر للمزيد من الغاز الطبيعي!

وإذا أذيعت تقارير عن أن أزمة الغاز سببها مشكلات تخص حقل ظهر، لأن الشركة الإيطالية لم تراعي السحب الآمن منه، حتى صاروا يستخرجون النسبة الأكبر من المياه وهي أضعاف ما يسحبونه من الغاز مما يجعل من التكلفة باهظة، كان ما نقلته وكالة رويترز عن الشركة الإيطالية بأن الحقل ينتج الغاز بكثافة كما كان الحال عليه من قبل، ولا يواجه بأي مشاكل. إذاً ما هو سبب المشكلة؟!

إن المتحدث باسم الحكومة وإن عاد واعترف بانخفاض الغاز، فقد قال إنها نسبة لا تتجاوز الـ 5% و قال بأن التوقيت الصيفي يوفر 10% من استهلاك مصر من الطاقة!

ولأن الأمر متعلق بالموجة الحارة، فإن رئيس الحكومة وعد بانتهاء المشكلة منتصف الأسبوع القادم (أي الماضي) لكن مع موعد انتهاء المشكلة كان الرجل يرحل الأزمة الى شهر سبتمبر، والمعنى أنه ينتظر انتهاء الصيف، ووجه عتابه للمصريين لأنهم (زعلانين)، لأن الكهرباء تقطع ثلاث ساعات فقط، في حين أنه لولا مشروعات الدولة في قطاع الكهرباء لكانت ستعمل ثلاث ساعات فقط!

لقد أعلنت هيئة الأرصاد الجوية، انتهاء الموجة الحارة، وعودة درجات الحرارة الى معدلاتها الطبيعية مع اشراقة شمس الاثنين 31 يوليو، (أي اليوم)، فهل سنشهد نهاية الأزمة؟!

المؤكد أن انحسار الموجة الحارة لن ينهي الأزمة، لأنها ليست بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فالحكومة تكذب لأنها في ورطة، ولهذا فلم يتوقف الأداء عند رئيس الحكومة ووزارتي الكهرباء والبترول، لكن دخل على الخط ثلاثة وزراء آخرين، فوزيرة البيئة أضحكت الثكلى بتصريح أرعن، عن أن مصر في نعمة لأن بها أكثر من أوروبا تكييفات، وترى أن المشكلة تعود إلى غياب ثقافة "سحب الفيشة" بين المصريين. وطلب وزير النقل من المصريين أن يحددوا درجة التكييف عند 26 درجة مئوية. بينما تحدث وزير الأوقاف عن أن الموجة الحارة ليست في مصر وحدها فالعالم كله يعاني من ارتفاع درجات الحرارة!

لأنها أزمة كبيرة، فإن الأمر استدعى أن يدخلوا لرفع العبء عن رئيس الحكومة ووزارتي الاختصاص المباشر، لاسيما مع خطاب الرعب من المصاعد الكهربائية، وتنظيم التعامل معها، فلا يجوز الاقتراب منها قبل وبعد رأس الساعة بعشر دقائق، إلى جانب النصائح المرعبة إذا حدث الانقطاع مع التواجد داخل المصعد!

المقارنة بالعالم

لا توجد دولة في العالم الذي يتحدثون عنه تعاني من مثل هذا الانقطاع في التيار الكهربائي، ولا توجد دولة في هذا العالم أنفقت 1.8 تريليون جنيه على تطوير قطاع الكهرباء، ولا توجد دولة فيها أعلنت تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، والقصة ليست مرتبطة بمبردات الهواء ففي الصعيد الذي تقول لميس إن الكهرباء تقطع يوميا فيه سبع ساعات فإنها غير منتشرة. كما أن هذه الدولة تم فيها تحديد فشل رئيس الدولة بانقطاع التيار الكهربائي، وأن إنجازات الحالي التي تستحق أن تروى في الخطاب العام وفي الدراما هي بالتذكير بما لم يعد له وجود الآن. هل نسيتم انقطاع الكهرباء في عهد مرسي؟!، وباعتبار انقطاعها صار ذكرى مرتبطة بالتاريخ!

فإذا بالتاريخ يعيد نفسه، لكن في عهد مرسي، لم تكن مصر اكتشفت حقل ظُهر، ولم تكن أنفقت على تطوير شبكات الكهرباء كل هذه التريليونات، ومع ذلك لم يكن القطع بالساعات كما هو الحال الآن!

وهذا الانقطاع في التيار الكهربائي، ولأنه مس الجميع، ونكد على الكل بمن فيهم من يمثلون أبواقا إعلامية للنظام، فإنهم لم يميلوا معه كل الميل، ولهذا اختفى الجنرال لأول مرة، وترك الحكومة تقف في وجه المدفع، فيتم الهجوم عليها، لكنهم كانوا في عهد مرسي يهاجمونه هو، ويدللون على فشله بانقطاع الكهرباء، ويرونها أزمة كافية لإثبات عدم جدارته بتولي الحكم!

لا توجد دولة في العالم الذي يتحدثون عنه تعاني من مثل هذا الانقطاع في التيار الكهربائي، ولا توجد دولة في هذا العالم أنفقت 1.8 تريليون جنيه على تطوير قطاع الكهرباء، ولا توجد دولة فيها أعلنت تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، والقصة ليست مرتبطة بمبردات الهواء ففي الصعيد الذي تقول لميس إن الكهرباء تقطع يوميا فيه سبع ساعات فإنها غير منتشرة.
وهم في تركيز الأزمة في الحكومة، لم يمنعون الناس من أن تعتقد أنه الخوف، وأن المسؤول وحده هو السيسي، وعندما يقول إبراهيم عيسى إنه كلما استمع لرئيس الحكومة تأكد أنه لا خطط لها وأن تصريحاتها دليل على احتقار دراسات الجدوى، فإن هذا لم يكن يحتاج إلى لأزمة، أو لتصريحات من رئيس مجلس الوزراء، لأن من قام بازدراء دراسات الجدوى وقال إنه لا يتعامل بها هو السيسي نفسه، وباعترافه!

ويدرك السيسي أن الناس تعرف أنه المسؤول، وأن خطاب الرعب لا يمنعهم من أن يعرفوا أن المستهدف بالكلام عن الفشل هو شخصياً، لكنه مع هذا لا يستطيع أن يعيد إعلامييه، إلى حدود ما قبل أزمة الكهرباء، ليتأكد له بالتجربة، أن هامش الحرية الذي حدث في العشر سنوات الأخيرة من عهد مبارك، لم يكن كرم أخلاق منه، ولكن لأن الاستبداد له عمر افتراضي، استمر مع مبارك عشرين عاماً، وانتهى عمره الآن حتى في معسكره بعد الولاية الأولى، فقد ذهبت السكرة وحلت الفكرة سريعاً.

فالأزمة خلقت هامشها للتعبير، مع اختفاء السيسي لأنه يعرف حجم وقع الأزمة على الناس وقد وعدهم بأن الكهرباء لن تعود أبداً للقطع، وأنفق 1.8 تريليون جنيه على تطويرها، وأنه أحرز هدفاً بالاكتشافات البترولية وقد أخذت الحماسة وزير البترول فقال سنحقق الاكتفاء الذاتي من الطاقة عموما في عام 2023، ونحن الآن في هذا العام، وفي النصف الثاني منه!

إن مصر جميعها صارت غاضبة، فماذا يقول إذا ظهر، وعلى ماذا سيعتمد في دعايته الانتخابية؟ ولم يعد له سوى الكباري؟

لم يبق إلا أن تفتح "فؤادة" الهويس كما فعلت في فيلم "شيء من الخوف"، عندئذ تنتقل المعركة إلى "عتريس"، و"عتريس" وحده.

لها ما بعدها!
التعليقات (5)
تيسير
الأربعاء، 02-08-2023 01:05 م
اذكر انه فى مقابلة تلفزيونية مع السيسى عند تقديم نفسه لرئاسة الجمهورية التى قال انه لا مطمع له فيها، قال ان لديه فكرة يمكن بها حل مشكلة الكهرباء بدون الحاجة الى اى محطات اضافية ، وتعجبت وانا مهندس كهرباء، واعرف ان مصر غنية بكفاءات عالمية فى هذا المجال، الم يفكر احد في حل كتفكير السيسى!!!؟؟؟, المهم هو قال انه سيعمم استعمال وحدات الانارة الاقتصادية وهذا يغنى عن بناء محطات جديدة ، واستغرب انهم يدعون انفاق 1.8 تريليون جنيه لتشييد محطات انتاج جديدة!!!! ، ومن المعلوم كما ذكر كاتب المقال عدم اقتناعه بدراسات الجدوى ويضاف التفكير العسكرى بعدم مناقشة الرئيس والخوف والطمع هو ما اوصل مصر لما هى عليه الآن ، قلوبنا تتقطع على حال اهلنا فى مصر. اعانكم الله على هذا الطاغية.
ابو حلموس
الثلاثاء، 01-08-2023 08:13 م
كلنا نعرف الحيص بيص و لا يوجد بيننا من شمر لينهي هذا الحال اللعين .. اللهم ابعث فينا روح الفعل و استعملنا في إزاحة هذا البلاء قبل ان تتوفانا ونحن فقط للضياع واصفين آسفين غير فاعلين.
الخبر الأكيد والرأي السديد في مسألة "أزمة الغاز" المصرية
الثلاثاء، 01-08-2023 06:14 ص
*** لن أبخل على الكاتب العزيز عزوز، بأن أخبره بما لم يحط به علما، في مسألة "أزمة الغاز" تلك، فعزوز وإن كان صحفياً مطلعاً مخضرماً، وله مصادر عديدة، فقد غابت عنه أشياء، فقد نقل إلي شاهد عيان، من جيران السيسي القدامى في حارة اليهود، من أن عبد الفتاح لم يكن كباقي فتيان الحارة في صغره، فقد كان مميزاً بين إخوته الأربعة عشر، الذين كانوا يكثرون من الضجيج واللعب، أمام دكانة أبيهم لبيع الميني فاتورة في حارة اليهود، فعبد الفتاح كان طفلاً تظهر عليه علامات النجابة والطموح من صغره، وكانت كل الأمهات في الحارة يحسدن "أم السيسي" على ذكاء ابنها هذا ونشاطه وطموحه، ومن لا يصدق عليه الرجوع إلى التفاصيل في التمثيلية التليفزيونية التي وثقت بالأدلة الدامغة تاريخ حياة السيسي وكفاحه، فقد كان عبد الفتاح يجلس على دكة صغيرة على باب دكانة أبيه، ويحضر أنبوبتين أو ثلاث من أنابيب غاز البوتاجاز، وعندما كان أحد سكان الحارة من جيران السيسي يحتاج إلى تغيير أنبوبته، كان عبد الفتاح يسارع بوضع الأنبوبة على بسكليتته، ويطير بها إلى الزبون المنتظر، ويغير أنبوبة الغاز له، ومن هذا الركن الصغير لتجارة الغاز أمام دكانة أبيه، ومن هذه البداية المتواضعة، امتد نشاط السيسي في تجارة الغاز خارج حارة اليهود، وانتقل نشاطه بعدها إلى العالمية، واصبح عبد الفتاح أحد أكبر خبراء الغاز في العالم، واستثمر أمواله الخاصة في استخراج وصناعة الغاز، وهي مصدر ثروته الخاصة، وعندما أصبح عبد الفتاح رئيساً للجمهورية، ويتحدث عن الغاز، فهو يتحدث عن استثماراته الخاصة هو في الغاز، وليس عن غاز مصر، ومن هنا جاء الخلط من البعض، ولذلك فإن أراد المصريون ".. لها ما بعدها!" شراء الغاز من عبد الفتاح، فعليهم دفع ثمنه وعمولته له، فهم ليسوا بأفضل من زبائنه من حارة اليهود، فهذه استثماراته وعرقه وكد يديه، وما فيش حاجة عند عبد الفتاح ببلاش، فحتى عبد الناصر نفسه فشل في أن يؤمم صناعة استخراج البترول والغاز.
عبدالباسط
الثلاثاء، 01-08-2023 03:20 ص
التحية للأستاذ سليم، وللإخوة الكرام في (عربي21) ولكل قارئ للمقال: أتعجب والله من شؤم هذا "القزم الخائن" (عبد السوء) فأينما توجه لا يأت بخير! لقد صب عليه (حكام السعودية والإمارات) المليارات صباً، وفتحو له "آبار النفط" يغرف منها غرفاً، وأعانه (اليهود والغرب) بكل ما يملكون من نفوذ ليتمكن، ويتسلط على رقاب الشعب، وخنع له "الشعب" خنوعاً يذكرنا بخنوع أهل بغداد إبان هجمة المغول عليها، وسيطر على"الإعلام" حتى أصبح سب الذات الإلاهية أهون عند المرء من سب الذات "البلحية"، وصار هو "القاضي" ـ فلم يعد في مصر قضاء ـ وهو "السجان" وهو "الوزير" وهو "رئيس الوزراء" وهو "المعطي" وهو "المانع" وهو "الحاكم بأمره"، وهو كل شيء في البلد! وأصبحت مفاتيح البلاد في يده، لا ينازعه فيها أحد، ومع ذلك فهو من "نقرة لدحديرة" ومن فشل إلى فشل، ومن انتكاسة إلى انتكاسة: وصدق الله: "إن الله لا يصلح عمل المفسدين" وهذا المجرم الخائن من أكابر المفسدين .. وسيرى عاقبة خيانته وغدره عاجلاً غير آجل "فمن سل سيف البغي قُتل به"!