سياسة دولية

يديعوت: جيشنا يعاني صدوعا داخلية كبيرة بالتزامن مع تهديدات حزب الله

يهوشع: محظور أن نفصل خطوات حزب الله عما يحصل داخل "إسرائيل"
يهوشع: محظور أن نفصل خطوات حزب الله عما يحصل داخل "إسرائيل"
سلطت صحيفة عبرية الضوء على الأوضاع الصعبة التي يمر بها الاحتلال الإسرائيلي، حيث يعاني من صدع داخلي يتسع مع مرور الوقت يؤثر على أهلية الجيش الأمنية ونشاطه في الميدان، بالتزامن مع تردي الأوضاع الأمنية وتصاعد تهديدات حزب الله في الشمال.

ونبهت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في افتتاحيتها، الأحد، التي كتبها المعلق العسكري، يوسي يهوشع، أن "الأجواء في إسرائيل مثل درجات الحرارة التي تعلو وتعلو قبيل ذروة الصيف، وهي تتصاعد عبر حدثين دراماتيكيين وخطيرين هما؛ تهديد وحدة منظومة الاحتياط كاحتجاج ضد التشريع القضائي، والضغط المتزايد الذي يمارسه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على خط الحدود الشمالية، في محاولة لإعادة تصميمه من جديد".

ولفتت إلى أن الأوضاع التي تمر بها "إسرائيل" حاليا "تستوجب مسؤولية قصوى، سواء من جانب رئيس الوزراء ومن جانب المهددين بالرفض (الاحتياط)"، مشيرة إلى أن "نصر الله لم يقرر وحده فحص بقوة أكبر صبر إسرائيل، يبدو أن إيران شددت الضغط عليه كي يرفع مستوى اللهيب مع إسرائيل، وتجبي منها ثمنا".

اظهار أخبار متعلقة


وأشارت الصحيفة إلى أن "التعليمات من الإيراني للفرع اللبناني، هي إيلام الجار من الجنوب دون التدهور لحرب شاملة؛ مع ذلك، علما أن حزب الله 2023 هو مشروع استثمرت فيه مبالغ طائلة؛ نحو مليار دولار سنويا، على توقع أن يكون بمثابة "ضربة ثانية" في حالة هجوم إسرائيل على منشآت النووي في إيران".

وأوضحت أن "المهم في هذه اللحظة؛ هو تآكل الجيش الإسرائيلي والمس بالردع، ويمكن لهذه الأهداف أن تتحقق ليس فقط في الشمال؛ فإيران تشجع العمليات في الساحة الفلسطينية، ويحتمل أن نصر الله يعول على حادثة تؤدي لبضعة أيام قتالية، لكن هذا ليس دقيقا؛ حدث معين قد يفر منه، أو أن يخرج التصعيد عن السيطرة، وعليه من المريح لحزب الله وطهران، استخدام الفلسطينيين في لبنان، مثلما كان في التسلل الخطير الذي انتهى بأعجوبة في مفترق "مجدو"، إضافة إلى ذلك، عاد نصر الله ليعتمد على الأعمال التكتيكية في جدار الحدود، ليؤكد بذلك أنه درع لبنان".

ونبهت أن "هناك جبهة أخرى، هي منع الجيش الإسرائيلي من بناء عائق في خط الحدود، مما يفترض به أن يصعب على "قوة الرضوان" التسلل إلى مستوطنات الشمال عند اندلاع الحرب؛ وعلى هذه الخلفية، ينبغي مراجعة الحادثة التي وقعت السبت، في "هار دوف"، وهي حادثة أخرى تضاف إلى تسخين الجبهة؛ استفزاز شارك فيه عضو برلمان لبناني اجتاز "الخط الأزرق" مع عدد من الصحفيين، واجه هذه المرة ردا سريعا بنار حية ووسائل لتفريق المظاهرات، غير أن هذا أيضا لا يغطي على الحدث الخطير والمحرج المتمثل بالاستيلاء على الكاميرات من الموقع.

وقدرت "يديعوت" أن أي سلوك "واهن" جديد من قبل جيش الاحتلال "من شأنه أن يؤدي لحدث تأسيسي تختبئ خلفه الحرب، وسبق أن مررنا بهذا الفيلم قبل 17 عاما، عمليا محظور أن نفصل خطوات حزب الله عما يحصل داخل إسرائيل. نصر الله هو رقم "2" في "محور الشر" بعد تصفية قاسم سليماني، هو شخص مع أحاسيس حادة بكل ما يتعلق بإسرائيل خاصة، هو يرى المشاهد، يسمع الأصوات ويفهم على نحو ممتاز ما هو معنى تهديدات الطيارين وقوات الاحتياط في "سييرت متكال"، كما يعرف أن الدراما كانت ولا تزال لدى رجال الطواقم الجوية الذين يشكلون ما لا يقل عن 50 في المئة من عموم الأسراب العاملة".

والنتيجة بحسب الصحيفة أن "الجيش والحكومة ممسوكان عمليا من العمق من قبل مجموعة من الأشخاص لا ينبغي الاستخفاف بإمكانيات الضرر الكامنة التي يتسببون بها لضمان أهلية الجيش الإسرائيلي، والمقصود ليس فقط المس بالأهلية الأمنية بل القواعد الأساس لنشاط الجيش؛ اليوم التهديد يأتي من جانب معارضي خطط الحكومة، وغدا سيكون أولئك هم قوات الاحتياط من الطرف الآخر من الخريطة السياسية ممن سيضغطون بعبقرية على الزر الأحمر بسبب التشريعات".

وذكرت أن "رئيس الأركان هرتسي هليفي وقائد سلاح الجو، في هذه الأثناء يتبنون لعبة الدجاجة، ولا يعلنان ماذا سيكون مصير من لا يمتثل (يرفض الطيران في المستقبل)، من الصعب ألا نتضامن مع أزمة هليفي، فالمسؤولية لا تزال تبدأ لدى رئيس الوزراء ووزرائه، وطالما تواصل الرسالة كونها غامضة، الصدع يتسع، هذا الوضع لا يطاق، وهو يحدث في هذه اللحظة دون أن يبذر نصر الله صاروخا واحدا من ترسانته".
التعليقات (0)